عائشة الخواجا الرازم
الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 11:53
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لم أكن أدرك طعم الفشل الحنظلي قبل هذا اليوم , رغماً عن تجرعي لحنظل الأيام المنهمر طوال عمري ! ورغماً عن حبي لحنظلة الغسيل , إلا أني لم أتوقع أن تغتسل أصواتي حتى الثمالة وكما إني لم أكن في أمس الحاجة لصنبور المرارة المتدفق في وجهي , وقد دلق المحترفون في وجهي ألماً ووجعاً للناس ولي دون أدنى شعور بالندم ! وقد كنت أعلم أنهم يمنحون علامات تقديرية لمن يرون فيه لبنة للوطن ويعلقون على يمين صدره وساماً بعدم رضاهم عنه لأنه أشرف منهم وأكثر منهم نبلاً وعطاءً! وبالتالي يعلقون إرادة الناس الظمآنين حتى لا إشعار ولا آخر ! وهكذا أرادوا لي دون أن يقيموا وزناً لأفعالهم التي افتعلوها وأدعو عليهم كلما طلع أذان فجر وانبثق صباح بأن يجزيهم الله بما ارتكبت أيديهم ! فأنا لست ممن يحملون في جعبهم الروحية والعقلية ثلاثمائة صوت انتخابي ! وحتى لو عددت أصواتي النازلة في الصناديق فرادى دون جماعاتها أو أسرها أو أطيافها أو شرائحها أو ألوانها الوطنية , لكانت ألفي صوت مع أشد وأخفض أصناف التواضع والنزول ! فكيف حين أحتسب أصواتي المؤكدة المؤيدة والمناصرة بالصوت من تلقاء قسمها ؟ وأنا التي رافقت إلى مراكز الاقتراع الخمسة التي ركزت جهودي وناقلاتي عليها من الصباح حتى السابعة مساءً ثلاثة آلاف صوت صادق دعوت له بإن شاء الله ! وكانت هي الأحزان المتوالدة تترى في لحظة مشاهدتي لجنازات أصواتي الانتخابية تمر أمام ناظري امام صناديق الفرز ! وقد كانت تمضي ملفعة بالطهارة البيضاء الناصعة على رؤوس الأشهاد, ويعلوها شعاري اليتيم الذي مات أهله كمداً على عنقه المجزوز وخلفوه وحيداً ( صوت صادق إن شاء الله ) ومن شاهدها كان قد رأى ابتسامة تعلو وجوهها الساكنة المكلومة , وفعلاً كانت قد أجمعت على البكاء بصمت المخنوق , بحيث تعلم لو تأجج الصراخ فيها فسيضحك منها القتلة ويطلبون براهين على ارتكابهم الفعل الإجرامي بقتلها بأساليب الدهاء والسحر الذي يحول حياتهم بعد التزوير إلى شهوات مملوءة بالأحقاد لا تتعب ولا تمل من الاحتراف ! ! وهم يعلمون أنهم أعبقر خلق الله في اصطياد الثغرات والفجوات التي تمكنهم من ارتكاب أفظع المجازرالتزويرية على عيون الجميع ! وكانت أصواتي الناخبة النظيفة الطاهرة تحني أعناقها المخنوقة الصدى ولا بواكي لها من أهل أو عشيرة ! وهي التي تعلم جيداً أنها هطلت من غيث الوطن بأكمله ولا عشيرة تحدها لجغرافيا أو تاريخ أو حسابات رياضية ! وذلك لعمري مرفوض من جهات تخطط لعشائرية وهمية هي في هذا الوطن النائح أعظم عشيرة في الدنيا وأحق عشيرة موحدة بالتثبيت ! وهم ....! يعلمون أنهم إنما يضربون العشيرة الحقيقية الصادقة باحتسابهم عدد أفراد العشيرة المسماة ومنح العلامة الصوتية اعتماداً على تعداد نفوسهم المتصيدة ! وحين افتضاح أجسادهم المريضة أمام الله وهم يعلمون أن لا فرد يقدر على الإمساك بتلابيب تزويرهم قد يؤدي إلى انتحار من يحكمون على الوطن بالعشائرية المصطنعة قسراً ! وإنه من الصعب جداً أن يوجد بين هؤلاء الأردياء من يختار الوسيلة المحسوبة صوتياً في الصناديق للتأشير على مصداقية الشعب تجاه البرنامج الانتخابي والموقف التاريخي للمرشح الحامل هموم أمته وأرضه ! فدائماً هناك من يرفض الانتماء وحب الأرض الطيبة , ودائماً هنا من يغار من صاحب أغنية الوطن التي تمطر ألماً لذبحها في عز المشهد الدرامي ولملمة أشلائها , وليس سراً أن التزوير ضربني حتى قزمني وحجمني حتى الحثالة بثلاثمائة صوت صادق إن شاء الله ! لأن مرتكب المذبحة كان قد أعلن عن نفسه محباً للسلام والديمقراطية وحرية التعبير وأعلن عن نزاهته في إمساك السكين وطريقة الذبح الحلال لأصوات الأبرياء من أهل الوطن المسكين والعامل على الجباه المرفوعة , والتي لا يدري من أين سيلتقطها ؟ حيث يتم الانتقام وتبرير الذبح بسبب الإلتفاف حول سيدة هي محل احترام وتقدير الوطن بأكمله في دائرة تسمى دائرة الحيتان زوراً وبهتاناً وقد سميتها أنا دائرة الصيصان حينما قلت لأهلها المكلومين أنا لا أطلب أصواتكم النازفة , فأصواتكم نار على من يستغلها للفوز ! وكنت الصادقة معهم حتى حينما كتبوا التقارير وأرسلوها للمحافظ , بأنني أتوقع التزوير حسب المعطيات ! ورغماً عن أنني لست غبية كثيراً فلقد كنت أتوقع وأكاد أجزم بأن المخبرين موجودين في كل زاوية فقيرة محرومة بدليل أن التقارير أعلمني عنها أحدهم بأنها وصلت المحافظ العتيد ! الذي سوف يصبح مخلداً عرمرماً في منصبه الرفيع الذي يعرف من خلال ممارساته في أنه سيحلق له على الصفر بعد إنجاز المهمة الكريهة , ألا وهي تقميء الناس وتخفيض معدلاتهم والتهام أصواتهم وشرب الدواء المسكن وراءها ! ولكن ليعلم كل من التهم حقوق ناجح ومحترم في أية معركة في هذا الوطن الذي ليس لنا غيره سواء أكان أصيلاً أم بديلاً , بأنه آيل إلى الندم حال لا تنفع الندامة أمام الله والضمير المشروخ ! وحال الأنين في سرير الولع النزيه للتعويض عما فات من تضييع حقوق البشر في الانتخابات !
رأيتها أصواتي ولمستها ورعرعتها وتلمست كل ملمح في وجهها , وتعرفت عليها كما يتعرف المرء على جنينه في الحلم والعلم , وأحصيتها كما تحصي الأم فلذات كبدها وكما تحصي الشجرة براعم ثمرها قبل هبوب الرياح الخماسينية ! صافحت أصواتي وكسوتها من ريش الروح واللسان وحشاشة القلب وقشرة العين اليقظة ولغة الناس الظمآنين ! سهرت من أجلها سنوات العمر الحطيم حتى أرسمها لكلمة حق وموقف صدق يسترضي الأرض العاتبة على الناعسين الخائبين المهملين ! وظل هاجسي أن أصبح نائب أمة لأسمع الكلمة الذباحة للطغيان وأكل شرف وحق الإنسان ! وظل كابوس عمري أن انتخب من الشعب وعمرت الحياة انتظاراً للمعارك الانتخابية لأفوز بنظافة الأصوات ونقائها المؤدب , وتمكنت من هذا الكابوس حتى ألمت بي ثلة التزوير المنكوشة الشرف ! فجاءت أصواتي تشبه شيوخ الوجع الدفين علنية في الشارع وسرية الخوف لمعرفتها مكمن المذبحة ! استمعت إليها تسعى إلي علناً بين الحشود بلا أقاليم أو تعنصر أو تدين أو حدود ! التهفت إليها والتهفت إلي وتنادبنا الحزن الأكبر والهموم فأين دفنت تلك الرديفات الرفيقات من أصواتي الصادقة إن شاء الله ؟ وقد كانت المؤامرة هي تكفير الشعب بالتصويت النظيف , فلا تصويت يجدي غير التصويت الوسخ الملوث والذي يحك على جرب المزورين والباحثين عن مبررات النجاح القذرة لاحتسابها لصالح كل من باع واشترى وساوم وغش وشكل عصابات للصوت المكوي ! ولو استيقظت الحكومة الرشيدة وفرغت لجنة أو لجنتين لجرد ومقارنة الأصوات الناخبة في مختلف الصناديق والمراكز لخرجت ويا لخروجها البهي الفظيع بأن أسماء تتكرر في القوائم أكثر من عشرين مرة نتيجة الكي وجرعة العسل وآية القرآن ! فالذي تغلب على المزورين وتعملق ونال القصعة المتكالب عليها بالالتزام في الكي وجرعة العسل وآية القرآن , جوبه كغيره بالسحر والشعوذة والدهاء التزويري حيث اختفت آلاف الأصوات لي وظهرت بقدرة قادر لغيري وهو لا يملك شروى نقير فكري من الأصوات ! فأصبح جزءاً من برنامج المزورين وقريباً لهم في الدم والعقبى لمن اتقى والعافية من السحر أبقى ! فالذين يلتهمون اصوات المحترمين أو المحترمات من النساء الوطنيات كالذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما الذين يتخبطهم الشيطان من المس ! فمن الذي وسوس إلى هؤلاء بالتزوير وجعلهم خلصاء أكثر للوطن ولمصلحة الوطن ؟ وهل هو الشيطان بعينه الذي جعلهم مدخلاً للشيطان فطلب العصمة من الجيدين والجيدات وترجى التوجه إلى من دس إليهم الأخبار العوراء على ورق غير صقيل وغير نظيف ؟ وقد امتلأت بطونهم برضاً غير حقيقي لما نالهم من اضطراب خوفاً على مناصبهم , ينامون ويفيقون في رعب دائم أن تخسر تجارتهم ويصابون بجنون الثقة وهم يقولون عائشة يعوزها الدليل ! وهم يعلمون أن الدليل في مشيهم في الليل بلا مصباح ومشيتهم خبط عشواء يتحيرون ويضلون ويتردون وهم يتبسمون بثقة عارمة , كيف لعائشة أن تتهمنا بالتزوير وإضاعة أصواتها وهذه هي قدراتها وهذه هي مصروفاتها ! وتلك هي قائمة عشيرتها ! وتلك هي مقراتها وتلك هي أعداد لافتاتها .............. !
أقول واحسرتاه............... ! حينما تحتسب النجاحات عند المعلمين المحترفين بعلامات تقديرية حسب رؤية المعلم لأهوائه هو , وأهواؤه تشبه محض الخيال في التقدير وليس الأصوات النازلة للصناديق للمرشح , أتمنطق بنفس المستوى وأقول إن في غرف الاقتراع التي حددتها الحكومة جناً بأجسام رقيقة صافية هوائية لا ألوان لها وعنصرهم من النار بعكس عنصر الإنسان الذي من تراب ! وشتان بين توافق الجن والإنس وامتزاجهما جسداً واحداً أو نحوه وإنما هناك تنويم مغناطيسي قد مارسته الحكومة على الأصوات فجاءت الأصوات غافية غير قادرة على النهوض من الصناديق ! ولو كانت الحكومات تريد نزاهة للانتخابات لما جعلت للأصوات صناديق , لأن كلمة صناديق وحدها تعني الصندوفق السحري أو صندوق العجب أو صندوق الفرجة أو صندوق الساحر ! فلماذا يستغرب الآخرون من فعل الصناديق ؟ وهي التي انتظرتها حتى الخامسة صباحاً للدائرة الثالثة ولم تأت إلا بعد أن نام المرشحون والمندوبون نوماً ربما مغناطيسياً !
والواقع أن الصناديق المسحورة لا تتعرض للجن فقط في بلادنا , لا بل تتواجد في العالم المتعبقر .... والجن هذه ليست منتخصصة في ركوب صناديق الأردن دون غيرها ووحدها دون بقية الأجناس ’ والأولى بنا أن نعرف أن شياطين الإنس والجن تنتشر في كل مكان في دول العالم المتكبر وليس المتصغرفقط , وإنما توقع بكل إنسان يحب بلاده ووطنه , وأقولها صريحة أن الاستعاذة من الجن هذا واجبة ونافعة وطنياً وكل من أطاعها أطاع الشر , واقول للمزورين أن هذا المسلك الاستدراكي الوطني افضل من إشاعة سكن الشيطان لبدن الأردن , وكان عليهم أن يتذكروا وهم يمارسون طغيان السحر وينفذونه ليبصروا الأصوات الكامنة في الصناديق بأنهم وأعوانهم من اللجان في الاقتراع لا يقصرون ! وأي إغواء للجان الاقتراع هو محسوب ضدهم أمام الله ... فلا شيء ينفع المزورين واعوانهم حينما أدعو عليهم عند انطلاق الفجر ! ودعواي إنما هي غير ناطقة سراً ولكن علانية !!!! ! ومن ينكر هذه الإمكانيات الحكومية الغرائبية ويقول إنه لا يوجد دليل قطعي على ما تقول عائشة , فإنني أقول يا لهول إمكانيات تسلط الجن على الإنس ! وهذا ليس التباساً أو وهماً يتخيله الفاشلون فشلاً ذريعاً مثلي ! والذين نالوا من آلاف الأصوات ثلاثمائة هي فلسفة الدنيا الدنيئة ضد المرفوعين على اكتاف الشعب الحزين !!! صوت مباركة فقط ؟ ولكنني أقول أن الأمر أصعب من ذلك بكثير , فالجن لا يركبون للهف أصوات الناخبين الأردنيين فقط ,!
وددت لو غمرتني مياه البحر الأسود طيناً على أن تغمرني أشباح الأصوات الناخبة تناديني نعم ... لقد بات لهذه الأصوات الضحايا نواح القتيلات ظلماً ! حتى لكأن هوس تلك الأصوات في إيقاع البكاء الليلي على محيط رأسي يأخذني إلى عالم الأشباح الأسطوري أو عالم الغولة ! وسؤال مرصوص في الهواء المرصع بالحزن : أين دفنت هامات الأصوات الناطقة والمؤمنة بصوت صادق إن شاء الله ؟ وكيف يستهين أصحاب الإخلاص والانتماء الأعظم بجهود وحقوق الناس الصوتية أم أنهم لا يقيمون وزناً للصوت الانتخابي بحكم أنهم بناة نظرية العرب ظاهرة صوتية ؟ ولهم الحق في إلغاء أصوات الناس وتقزيم الناس وتحجيم الناس تطبيقاً لمقولة أحد الناقمين على الوطن : أعط للمرشح فلان علامة قريبة من الصفر عشان عمره ما يرفع راسه بين الناس ! وعشان عمره ما يفكر إنه حجمه كبير !
#عائشة_الخواجا_الرازم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟