أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - غياب العدل عن مؤتمر العدل














المزيد.....

غياب العدل عن مؤتمر العدل


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكتب مقالى يوم ١-;-١-;- يوليو ٢-;-٠-;-١-;-٣-;- من مدينة «لاهاى» التى تعتبر العاصمة السياسية لهولندا، وكانت العاصمة الفعلية منذ ٦-;-٥-;- عاما، حين كان يعقد بها الكونجرس الأوروبى، وهى الآن المقر لأكثر من ١-;-٣-;-٠-;- منظمة دولية، تعمل فى مجال القانون والقضاء ، أشهرها محكمة العدل الدولية ، التى منذ إنشائها لم تحكم بالعدل مرة واحدة على أى واحد من كبار مجرمى الحرب فى الدول الاستعمارية الكبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الذين قتلوا الملايين من الشعوب الآمنة المسالمة، ونهبوا مواردهم المادية على رأسها البترول.

جئت إلى لاهاى بدعوة من منظمة العدل الدولية، للتحدث فى مؤتمرهم العالمى الذى يناقش القضايا المتنوعة فى مختلف المجالات: السياسة، القانون، الاجتماع، التعليم، الثقافة، الفن، الطب، الاقتصاد، الفلسفة والتاريخ.

أغلب كبار المشاركين من رجال القانون يعتقدون أننا نعيش فى عالم يحكمه القانون والعدل، أحدهم قاض كبير من باكستان، اسمه تصدق حسين جيلانى.

يبدو عليه الراحة والثراء والاسترخاء، قال لى إن فى عروقه تجرى دماء عربية تمتد إلى نبى المسلمين محمد، وابتسمت قليلا، فأنا أتشكك فى كل من ينسب نفسه إلى الأنبياء، ولم يدهشنى، حين قال إنه شديد الإعجاب بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، وقلت له إن الثورة الشعبية المصرية هتفت بالأمس فى ميدان التحرير بالقاهرة بسقوط باراك أوباما، مع سقوط مرسى وحكم الإخوان المسلمين فى مصر؟

لم تبد عليه السعادة ، وقال إن الغوغاء فى تمردهم يفقدون العقل، كلمة الغوغاء كشفت لى عن احتقاره للشعوب، واعتبار ثورتهم انقلابا على الشرعية والديموقرطية وصندوق الانتخابات، بالضبط كما كان أوباما، يذيع

هذا القاضى الباكستانى، مثل أغلب كبار رجال القانون التقليديين فى العالم، يحفظ بنود القانون، مثل القرآن أو الإنجيل عن ظهر قلب، ولا يرى الملايين الحية فى الشوارع التى تهتف بسقوط النظام بقوانينه القديمة ودستوره وبرلمانه وكل مؤسساته، ويقول لى إن العدالة عمياء لا ترى الناس، بل تنظر الى أوراق القضية فقط، مثل أغلب كبار الأطباء الجراحين الذين يعلنون نجاح العملية رغم موت المريض.

شاركت سيدة تونسية فى المؤتمر، اسمها محرزية العبيدى، نائبة رئيس المجلس المنتخب، قالت لى إن الرئيس التونسى والبرلمان التونسى، رئيس الحزب الديمقراطى التقدمى اليسارى، جميعهم أعلنوا أن فى مصر انقلابا عسكريا على شرعية الصناديق، واندهشت كيف يرددون فى تونس ما كان يقوله باراك أوباما وقوى الاستعمار فى العالم؟

وقلت لها كيف يحدث ذلك يا محرزية ؟ قالت نحن فى تونس تربينا على يد بورقيبة، وعندنا حساسية ضد الجيش، قلت لها كلنا ضد الحكم العسكرى، لكن ما يحدث فى مصر ثورة شعبية، ٣-;-٤-;- مليونا خرجوا إلى الشوارع ضد حكم الإخوان المسلمين، وحين أطلقت ميليشيات الإخوان عليهم الرصاص طلبوا من الجيش حمايتهم، ولبى الجيش نداء الشعب حقنا للدماء، إلا أنها لم تستمع مثل القاضى من باكستان.

أغلب المشاركين والمنظمين للمؤتمر كانوا يستمعون إلى الشائعات التى يروجها الإعلام الأمريكى والأوروبى وبعض الأبواق العربية التى تؤيد حكم الإخوان المسلمين.

هذا المؤتمر الدولى للعدل لم أشهد فيه عدلا، بل رأيت عيونا معصوبة لا ترى الأجساد البشرية الحية الثائرة بالملايين، وتصر على أن العدالة عمياء لا ترى إلا الحبر على الأوراق، إلا أن عددا غير قليل من المشاركين والمشاركات من مختلف الجنسيات وقفوا مع الثورة المصرية والثورات الشعبية المناضلة ضد النظم الرأسمالية الأبوية الذى تتاجر بالأديان والعدالة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة فى بورصة السياسة والانتخابات.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة وبناء عقل مصر المبدع
- ثورة شعبية وليست انقلاباً
- ميزان العدالة يا أمى هل يعتدل؟
- تمرد النساء المصريات والشباب
- البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية
- النخب المصرية وإجهاض الثورة
- الثورة والإبداع وحرية العقيدة
- ورقة وقلم أخطر من الطبنجة
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟
- أجيال جديدة متمردة فى الأفق
- إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع
- عبقرية المصريين
- رحلة الصعود فوق الجبل
- العدالة تنتصر!
- الكلمة من أعماقك شعاع شمس
- الثورة ضد العادات والأعراف والتقاليد
- النساء والقهر الاجتماعى


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - غياب العدل عن مؤتمر العدل