أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - اضاءات حول انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة المغربية














المزيد.....


اضاءات حول انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة المغربية


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كمتابع سياسي لا يمكن أن أترك حدث استقالة وزراء حزب الاستقلال ، يمر كسحابة صيف ، وان كان أقل منها شأنا . فبيان اللجنة التنفيذية يتحدث هذه المرة عن الاستقالة ، وليس عن الانسحاب كما فعل المجلس الوطني للحزب قبل ما يقرب ثلاثة اشهر . ورغم انتظار الحزب لأكثر من أسبوع لرد الملك الذي كان قدم اليه قبل اثنى عشر يوما مذكرة يشرح فيها اسباب الانسحاب من الحكومة ، وهي المقابلة التي قال على اثرها الأمين العام للحزب بأنه في انتظار جواب الملك ، فان جواب الملك كان هو اللاجواب . ولعل المراقبين الجيدين راهنوا على امتناع الملك عن تقديم اي جواب على مثل هذه الزلة ، لأن أي جواب كان سيجعل الملك فاعلا سياسيا مباشرا في نزاعات حزبية واضحة ، وهو ما يمكن أن يقوم به أي سياسي محترف ، واي جواب من الملك في أمور بينية يعد تدخلا سافرا في شؤون داخلية للأحزاب ، وهو ما سيجعل العمل السياسي بالمغرب يدخل نفقا أكثر قتامة من سوداويته وعبثيته التي يعيشها منذ أكثر من عقد .
لاجواب للملك اذن ، وأخيرا تمت العودة الى القناة الطبيعية للانسحاب من الحكومة ، والتي تجد سندها في الفصل 47 من الدستور ، وعليه تم وضع الاستقالة الجماعية باستثناء واحدة أمام نظر رئيس الحكومة ، ليقدمها الى الملك . وبين تاريخ الانسحاب وتاريخ الاستقالة زمن ليس بالهين سياسيا ، ذهب جفاء ، ولم ينتفع منه الا المحللون السياسيون الذين أجمعوا من كل المشارب على خطل وفساد الاحتماء بالملك كطريق تقليدي وعرف قديم طالما احتمت به أحزاب الادارة أيام كان للأحزاب نوع اداري ونوع شعبي معارض او وطني ،حسب المرجعيات والمقاصد .
فهل يمكن هنا ان نتماشى مع طرح اللجنة التنفيذية التي زعمت انها ترسخ نهجا ديمقراطيا بالمغرب ؟ ، ان هذا ما يسمى بالهروب الى الأمام ، فأمام الصفعة الملكية ، وأمام هذا الاجماع الأكاديمي على خطأ حزب الاستقلال باعتماد التحكيم الملكي في شنآن حزبي صرف ، في الحقيقة ، لم تظهر بعد خلفياته الحقيقية وأهدافه الخفية ، لم يكن بد من حزب الاستقلال الا أن يغير جلد زلته يزلة أكبر وهي الادعاء بارساء تقاليد سياسية عصرية . مع العلم أن التقاليد السياسية تتمثل في ابداع سلوك سياسي جديد يدعمه المثقفون والسياسيون والأكاديميون ، ويهلل له الاعلاميون . لكن خطوة التحكيم ، لم تجد لها تسويقا في المشهد السياسي المغربي او في الواجهة الاعلامية المغربية . وهو النهج الذي اختاره الملك نفسه .
فما هي الأبعاد الخفية لخطوة حزب الاستقلال تحت امانة حميد شباط ؟. فمن يتعامل مع السياسة كخط مستقيم واضح كقاطع طريق طويل لا نهاية له ، بينما للسياسة منعرجاتها وتقاطعاتها ، وأحياؤها الضيقة التي تختصر المسافات .
ماكينة المخزن الجديد جاءت باستراتيجية واضحة ، وهي طحن كل الأحزاب ذات الحمولات التاريخية والنضالية ، لخلق بدائل لا تاريخ لها ولانضال . وقد نجحت بدرجة مائوية قصوى في هذا التدبير الافلاسي للعمل السياسي المغربي . وهاهو حزب الاستقلال يوجه ضربة قاضية لتاريخه . وهي ضربة مزدوجة ، فلا يمكن اغتيال الثعبان اذا لم تهشم رأسه ، وهذا ما حدث لحزب الاستقلال ، بحيث استطاع المخزن الجديد تحييد آل فاس الذين طبعوا تاريخ هذا الحزب باسمهم وباسم عائلاتهم ، وتم استقدام حميد شباط من ضواحي فاس لتكسير أنف آل فاس . وبعد ذلك فان أي ضربة لهذا الحزب لن تكون الا من داخل هياكله وتنظيماته ، ومؤسساته ، وعلى رأسها مؤسة الأمانة العامة . ليلتحق بحزب الاتحاد الاشتراكي المقتول .
ولعل تلاقي لشكر وشباط في المعارضة له اكثر من دلالة ، سواء على مستوى التوظيف السياسي لهذين الحزبين ضمن استراتيجية المخزن الجديد ، فهما يلتقيان عند نقطة نسف كل المحطات المضيئة في المسار السياسي المغربي ، أو على مستوى الأهداف الكبرى ، ومرة أخرى للمخزن الجديد-الأهداف الكبرى - التي من اولى اولوياتها تدجين العمل السياسي وربطه مباشرة بالقصر ، فمادام أن القصر هو صانع ، أو بعبارة أدق يعمل على اعادة صناعة الأحزاب السياسية واعادة هيكلتها بما يخدم استراتيجيته الجديدة .
هكذا يتبدى جليا لعب حزب الاستقلال وهو ينسحب او يستقيل من حكومة ما بعد حركة عشرين فبراير كحزب اختار أن يلعب لعبة ذات ابعاد متعددة ، فمن جهة تتفيه دور الأحزاب وتقزيمه ، ومن جهة أخرى اعادة المرجعية السياسية الى القصر باعتباره المتحكم الوحيد والأوحد في الحقل السياسي بالمغرب ، ومن جهة ثالثة جس نبض الشارع السياسي المغربي الذي أبان عن وعي سياسي جد متقدم بكثير من المخزن الجديد ومن أدواته الحزبية .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة المصرية واحراق المرجعية
- مصر والاختيار الأصعب
- غياب المثقف ، والمثقف الانسان
- البحث عن الغائب الحاضر -14-رواية
- اليسار المغربي وحدة من أجل موت جماعي
- عوربة الاقتتال
- العرب ومجتمع الزيف
- واقع الشعر من واقع العرب
- ايران ولعب الكبار
- الصمت بين المعنى والوجود
- لاتصدقي تجار الدين
- تحريف الجهاد
- الحداثة هدف مؤجل
- البيان حلم والممارسة واقع
- ثمة أغنية في الحنجرة
- الانسان ذلك المنحرف -1-
- القضاء المغربي ، فجوات بحجم العار
- قصة الدمعة -قصة-
- مؤتمر جنيف-2- الميت
- ريق السحلية


المزيد.....




- محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج ...
- الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو ...
- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - اضاءات حول انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة المغربية