جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 21:59
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
فكرة (الشجرة) في الكردية و العربية
تلعب الشجرة دورا مهما في حياة الانسان بسبب مركزيتها في مختلف البيئات الارضية. الفكرة التي تستند عليها العربية هي شكلها و تشعباتها و تشابك سيقانها و هذا يعني الصورة هي التي سببت اطلاق هذه الكلمة على الاشجار و النباتات التي تتشابك (اياكم و ما شجر بين اصحابي / شجر بينهم) اي تجنب الاختلاف و الاشتباك بينهم و هذا يقودنا الى العلاقة بين المشاجرات و الاشجار. معنى اصل الثلاثي (شجر) هو مجازي من (الغلق) و (التعقيد) و (التشابك) و (المشاجرة) و (الاختلاف).
اما الفكرة الكردية (دار: شجرة) فهي تستند على مادة الشجرة الصلبة الخشب. الانجليزية tree من الجذرالهندوالاوربي القديم deru بمعنى شجرة البلوط الذي كان يشير الى الصلابة و الثبات خاصة فيما يخص الاشجار قارن السنسكريتية dru شجرة / خشب. تجد هذه الكلمة في جميع اللغات الهندوالاوربية. كانت شجرة البلوط مهمة في الميثولوجيا و كانت رمز للشجرة بصورة عامة.
ليس هذا الفرق الكبير في الفكرة غريبة اذا اخذنا بالاعتبار البيئات الجغرافية المختلفة للثقافتين. شهدت كلمة (دار) الكردية تطورات كبيرة من المعنى الاصلي الثبات و الصلابة الى اسماء مثل (دارا) و (داريوش) Darius اي الثابت و المتمكن (ماليا) و هي مختصرات من الفارسية القديمة
Daaraya-vaush اي المتمسك daaraya بالخير و الطيب vaush.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟