أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر فوزي الشكرجي - بغداد.. والشعراء.. والصور














المزيد.....

بغداد.. والشعراء.. والصور


حيدر فوزي الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغداد عاصمة جمهورية العراق،. يبلغ عدد سكانها 7,216,040 نسمة حسب آخر الإحصائيات لعام 2011 للميلاد مما يجعلها أكبر مدينة في العراق، وثاني أكبر مدينة في الوطن العربي بعد القاهرة، وثاني أكبر مدينة في آسيا الغربية بعد مدينة طهران عاصمة إيران، كما تعتبر المركز الاقتصادي والإداري والتعليمي في الدولة.
يظن الكثيرين أن أسم المدينة أطلقه عليه مؤسسها أبو جعفر المنصور، ولكن في الحقيقة الخليفة العباسي سمى عاصمته دار السلام وكان الناس يطلقون عليها مدينة المنصور، أما أصل تسميتها هي قرية كانت موجودة مكان العاصمة وتحمل أسم بغداد وقد ورد أسمها بجدادا بلوح يرجع تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وكذلك وردت أسماء مشابهه بجدادا وبغدادي في ألواح تعود إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد ومعنى الأسم باللغة البابلية بستان الحبيب.
بغداد مدينة تحتضن جدرانها أسرار وخفايا، آلام ومآسي، مجد وذل قلما شهدته مدينة، هي عاصمة العلم والثقافة مع ذلك لم تخلو يوما في تاريخها من الأمية والجهل، تغنى بمجدها الشعراء وصرخ من ظلم حكامها الفقراء، أشتهرت برفاهية قصورها وبقساوة سجونها، بمناظرها الخلابة وفقر أكثر أهلها.
فهي كما قال عنها المرحوم الدكتور أحمد الوائلي في مطلع قصيدته المشهورة(بغداد)

بــغداد يومــك لا يـزال كـأمـسـه صور على طرفي نقيض تجمع
يـطغى النعيــم بجــانب وبجــانب يـطغى الشقـــا فمرفــه ومـضيـع
في القصر أغنية على شفة الهوى والكـوخ دمــع في المحاجـر يلذع

سر التناقض لهذه المدينة أنها عاصمة بلد كالعراق موقعه إستراتيجي يربط بين حضارات وقوميات مختلفة (عربية، عثمانية، فارسية، كردية ) أثرت على طبيعة أهله ولكن لم تغير معدنهم، إضافة أن ثرواته تجعله مطمع لكل فاسد من خارج حدوده أو من داخلها هذه الثروات التي لو وزعت بالتساوي على سكانه لجعلتهم يعيشون برفاهية تحسدهم عليها كل الدول المتقدمة.
هذا التنوع الحضاري والثقافي قد تجد جزء منه في كل مدينة عراقية، ولكن في بغداد ستجده كله لأنها بالفعل عبارة عن عراق مصغر، أن النظام المركزي الذي كان سائدا في العراق يجعل أكثر موارد المحافظات تمر بالعاصمة ومن ثم يعاد توزيعها على بقية المحافظات، ولكون من كان يتقلد زمام الامور ثلة مجرمة وفاسدة ظلمت المحافظات المنتجة كما أن هذه المبالغ لم تسهم في تطوير العاصمة كثيرا كون أغلبها كانت تذهب إلى جيوب المسؤولين وحساباتهم السرية والبقية تبنى بها قصور لسكناهم.
بعد سقوط نظام هدام ظهرت فرصة حقيقية لتغير هذا الواقع فقد كان هنالك شبه أتفاق على جعل نظام الحكم شبه مركزي وإعطاء صلاحيات أكبر للمحافظات، ولم يضع العراقيل لهذا المشروع غير البعض لأهداف واضحة وهي محاولة استمرار عمليات الفساد لأسباب انتخابية بحتة.
وبعد الانتخابات الأخيرة التي عول عليها المواطن كثيرا اصطدمت أغلب الحكومات المحلية بتركة ثقيلة أسمها الفساد، ففي بغداد صرح رئيس المجلس أن العاصمة مديونة بمبالغ تفوق الترليون دينار عراقي بسبب عقود مبرمة مع شركات لتنفيذ مشاريع لم يوافق عليها المجلس السابق وتم تنفيذها دون علمه!!
فإذا اخذنا بنظر الاعتبار حجم الخدمات المطلوب توفيرها من الحكومة المحلية من تبليط شوارع وإنشاء مستشفيات ومشاريع مياه وصرف صحي وووو الخ.. فكيف تستطيع أنجاز كل هذا مع هذه المديونية الضخمة؟؟
نحن الآن نعيش فرصة تاريخية إلا وهي الديمقراطية فأن بقينا هكذا فلن يغفر لنا أحفادنا ولا التاريخ أضاعتها، يجب أن تتضافر جهود أبناء بغداد مع الحكومة المحلية لضرب الفساد بيد من حديد، فالقضاء على الفساد هو الحل الوحيد لإعادة بناء العاصمة بغداد بما يليق مع مكانتها وتاريخها العريق.



#حيدر_فوزي_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات رمضانية..
- عرب، فرقهم الاسلام وجمعهم عرب ايدل!!!
- 35 مليون دشداشة مشكوكة!!!!
- متي ينفذ القانون يا دولة القانون؟؟؟
- صديقي الإخواني..
- إلى متى...
- دراجة لكل مواطن!!!
- راهب بني هاشم...
- العضد المفدى
- الحويجة ما لها وما عليها...
- المواطن العراقي وحبات الفاصوليا ...
- يومين من بغداد...
- الاوبل والبطة...
- الموطن العراقي بين شنشل والمحمود...
- هل ستنجح الامطار في غسل قلوبنا ام فقط ستغرق شوارعنا...
- لماذا كل هذا الحقد الدفين؟؟
- بلد العمالقة يحكم من قبل الأقزام!!!
- من يتكلم باسم الشيعة عليه ان يطيع مراجعهم اولا ...
- تيار شهيد المحراب والسباحة عكس التيار...
- الطيب.. والشرير.. والقبيح


المزيد.....




- مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر ...
- ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا ...
- ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال ...
- -سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا ...
- فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات ...
- أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا ...
- صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق ...
- إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو ...
- نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ ...
- سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر فوزي الشكرجي - بغداد.. والشعراء.. والصور