أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سيف - خاتم سليمان من الطمس إلى الاشتياق














المزيد.....

خاتم سليمان من الطمس إلى الاشتياق


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 03:56
المحور: الادب والفن
    


خاتم سليمان
من الطمس إلى الاشتياق

خاتم سليمان ، عنوان رواية للدكتور شريف مليكه ، المصري الهوية، السكندري الهوى ، المصر على أن يأخذك بمخادعته اللغوية إلى تلك المدينة القديمة " الإسكندرية " بعلاقتها الحميمة بين البشر ببراءة ثعلب ونوم تمساح ، يتربصان بك كي يوقعانك فى شراكهما . فيبدأ الرواية بحكاية داود عبد الملك ، المطرب الهادئ صديق الشيخ المعمم حسنين البصري ، وهما يجوبان شوارع الإسكندرية ، يحي الأول حفلات الأفراح والثاني المآتم ، ثم يوقعك فى شرك العلاقات الإنسانية بينهما رغم اختلاف الديانة . تلك اللعبة التي أجادها شريف مليكه ، كي يصرخ فى وجه العالم : الإنسان أولا ، وبمكر يحمد للكاتب يجعلك تلاطم أفكارا ربما يسكت عنها الكثيرون خوفا كان أو خجلا من الولوج في بحرها . فتارة يأخذك إلى الدين اليهودي وأخرى إلى المسيحية وثالثة إلى الإسلام ، بلا تعصب أو سذاجة ، وبلا تعمد فى الروي . فالعلاقات داخل الرواية تفرض تلك التصنيفات بوعي روائي رائع . ولا يتوقف شريف مليكه على إشكالات الدين وحدها وما إذا كان الإنسان يتم إقصاؤه تبعا للمعتقد ؟ لكنه يصر على الخوض فى الثاثوث المحرم عربيا " الدين . الجنس . السياسة " فيصدم أبطال روايته بالجماعات السياسية قبل ثورة يوليو وبعدها ، فيأخذك إلى جماعة الإخوان المسلمين والضباط الأحرار وجمال عبد الناصر من خلال خاتم مطموس النقش ، هو سر سعادة أو شقاء أبطال العمل . فالظاهر من القراءة أن ذلك الخاتم كان له الفضل فى نجاحات حققها كل من لبسه ، لكنه ببراعة فائقة يجعلك تتساءل : هل خاتم السعادة هذا ، هو ذاته الذي أشقى أصحابه ؟ أعتقد أن رهان شريف مليكه فى تلك الصراعات العقائدية والسياسية أتت من باب الإضاءة على الزاوية التي هرب منها المصريون بعد الفتح الإسلامي لمصر ، وهي التأكيد على الموروث الحضاري المصري " الفرعونية " فلم يكن طمس نقش الخاتم إلا محاولة فكرية لفك الطلاسم وإعادة إنتاج الفكر ناحية الزاوية التي أظلمناها خوفا من الاتهام فى المعتقد ، فظلت الصراعات الدينية والسياسية والفكرية داخل الرواية تدور فى فلك خاتم سليمان بن داود عبد الملك ، الذي ورثه عن أبيه ، الذي اشتراه بدوره من صائغ ، قال أن الخاتم كان ملكا لفنان الشعب سيد درويش ، فى إشارة عنصرية واضحة على أن أقدم ديانات الأرض وميراثها لم يكن إلا مصريا أصيلا . فاليهودية دين والمسيحية دين والإسلام أيضا دين ، لكن الحضارة موروث إنساني ، يمكنه أن يجمع العالم دون صراعات مؤدلجة ، بلا هجوم ، بل وباحترام لأصحاب العقائد ،استطاع شريف مليكه أن يقدم رؤيته التي لا تقصر التعايش فى قالب الدين وحده . العمل فى مجمله مترابط روائيا . منضبط لغويا . هادئ فكريا . لم أرى فيه من جوانب القصور إلا حبه الزائد لمدينة الإسكندرية ، فراح يصفها فى العديد من فقرات العمل دون مبرر ، اللهم عشقه الشديد لمدينته الأثيرة ، وإن كان هذا لا يعطيه الحق كروائي فى الإفراط الوصفي ، إلا أننا نلتمس له عذرا شخصيا لا روائيا ، لكونها محبوبته التي ضاع فيها خاتم سليمان بين الطمس والاشتياق إلى عودته .



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب .. الدم .. الخيانة
- ثنائية الرأسي والأفقي فى حصن براون الرقمي وشوارع محمد ناجي ا ...
- الثورات العربية من عقل الكاميرا إلى غباء السياسة
- إعلام العار .. عورة العقل
- معذرة ماركس .. الكهنة تجار الأفيون
- أوتوجروت الألماني وإعلام جحر الضب العربي
- الإخوان من السياسة إلى المخولة.. الرئيس مرسي يستخول للبقاء ف ...
- دعوة إلى الكفر
- (سورة الإنسان -- إلى ملح الأرض عمال مصر ) قصيدة للشاعر سامح ...
- فى انتظار المسيح
- برامج النميمة من قناة الجزيرة إلى تليفزيون الحارة
- إزميل و- استراكا - ويد واحدة للحفر
- النقد التليفزيوني - من المنهجية إلى الارتجال -
- - إختشي يا صلاح -
- الشيخ الشوارعي - محمد عبدالله نصر -
- الفريق شفيق .. المنتخب مرسي
- جماعة الاخوان وجماعة عبدالحميد أبوصبري
- على حد علمي
- من الحاج محمد هتلر إلى الحاج شيمون بيريز
- يسألونك عن الطماطم


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سيف - خاتم سليمان من الطمس إلى الاشتياق