أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بكر احمد - احتمال الثورة ضد هادي...واردة جدا



احتمال الثورة ضد هادي...واردة جدا


بكر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يبقى الرئيس مرسي على كرسي الحكم أكثر من سنة واحدة، حتى خرج عليه الشعب المصري ليقتلعه ، علما بأنه رئيس منتخب دستوريا ويعتبر اول رئيس مدني يتولى سدة الحكم في مصر فيما بعد الاحتلال البريطاني.
دستورية وشرعية مرسي لم تشفع له أمام الشعب المصري الذي رأى ان بلاده تؤخذ في اتجاه آخر غير أهداف الثورة التي قامت من اجلها ، لذا خرج هذا الشعب وبالملايين لإسقاطه دون أي تردد أو خشية على ديمقراطية وليدة، علما بأن تنظيم الإخوان المسلمين لم يكن محسوبا على النظام السابق ولم يسبق له وعبر كل تاريخه أن تولى أحد كوادره أو قادته أي منصب رسمي في الدولة، كما أن هذا التنظيم لم يكن من ضمن التهم الموجهة اليه تهمة الفساد ونهب المال العام.
من طرافة الأمر بأن عبد ربه هادي كان من أول المهنئين والمباركين لقرار الجيش المصري بعزل الرئيس مرسي، رغم أن شرعية مرسي تفوق بكثير شرعيته ، هذا إذا افترضنا بأنه هنالك شيء من الشرعية يمتلكها هادي، فهو لم يكن ابدا خيار الشعب بقدر ما كان هو نتيجة تسوية اقليمية لم تجد سواه لوضعه في هذا المنصب، كما أن عملية انتخابه هي عملية عرجاء ومشوهة وذلك لأنه خاضها كمرشح ضد نفسه فقط وبدعم من التيار الديني الذي حشد له أنصاره ليتم تأسيس علاقة مستقبلية تضمن هيمنتهم على مفاصل الدولة، والأهم من كل هذا هو أن هادي يمثل النظام السابق ويعتبر أحد أهم ركائزه وهو من قام الشعب بثورة ضده، بل كان هادي يمثل اسوء ما في النظام السابق من ناحية قيامه بصبغ واجهته بشيء من الشرعية وبأنه يمثل الجنوب ويتولى منصب عالي جدا في الدولة كدلالة زائفة على تسامح واتساع صدر هذا النظام الذي لا يميز بين مواطنيه بينما هو في حقيقته نظام اسري ضيق.
هذا الرئيس الحالي قد قبل على نفسه وعلى مدى أكثر من عشرين عاما أن يتولى منصب نائب اسوء رئيس في التاريخ اليمني بدون أية صلاحيات أو حتى بدون صدور قرار رسمي بتعيينه بهذا المنصب، كان مجرد ديكور فقط لذر الرماد على العيون ، كما أنه ظل شاهدا على الفساد والنهب الممنهج لكل شيء في الدولة ، وظل يراقب بصمت المتعاون والمتهاون وربما المشارك في إفراغ البلد من كل شيء جميل و المساهمة في تمكين أسرة مكونة من عدة أفراد من الهيمنة على مقاليد وثروة البلاد حتى يعبثوا فيها دون رقيب بينما الشعب كان يتضور جوعا وفقرا وتخلفا، وايضا هادي كان مشاركا بحرب ضد الجنوب ومهادنا في خوض البلاد سبعة حروب عبثية ضد الحوثيين تم من خلالها استنزاف ارواح الآلاف من رجال الجيش والمعدات والملايين من الدولارات التي كانت تذهب لجيوب المستفيدين من بقاء تلك الحرب على حالها دون حسم.
هادي كان ومازال أحد الأعمدة التي ساهمت في استمرار الحكم المستبد خلال تلك الفترة، وهو الان يمثل امتداد عضوي وطبيعي له حتى وأن بدا لنا أنه يخوض حرب ضده، فأن هذه الأمر وفي حقيقته هو لتوطيد مركزه وتقليم مراكز القوى الموالية لعلي صالح فقط لا غير.
بات من الواضح بأن هادي ليس معني بما يحدث في البلاد من مشاكل وانهيار، وباتت حجته الوحيدة بأنه هنالك حوار وطني يدور الآن لحل كافة المشاكل العالقة، بينما لا احد يخبرنا كيف يمكن أن تنفذ مخرجات ذلك الحوار في ظل دولة مهترئة ينخرها الفساد والتفكك كالدولة الحالية.
كمواطن عادي، لا يهمني كثيرا ماذا يدور في الحوار الوطني، بل لا يمكنني متابعة ذلك الحوار او حتى الإهتمام به مالم تتوفر لدي لقمة العيش والأمان لأسرتي وأساسيات حياتي مثل الكهرباء والماء والمواصلات.
وكمواطن عادي لا ارى في الرئيس هادي أية إهتمام بمثل هذه الأمور، بل لا ارى منه أي أهتمام في أي شيء يخص البلاد، الرجل في ملهاة أخرى يسعى من خلالها تثبيت أقدامه والسعي الدؤوب لتجديد الولاية له في الانتخابات القادمة وإرضاء الخارج حتى يثبت لهم بأنه رجلهم الطيب و الانشغال بعقد تحالفات مع قوى محلية تمثل الرجعية في ابهى صورها.
خلال سنتين نستطيع أن نلاحظ بان كل قرارات هادي متعثرة ولم يتم تنفيذ قرار واحد بشكل كامل او سليم وخلال سنتين من حكمه تدهورت الأمور إلى مستويات متدنية، وايضا وخلال سنتين لم نسمع أو نرى قرار واحد يمس حياة المواطن العادي والبسيط، وكأن هذا المواطن ليس من سكان اليمن، وكأن اليمن فقط هو جيش يتم إعادة هيكلته بشكل اعتباطي ومجموعة احزاب ومشائخ قبائل فقط يتم التعامل معهم وإصدار البيانات فيما يتعلق بمصالحهم.

سئمنا ألوضع وبات الأمر فوق ما لا يطاق وكأن هذا الشعب لم يخرج بثورة وكأنه لم يقدم شهداء وجرحى ، وكأنه لم يهتف يوما في الساحات بأنه يريد اسقاط ألنظام، سئمنا الوضع لأن هذا الرئيس هو امتداد فكري وثقافي وسياسي لسابقه وأننا فعلا نود ان نعيد تصحيح مسار الثورة وإعادتها إلى ما كانت عليه في بدايتها ، وان هادي بات عبارة عن مستبد آخر يقيم شبكة علاقات سلطوية وكلها تتفق على أن هذا المواطن هو شيء هامشي ولا اثر فعلي له في هذه الحياة.



#بكر_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ديمرقاطية بلا امرأة .. ايران والكويت واليمن أنموذجا


المزيد.....




- -محتوى بعيد عن الإسفاف والبلطجة-.. ياسمين عبدالعزيز سعيدة بـ ...
- متحدث باسم المفوضية الأوروبية عن رسوم ترامب الجمركية: ردنا س ...
- متحدث حكومي يعلق لـCNN على ما قاله ترامب لولي عهد البحرين عن ...
- -للسيطرة على مساحات واسعة-.. إسرائيل تعلن توسيع عمليتها العس ...
- قاذفة أمريكية ثانية تصل الشرق الأوسط، وقاعدة دييغو غارسيا في ...
- ما وراء الهجوم الإسرائيلي على رفح قرب الحدود المصرية؟
- فيتسو: أسعار الغاز في أوروبا لن تشهد انخفاضا إلا في حال استئ ...
- موسكو: التهديد بقصف البنية التحتية للطاقة النووية في إيران م ...
- من الفصول الدراسية إلى قفص الاتهام.. فضيحة جنسية لمعلمة في م ...
- تنسيق لضمان انسيابية العبور.. أول اتصال بين الدبيبة وسعيد ب ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بكر احمد - احتمال الثورة ضد هادي...واردة جدا