أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - الانسجام المجتمعي














المزيد.....

الانسجام المجتمعي


محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)


الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشير فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ الى الدور الأساسي للاقتصاد وتراكم الثروة في ضمان التجانس وتزايده بين كافة المجتمعات البشرية بغض النظر عن أصولها التاريخية او تراثها الحضاري.
وليس هناك شك في فاعلية العامل الاقتصادي ومساهمته في صياغة ثقافة اجتماعية تدفع الافراد باتجاه الانسجام في مجتمع واحد، كما تدفع المجتمعات باتجاه الاندماج والتوحد لانتاج مجتمع اكبر واوسع واكثر تعددية. لكن مدى قوة الدورالذي يلعبه الاقتصاد تبقى خاضعة للزمان والمكان، اذ من المعروف ان هناك أربعة عوامل مهمة ومتداخلة تتحكم في الثقافة الاجتماعية، وبالتالي في شكل المجتمع المنسجم وتوجهاته، وهي الدين والسياسة والحضارة والاقتصاد. لكن المراهنة على العامل الاقتصادي، وهو ما يذهب اليه عدد من الكتاب والمحللين والمثقفين، في انتاج الانسجام - وخصوصا في مجتمعنا وعموم المجتمعات الشرق أوسطية - امر يحتاج الى التريث لان هذا العامل على أهميته يبقى في تنافس مع العوامل الثلاثة الأخرى، حيث يحاول كل منها الظفر بالدور المحوري في هذه المهمة. والأكثر من ذلك ان هذه العوامل تتصارع فيما بينها لهيمنة بعضها على البعض الآخر وتحويلها الى أدوات بيد العامل المهيمن، يقوم بتحريكها بشكل ينسجم مع رؤاه في الصياغات الاجتماعية.
ان الثقافة الاجتماعية كبناء أساسي لتطور المجتمع امر تراكمي، كما انها آخذة بالازدياد والنمو في خطها العام ولكن ليس الى ما لانهاية وانما ستصل الى حد ينتهي عنده تاريخ التطور كما يقرره فوكوياما مستندا الى هيجل وماركس. مع ملاحظة إمكانية تعرضها للنقص والانكماش، كما حصل مع المجتمعات المدنية الإسلامية بعد الفترة الذهبية للعصر العباسي حيث اخذت بالتقهقر معيدة تلك المجتمعات الى مستويات من الثقافة اقرب الى البداوة، مما سهّل تفتتها وخضوعها للاحتلال على مدى قرون.
ان العامل الديني له من الأهمية والامكانية في رسم شكل ثقافة مجتمعاتنا الشيء الكثير. وهو بتجذره في الذهنية العامة وتمكنه منها يكاد يكون العامل الأول والمتقدم على بقية العوامل المتنافسة معه لولا العامل السياسي الذي يتمكن في اكثر من موضع من تجيير الدين واتخاذه غطاءا لنفوذه وبسط وجهات نظره وفرضها على المجتمع. كما ان العاملين الديني والسياسي يهيمنان عندنا حاليا على العامل الاقتصادي الى حد يكاد يتلاشى دوره في الثقافة الاجتماعية واقتصاره على مجرد كونه أداة عند هذين العاملين يتحركان بواسطته في أوساط المجتمع ويكرسان به نفوذهما. اننا الى الآن لانمتلك اقتصادا يتحرك باستقلالية عن الدين والسياسة ومتصارعا معهما، موجدا بذلك قطبا آخر يمكن للمجتمع ان يتمحور حوله، بل انه حتى عندما يفتح آفاقا جديدة باتجاه تمدن المجتمع فاننا نراه عاجزا عن الطرح المستقل لثقافة اجتماعية يكون ظاهرا فيها بوضوح.واكثر من ذلك نرى ان العامل الرابع، الحضاري، يزداد حضوره في التاثير الثقافي على المجتمع مقارنة بالعامل الاقتصادي. وليس المقصود بالعامل الحضاري هنا هو العمق التاريخي للمجتمع وما افرزه وقدمه من عطاءات ومساهمات في رسم مسيرة الحياة على الأرض وصولا الى ارقى ما موجود عليها حاليا. ان المقصود به هو درجة التمدن تحديدا، ومدى هيمنة الذهنية المدنية على المشهد الثقافي والسلوك الاجتماعيين.
وعندما يتطور المجتمع بفعل هذه العوامل الأربعة سيتلاشى تأثيرها مجتمعة ليتفرد الاقتصاد في نهاية المطاف في رسم شكل المجتمع وحدوده الجغرافية التي ستأخذ بالتوسع بسبب شيوع الانسجام بين عدة مجتمعات، وهو ما يقود الى اندماجها مسجلا بذلك نهاية مسيرة التراكم الثقافي في المجتمعات. الا ان مجتمعات الشرق الأوسط، وخصوصا العربية منها لاتزال بعيدة في ثقافتها، وبالتالي في تطورها عن نقطة نهاية التاريخ. ولذلك فان جهودا جبارة يجب ان تبذل من قبل المهتمين بشأنها لاجل إعادة توجيه التراكم الثقافي نحو الامام ومنعه من التقهقر. كما يمثل الربيع العربي فرصة مناسبة لاعادة رسم حدود العامل السياسي ومدى تأثيره في صياغة الثقافة الاجتماعية.



#محسن_حبيب_فجر (هاشتاغ)       Mohsen_H._Fagr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكل الوطن
- المواطن ام الوطن ايهما يتقدم على الآخر
- هيبة المواطن


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي لـCNN: الحرب الشاملة ستكون -مدمرة- لكل ...
- مصدر إسرائيلي لـCNN: نعمل على التحقق مما إذا كان حسن نصرالله ...
- القوارب تملأ شوارع أمريكية مع اجتياح العاصفة هيلين لفلوريدا ...
- الحرب بين إسرائيل وحزب الله: هل قضت إسرائيل على قدرات حزب ال ...
- عاجل: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف القيادة المركزية لحزب ال ...
- العالم على حافة الهاوية.. بوتين يلوّح بالسلاح النووي فهل يقو ...
- أهداف إسرائيل غير -المعلنة- من حربها ضد حزب الله!
- ترامب لزيلينسكي.. إذا فزت في الانتخابات سأجد حلا -جيدا- للصر ...
- يديعوت أحرونوت: قصف الضاحية تم بقنابل تزن 2000 رطل خارقة للت ...
- القبض على -أطباء التحرش- في مصر بعد انتشار فيديو صادم


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - الانسجام المجتمعي