عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 17:35
المحور:
الادب والفن
- عليك بقتله.
رفع الشاب عينيه نحو الشيخ. حرك عينيه ما بين الأرض وجبهة محدثه. تجرأ وسأل.
+ لكن ما الذي أوصله يا مولانا إلى أن ينال حكمك عليه الموت. ماذا فعل حتى يقتل؟
غضب الشيخ حانقا، عقد حاجبيه، زم فمه وأشاح بوجهه. لم يتكلم حتى أيقن أنه دس الخوف والندم في أوصال الشاب المتحمس.
- هذا ليس حكمي أنا يا غبي. هذا حكم الله.. لقد خالف المرتد شرع ربنا..
+ وكيف أتت مخالفته؟
هنا قام الشيخ مدمدما:
- إذا كنت زاهدا في طلب الفردوس فذاك أمر يهمك. لا تتعبنا بأسئلتك الشيطانية وتلهينا عن عبادة الرحمان. هناك الآلاف ممن سيرتمون على الفرصة لإرضاء ربنا. اغرب عن وجهي يا جاحد..
سمع الشاب لفظة الفردوس وإرضاء ربنا فارتمى على قدمي الشيخ يطلب غفرانه.
أخفى الشيخ بين أنيابه ابتسامة خبيثة. أمر الشاب أن لا يعود إلا والكافر في جهنم.
مشى الشاب مطأطئا رأسه غارقا في الحلم بالفردوس. ثم لمعت في رأسه بعض الخواطر. عاد إلى الشيخ ليستفسره. وجده منشغلا بشحن شاب آخر لنفس المهمة. جرى راكضا صوب الهدف. تتجاذبه نية الفوز ونية إشراك الشاب الآخر.
- الفردوس يتسع لجميع الشهداء. هو وشريكه في القتل والقتيل. ونسي ذكر الشيخ.
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟