أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامى - تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس














المزيد.....

تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس


امال قرامى

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحلو لبعضهم أن يردّد خلال هذه الأيام «ترنيمة»: «تونس ليست مصر»، وهى عبارة تذكّرنا بمثيلتها «مصر ليست تونس» فى محاولة لإقناع من تسوّل لهم نفوسهم بـ«التمرّد» وإعلان العصيان باستحالة إجراء قياس بين التجربتين، هذا من جهة، ولإقناع الذات بالفرادة والتمييّز، من جهة أخرى.



ورغم انبثاق النهضة من رحم الفكر الإخوانى، وعدم خروجها من «جلباب الأب المؤسس» فإنّ القياديين يؤكدون فى أكثر من مناسبة، بأنّ عمليّة قطع الوصلة قد تمّت منذ زمن وأنّ حزب النهضة قد شقّ طريقه بعيدا عن الإخوان وهكذا استقلّ الفرع عن الأصل. وهذا التنصّل من الرصيد المشترك من شأنه أن يثبت انتفاء مواطن الشبه بين الأخوة الممثّلين للإسلام السياسى على مستوى الأداء والسلوك والمواقف.. وبالتالى الجزم باستحالة حدوث «تمرّد» فى تونس.


●-;-●-;-●-;-
ولكن ما يعيشه التونسيون خلال هذه الأيّام، يعطى الانطباع بأنّ القاهرة تصنع الخبر وتونس تتفاعل على التوّ إذ لا حديث للتونسيين إلاّ عن الشأن المصرى، والحال أنّ نواّب المجلس التأسيسى بصدد مناقشة فصول الدستور المقترح. وليس انشغال التونسيين بما يجرى فى شوارع مصر إلاّ علامة على أنّ التجربة المصرية ستؤثر حتما فى المسار التونسى.



ولئن كان التونسيون قد انتشوا طويلا بأنّهم قادوا قافلة الحراك والمسار الثورى فإنّ ما يجرى فى الشارع المصرى يجعل أعدادا من التونسيين تشعر بالغبن لعودة الريادة إلى مصر. فما يحدث يعطى الدليل على قدرة المصريين على تغيير مجرى التاريخ.



●-;-●-;-●-;-



أمّا تداعيات التمرّد المصرى على «الشرعيّة» على التجربة التونسيّة فإنّها متعدّدة نلخّص بعضها فى الآتي:



• انتباه الحاكمين فى تونس إلى خطورة «العدوى» ولذلك أشار رئيس الحكومة إلى أنّه يعوّل على «وعى التونسيين» وشدّد على اختلاف السياق بين البلدين واتّخذت إجراءات لمنع التظاهر دون ترخيص.



• تمسّك عدد من النوّاب النهضاويين بالخصوص، بخطاب علت فيه نبرة الفخر والاعتزاز بإنجاز الدستور فهو حجّة على نجاح التجربة التونسية مقارنة بمصر.



• اقتناص المعارضة، التى تعانى فى الأشهر الأخيرة من انتقادات شديدة توجّه لها، لهذه الفرصة التى وفّرها التمرّد الشعبى فى مصر للضغط أكثر فأكثر على الحكّام من موقع «القوّة» لاسيما وأنّ مناقشة فصول الدستور قد انطلقت فى جوّ من الاحتقان، وهو أمر مفهوم نفسيّا.



ولعلّ الأسئلة المطروحة فى هذا السياق:



• إلى أيّ مدى سيكون حزب النهضة مؤهلا لإعادة النظر فى طريقة إدارة المرحلة وفى أسلوب التعامل مع المعارضة سواء كانت داخل المجلس التأسيسى أو خارجه؟ وإلى أى مدى سيكون الحزب قادرا على التفاوض بشأن تعديلات على النسخة الرابعة للدستور؟



• هل استوعبت القيادات النهضاوية ومن والاها أنّ صعود الإسلاميين إلى الحكم عبر آلية الصندوق ليس أبديا وهو مشروط بأداء مقبول يراعى استحقاقات المرحلة، وهو أمر يستدعى إعادة النظر فى مفهوم الديمقراطية، والشرعيّة وتشكيل خطاب سياسى أكثر ملاءمة لروح الثورة؟



• هل أدركت هذه القيادات أنّ إدارة الحكم لا تكون بالعزف على اوتار سيمفونية تحريك العواطف وإثارة الردود الانفعالية، مرّة بالتلذّذ بدور الضحية ومرّة أخرى باحتكار النطق نيابة عن الله فلا التعبئة داخل المساجد نفعت ولا تكفير المختلفين أتى أكله ولا المتاجرة بالدين أدّت المراد؟



• إلى أيّ مدى أدرك الفاعلون السياسيون أنّه آن الأوان للخروج من بوتقة المصالح الضيقة والمحدودة للأحزاب والأيديولوجيات ونرجسية الذوات واصطناع الزعامات ؟



●-;-●-;-●-;-



وحده الإصغاء إلى نبض الشارع ومطالب المهمّشين والمقصيين كفيل بأن يوضّح أنّ إدارة الحكم متى تعالت على مطالب أساسية: شغل، كرامة وطنيّة، عدالة اجتماعية وحريات.. فإنّها آيلة إلى فشل محتّم.



إنّ المشروعيّة حين تواجه التحديات لا تلوذ بالماضى وتستنجد بترسانة من التبريرات الدينية لتكفير الخصوم دفاعا عن السلطة والرغبة فى البقاء وإنّما تعرض تصوّرها للخروج من الأزمة وفق رؤية استشرافية.



#امال_قرامى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التى فى خاطرى
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامى - تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس