الصراع في مصر بين قوى الحرية و قوى الظلام

علي الجواري

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تلقينا أخبار ما جرى على الساحة المصرية ببالغ التأثر .. و تألمنا لسقوط قتلى و جرحى من أبناء الشعب المصري بعد مهاجمة مسلحين دار الحرس الجمهوري و خروج الأحداث هناك عن سلميتها .
و يتضح من الأمر أنه بدأ يطفو على السطح صراع قوتين رئيستين على الساحة في مصر .. قوة الإسلام السياسي الذي يتمثل بالإخوان و أنصارهم .. و القوى المدنية الديمقراطية الحرة المتمثلة بالمجتمع المدني و دعاة الإعتدال و التنويريين و الليبراليين منضوين تحت لواء سلطة الثورة و القوى العسكرية المصرية العاملة على الساحة .
و قد بدأت ملامح هذا الصراع تتوضح و تتكرس اكثر و تخص المنطقة بأسرها بشكل خاص و العالم بشكل عام و لا تقتصر على مصر و المصرين .. لإن دول المنطقة و بعض دول العالم تعاني هي الأخرى و بدرجات متفاوته من هيمنة قوى الإسلام السياسي و نماذجه المختلفة منذ سنوات على ساحاتها و أنظمتها و مجتمعاتها .
فأصبح الصراع يهم و يحضى بمراقبة و اهتمام و تفاعل ليس الأوساط الشعبية فحسب .. بل و حتى النخبوية و كذلك الحكومات و قوى العالم اللاعبة بحروبه و أزماته و مشاكله و أحداثه .
الكل إذن يراقب و يتفاعل مع ما يجري في مصر .. كلٌ حسب ما يراه و يؤمن به و ما يهمه من مصلحة .. هذا الصراع الذي أتى نتيجة طبيعية و ناضجة لما مرت به دول و شعوب المنطقة من تجربة طويلة الأمد و معايشة حقيقية مع تيارات الإسلام السياسي من مصر و الدول العربية الأخرى إلى إيران و أفغانستان و غيرها من الدول التي ينشر فيها الإسلام ديناً رئيساً .
و نحن نعتقد أن ما يجري من صراع في مصر هو حالة حتمية و صحية بعد أن سرحت قوى التطرف و التشدد الديني و مرحت كثيراً على الساحة في الدول التي نشطت فيها حتى وصولها إلى السلطة بطرق و أساليب مختلفة ثم انكشاف وجهها الحقيقي الشرير و القبيح و الفاسد للمجتمع المدني و المواطن المستقل في هذه الدول .
إن الصراع في مصر يمثل تصدي قوى الفكر المدني و قوى الحرية و الإعتدال لقوى الظلام و التخلف و التطرف بعد أن كان الفكر الظلامي يحكم و يتحكم و يسرح و يمرح دون وازع و لا رادع و أن ما يجري هو ثورة قوى الخير على قوى الشر و الظلام .
و علينا جميعاً و على كل قوى التحرر و التنوير أفراداً و تيارات و تجمعات أن ندعم قوى الخير في مصر .. داعية الحرية و التنوير و الديمقراطية و لا نتركهم يقارعون وحدهم لإن قضيتهم قضيتنا و املنا في انتصارهم مع تمنياتنا أن لا تسفك دماء أخرى و أن يعود السلام والإستقرار إلى ربوع مصر و أن تخمد هذه الفتنة و يبقى التنافس سياسياً سلمياً .

#علي_الجواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات