أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الفتاح نعوم - -ديمقراطية- القوى الظلامية خطر على الديمقراطية














المزيد.....

-ديمقراطية- القوى الظلامية خطر على الديمقراطية


عبد الفتاح نعوم

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اصبحت القوى الظلامية التي تؤسس مشروعها على ارضية الدين او العرق او هما معا تعطينا دروسا في الديمقراطية و الشرعية الانتخابوية ! امر بدا واضحا للعيان في مصر بعد الانتفاضة الشعبية العارمة ضد نظام الاخوان في مصر، و لعل صراخهم من اجل "الانتصار لليمقراطية والشرعية" هو تعبير عن رؤيتهم المضببة و المشوشة للديمقراطية من جهة و كشاف ايضا عن طبيعة جهازهم المفاهيمي و عقمهم النظري الذي يتأولون عبره المسألة الديمقراطية.
رست مختلف مدارس الديمقراطية في الفلسفة البرجوازية في اوروبا القرن الثامن عشر و ما بعده على سمة اساسية و جوهرية للمفهوم نفسه على صعيد بنائه النظري اساسا، يتصل الامر بمسألة الاعلاء من قيم الانسان بما هو انسان حر يجب ان تقدس حريته و كينونته، و تأسيسا على هذا ترسخ مفهوم المواطنة ضمن تلك الادبيات بحيث اصبح يُنظر للانسان كانسان مواطن بصرف النظر عن معتقده و عرقه و ميولاته الفردية، و لدى وصولنا الى المستوى الاجرائي في الديمقراطية نتحدث عن الاليات التي يتم من خلالها انتقال السلطة وممارستها و تداولها في اطار احترام الاطار المشار اليه انفا، بكلمة واحدة لا يمكن تصور ديمقراطية خارج فصل بين الديني و الزمني على مستوى تدبير الشؤون العامة في المجتمع.
و بشكل معاكس تماما لهذه الاسس يطفق منظرو وشيوخ القوى الظلامية يتشدقون بقدرتهم على المساكنة بين اسلامهم الخاص! و الديمقراطية. فتستحيل الديمقراطية مجرد الية صندوقية عددية تسمح بمرورهم الى السلطة باستثمار الكذب و الدعاية المتاجرة بمبادئ الدين و توزيع الزيت و السكر !، و بمجرد الوصول الى المبتغى يشرعون في تدمير الديمقراطية اولا و بناء ايالتهم المجيدة المقدسة ! و لان الظلامية الدينية و العرقية وجهان لعملة واحدة فلنشر الى ان هتلر وصل الى السلطة بالانتخابات و الديمقراطية العددية ليشرع في تدميرها فيما بعد.
و لعل تجربة الاخوان بمصر تظهر بجلاء كيف يستغلون الالية الانتخابية والدين معا و و كيف شرعوا بعد ذلك يضربون بعرض الحائط الميثاقية و مبدأ التعاقد بين الناخب و المنتخب و يهرعون الى الترويج لدولة اقصاء كل من ليس منهم، يفهمون من الية الانتخابات بدورها انها شيك على بياض يمنحه لهم المواطنون كي يكتبوا عليه المبلغ الذي يريدون و ليس لمن لف حبل المشنقة حول رقبته و منحهم صوته ان يعترض او يلغي تعاقده معهم ان اسيء استخدام صوته. و بهذا يمكن تفسير عويلهم و من والاهم عقب اسقاط حكمهم في مصر.
في حقيقة الامرفالظلاميون سواء منهم المفضوحون ( القاعدة و الوهابية) او المتسترون (الاخوان) هم يعادون الديمقراطية بوصفها لا تمت للاسلام بصلة! و لا يرونها انجازا حضاريا للانسانية عبر تاريخها الطويل، و الاخوان و من لف لفهم حينما يقبلون بالديمقراطية فهم يقبلونها على مضض لانه في مخيالهم الجمعي يعتقدون انها كفر و انتاج لدار الكفر، و من ناحية ثانية هم يشوهونها و يتعاملون معها بانتقائية كما اشرنا و تأسيسا بالتالي على موقفهم الحقيقي منها. خلاصة القول ان الديمقراطية التي توصل الظلام الى السلطة هي اما ديمقراطية منقوصة و مشوهة او -على حد تعبيرالمفكر سيد القمني- ديمقراطية منعدمة!.
تكييفهم للديمقراطية على النحو السالف الذكر يظهر ركونهم الى التعامل مع جزء من محصلة يترجمها الحاضر على صعيد المنجز الحضاري البشري لضرب هذا المنجز في اخر المطاف و العودة بمجتمعاتنا ربما الى حوالي ستة الالف سنة قبل التاريخ، فحين يصبح الفن حراما و الفكر و التعبير حراما و الابداع معصية يصبح الانسان كائنا يصلح للتوالد و الاكل و يصبح المفكر عبد الله القصيمي الذي يرى ان المعصية/ الابداع هي ما يصنع الحضارة – يصبح مرتدا و زنديقا !! . و يصبح النموذج الافضل و المنشود و الارقى عند هؤلاء متطابقا مع افغانستان طالبان او سودان النميري، و يتجه الظلاميون ليزيلوا من التاريخ صفحات مشرقة و نقطا مضيئة عرفتها الحضارة العربية الاسلامية حينما كان الاسلام قائما بهذا المعنى فصمت طويلا صوت الحلال و الحرام و التكفير و التبديع و الافتاء بالقتل و فسح المجال للفن و المعمار و الفلسفة و الادب و الموسيقى و الطب الفيزياء و الرياضيات و الكيمياء ... بالرغم من ان كل عظماء الحضارة العربية الاسلامية كانوا عند ابن تيمية و امثاله منصرفين عن العلم الشرعي و ضلالا و فساقا و زنادقة ......



#عبد_الفتاح_نعوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الفتاح نعوم - -ديمقراطية- القوى الظلامية خطر على الديمقراطية