أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قصائد عطشى لرذاذِ الشمس















المزيد.....

قصائد عطشى لرذاذِ الشمس


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


على ما يُرام


كنتَ تحملُ عنها حفيفَ الفراشاتِ في نصفِ نيسانَ
بعضَ غبارِ الورودِ الصغيرةِ
دمعَ الغزالةِ
ظلَّ البنفسجِ
خوفَ الندى من مرورِ يديها على شهقةِ الماءِ
سرَّ الخطى في الذهابِ إلى مشتهى الاحتراقِ
وشهدَ اليمامِ
فهل كنتَ تعرفُ ما مرضُ الشِعرِ والحبِّ
حينَ انتبهتَ إلى خمرةٍ حرَّةٍ في أصابعها
ثمَّ ملتَ على وردةٍ من كلام؟
تتمدَّدُ في قلبها مثلَ سربِ النوارسِ في الأزرقِ اللانهائيِّ
أو كبكاءِ الخزام؟
وهل كنتَ تعرفُ ما عدد السنواتِ التي عذَّبتْ
قمَراً يختفي تحتَ فستانِ عفراءَ من شمسِ ذاكَ الشقيِّ حزامْ؟
هل كنتَ تغرفُ ضوءَ الغرامِ بعينيكَ حينَ تشاهدها في المنام؟
وهيَ تقطفُ زيتونها برومانسيَّةِ الملكاتِ الجميلاتِ
أو بغوايةِ أحزانها العربيَّةِ...
هل كنتَ حقَّاً على ما يُرامْ؟
**************

حيفا تشبكُ شَعرَها بيمامةٍ عطشى

... منذُ متى وأنتَ تصُبُّ رغوةَ بحرِها وشذى نداها في دمائكَ
تقتفي ما يتركُ اللبلابُ في شرفاتها من شهوةٍ عجلى
تُؤثِّثُ ليلَها بشفاهِ ليليتَ التي لم تأتِ إلَّا عندما
فخَّختَ عطرَ قصيدةٍ بالموجِ؟
منذُ متى وأنتَ تقيسُ أبعادَ التأمُّلِ في روايةِ حُبِّها الأزليِّ؟
كيفَ يشيخُ قلبُكَ في طفولتها
وتلمَعُ في أنوثتها شظايا مائكَ الكحليِّ؟
لوزُ البحرِ مرميٌّ على يدِها
ودمعُ طيورها البيضاءِ يلمعُ في خطاكَ
فهل تُرى تهذي بموسيقاكَ في جَسدٍ
وهل كالأقحوانةِ في الصدَى تهوي؟
تَرى حيفا من الأصدافِ تخرجُ مثلَ أفروديتَ
تُشعلُ ماءَ بسمتِها
وتُسندُ قلبَها المثقوبَ بالنعناعِ والدامي
على نجمٍ من الصَوَّانِ
تشبكُ شعرَها بيمامةٍ عطشى
وتنتظرُ البرابرةَ المسائيِّينَ...
منذُ متى وأنتَ تحبُّها وتصُبُّ رغوةَ جِسمِها
أو نارَ شهوتِها المطيرةِ في دمِكْ؟
**********
لا تشتبِه بعنات

خفِّفْ الوطءَ
إنَّ الأديمَ الذي لستَ تمشي عليهِ سوى بعيونِ الظباءِ
كما قالَ عنهُ المعريُّ يوماً
دمُ العاشقاتِ القديماتِ فوقَ الرذاذِ تيبَّسَ
لا تنتبهْ لخطى الآخرينَ
ولا تشتبهْ
بعناتَ التي قطرَّتْ كحلَها في البنفسجِ
أو في سرابِ الترابِ الذي شحَّ فيهِ الندى
ونداءُ الجنودِ القدامى
هنا نمَشٌ غائرُ الضوءِ
وردٌ من الثلجِ
تُلقي بهِ الشمسُ في قلبها
خفِّفْ الوطءَ
إنَّ الأديمَ الذي تتقرَّاهُ بالفَمِ
غيمٌ تنقِّشهُ زرقةٌ واخضرارٌ وشهدٌ فسيحٌ جريحُ
لأعينِ من كُنَّ ربَّاتِ هذي السماءِ الفقيرةِ
كالأقحوانةِ يجتَّرُها شفقُ الرملِ
خفِّفْ إذنْ وطءَ عينيكَ
حينَ تهبَّانِ كالطائرينِ الغريبينِ
في أُفُقٍ هو من عبَقٍ لا يُرى
لا يُشَّمُ ولا يُشترى
من دمِ العاشقاتِ القديماتِ
أو من شفاهِ الهواءْ
**********
غجريَّات يوسف

النسوةُ الغَجرُ اللواتي انصَعنَ للتفَّاحِ
في فردوسهنَّ الآخرِ الأرضيِّ
أو لفُتاتِ شمسِ غزالةٍ عربيَّةٍ في شِعرِ لوركا..
النسوةُ الغجرُ الجميلاتُ الطويلاتُ الرشيقاتُ
انتبَهنَ لنأمةٍ في الماءِ
حينَ حمَلنَ غيمَ صليبهنَّ على الأكُفِّ
وسِرنَ في المعنى.....
أحُبُّ حريرهنَّ الرخوَ والذهبَ المقطَّرَ في جدائلهنَّ
أو في مسحةِ النمشِ الخفيفةِ حولَ أعينهنَّ...
كيفَ انصعنَ للدُلبِ المعذَّبِ بالحنينِ إلى الوراءِ؟
النسوةُ الغجرُ الخرافيَّاتُ لا يُسْبَينَ بل يَسْبينَ
يستنهِضْنَ حبَّارَ الرميمِ من الأديمِ
يكادُ من فرطِ الغرامِ يضيءُ
يستوقفنَ من يبكي عليهِ دماً سُدىً طلَلُ الفراغِ
ويستعدنَ البرقَ من رُكَبِ النساءِ الأمازونيَّاتِ
أو شبقِ المجازِ
حفيفهنَّ يخضُّ أوردتي ونارَ دمي
فكيفَ انصَعنَ للتفَّاحِ أو لأظافرِ الأفعى
التي شابَتْ من الآثامِ
أو قطَّعنَ أيديَهنَّ حينَ رأينَ يوسُفَ في المنام؟
*************

صبيَّة

الصبيَّةُ تلكَ التي حنَّتْ الشمسُ غرَّتها
بالنعاسِ البريءِ وبالأرجوانِ السخيِّ
الفتاةُ الخجولةُ كالشاعراتِ الصغيراتِ في زحمةِ الآخرينَ
وفي لهفةِ الماءِ أو شغفِ الآسِ
والمستقيلةُ من قمَرٍ ذابلٍ ناحلٍ مثلها
الفتاةُ التي راحَ ينبضُ كالماسِ في قبضتي شعرُها
ويُلوِّحُ من آخرِ الكونِ أو لوعةِ اللونِ لي
ثُمَّ يتركُ في القمحِ أو أوَّلِ الصبحِ شقرتهُ الأبديَّةَ
أو شفقَ الزعفرانِ الملطَّخَ بالغارِ والزيزفونِ
الفتاةُ الصبيَّةُ تلكَ التي................
من تكونْ؟
************
إمرأةٌ لا تموت

تفحَّمتْ أوصالُ ذاكَ العنكبوتِ الأسودِ القبيحِ والدامي
ولم يذبحْ مرايا تلكما الحوريَّةِ الحوراءِ
تلكَ المرأةِ.. العصفورةِ.. الغزالةِ.. الفراشةِ.. الوردةِ
بل أسمعُها تشهقُ في قاعِ البحيراتِ
ولا تعصبُ عينيها سوى بالضوءِ أو بخرقةِ الدمعِ
الذي يطفرُ من ضلعي ومن أصابعي هناكَ
أو من عطشِ المرجانِ في كاحلها الناريِّ
فيما قلبُها كالسَمَكِ المهتاجِ أو كالقمَرِ الصغيرِ
راحَ يذرعُ السماءَ في الأسفلِ
كانَ صوتُها يخضرُّ أو يرتدُّ من
أقصى شغافِ الصدَفِ المائيِّ
فيما خصرُها يشقُّ نجمةً إلى نصفينِ
هل كلُّ طيورِ دمِها استعصَتْ على
خناجرِ الجلاَّدِ أو رصاصهِ الأعمى؟
وهل نحيبُها الشبيهُ بالنسمةِ أو برفرفاتِ اللوزِ
كانَ في مدى محارةٍ يرتدُّ كالموجةِ في قلبي؟
مسَستُ جسمَها فاستَنزَفَ الشهدَ
أكلُّ امرأةٍ من حمصَ فيها ذرَّةٌ خضراءُ
من شمسِ رمادِ وردْ؟
***********
يأكلني المجاز

أفكِّرُ..
لا بقلبي أو بعينيَّ
الحياةُ جديلةٌ ناريَّةٌ في النهرِ
يأكلني المجازُ كما يليقُ بجهلِ رومانسيَّتي
وأنا أفكِّرُ؟
لا أفكِّرُ بل أمرُّ بكلِّ ما في جمرةِ الماءِ المريبةِ
فوقَ سوسنةِ الشفاهِ
ولا أمُرُّ
يضيئني غبَشي
أفكِّرُ؟
ربَّما اللا شيء من حولي
يُؤثِّثُ بالأصابعِ وهيَ تكتبُ سيرَةِ العطَشِ
انتباهاتِ النبيِّ ونومةَ الطيرِ الشريدِ
على حوافِ القطنِ
تنعفُني سماءٌ كي أمسَّ رمادَها الضوئيَّ في عَصَبي
وأقطفَ زهرةَ النَمَشِ.
**********
إيثاكا

هل في الطريقِ إلى إيثاكا
تولدُ الرغباتُ في قدمينِ عاريتينِ؟
تندلعُ الغواياتُ الصغيرةُ في الأصابعِ ؟
هل أرى في الناسِ يا بنلوبي غيرَكِ في إيثاكا؟
لا أظُنُّ....
أنا الذي لم ينطفئْ قلبي
ولم تترمَّدْ الشفتانِ في أسوارِ إيثاكا
وفي قنديلها البحريِّ
كالسمَكِ الذي قد حجَّرتهُ الذكرياتُ وذابَ في الرؤيا
فقلبي جمرةٌ لم تخبُ في أجفانكِ الخضراءِ يا بنلوبي
قلبي زهرةٌ في الريحِ تشربها السماءُ المرَّةُ السوداءُ
هذا الدربُ بالعينينِ أطوي شوكَهُ طيَّ الضلوعِ
على بنفسَجَكِ الصغيرِ المدلهمِّ...
ولا أرى في الناسِ غيرَكِ..
فاحملي بي واحلمي بصباحِ ذاكَ اليومِ
حينَ أفُكُّ حبستَكِ البليغةَ في القصائدِ
ثمَّ أنقضُ يا ابنةَ البحرِ المعذَّبِ
بالجمالِ وبالسيريناتِ العذارى
ما نسجتِ من الأشعَّةِ فوقَ قلبي.

السيرينات مفردها سيرينا وهي جنية البحر لها رأس أنثى بشرية بديعة الجمال وجسم طير . وفي أسطورة يونانية أخرى جاء أن للسيرينا شكلا آخر، رأس أنثى فائقة الجمال وشَعر طويل يزيدها جمالاً على جمال ونوراً على نور وعينان بلون البحر وجسم سمكة وهي حوريَّة البحر.
*************



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدائح لمائيَّةِ ميم
- قصائد تُزهرُ في الظهيرة
- نهرٌ تعرَّى من الماءِ
- مثلَ عشبٍ عاشقٍ
- ما حاجتي للأسئلة؟
- القصيدة بيضاء
- قصائد مختارة2013
- هل هنالكَ من يحتفي بالألمْ
- أزهارٌ من سدومْ
- سآوي إلى نخلها
- تمنَّيتُ لو كنتُ ظلَّاً لشمسكِ
- شكراً للأمل
- هل حياتي حقيقيَّةٌ ؟
- قصيدةٌ إلى عبَّاد الشمس
- شاعرٌ يُشبهُ الشنفرى
- يعدو دمي خلفَ عطرِ القرنفلِ
- لن أُصدِّقَ إلاَّ دمي
- عانقيني لكي يسكنَ الذئبُ فيَّ
- طوَّقتُ القصيدةَ بالضباب
- يا اشتهاءَ الندمْ


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قصائد عطشى لرذاذِ الشمس