أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - انقلابات العسكر بين مصر وسوريا














المزيد.....

انقلابات العسكر بين مصر وسوريا


سميح قرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماجعلني أقارن بين الجيشين هو مافعله الجيش المصري في عام 2011 بحسني مبارك ومافعله في عام 2013 بمحمد مرسي. هذا من جهة، ومايفعله الجيش العربي السوري منذ سنتين كاملتين من التدمير والخراب للوطن.
في البداية، أريد أن أعرج على ماحدث منذ أيام مع الرئيس المصري السابق محمد مرسي. فلايختلف اثنان على أن ماحدث هو نوع من الانقلاب نفذته القوات المسلحة المصرية، تماما كما فعلت بحسني مبارك من قبل. السياسيون يستعملون مفردات مختلفة لما حدث، لما يناسب نظرتهم وانعكاساتها خلال السلطة. فمحمد مرسي رئيس منتخب أتى من صناديق الانتخاب بعد انتفاضة عارمة اجتاحت مصر، لكن الثورة التي يسميها البعض لم تكتمل بعد في مصر. فالثورة تجب كل ماقبل وتتجاوز النظام القديم كي تنصب نظاماً له سمات ثورية. ومن تاريخ الثورات نفهم أنها تقضي على النظام القائم وتتخلص من رموزه، تماما، كما حدث في الثورة الفرنسية أو الروسية أو الصينية. ماالفرق بين ارغام مبارك على التنحي والعزل في سنة 2011 والذي كان يعتقد بأنه نظام شرعي، وبين ارغام وعزل مرسي؟ الأول أتى من المؤسسة العسكرية وامتداداً لها وحكم من خلالها والاخر – أي مرسي أتى من خلال انتخابات شعبية.
الشيء المشترك هنا هو أن المؤسسة العسكرية، كانت سنداً للشعب المصري ومعبراً عن تطلعاته، والا لقتلت المتظاهرين وخدمت نظام مبارك، ودمرت البلاد في سبيل شخص. لكنها اتخذت الجانب الصح وعبرت عن ميول الغالبية الشعبية ولم تقف لجانب شخص الرئيس حتى ولو كان منتخباً. فالوطن والمواطن سباقاً عن الرئيس وعن صندوق الانتخاب.
وقد صدق اوباوما لأول مرة إذ قال أن الديمقراطية ليست صنايق الانتخاب، بل عملية سياسية متكاملة. وهنا لا أريد أن أعدد أخطاء مرسي وسبب الحشد الشعبي ضده، فقد كتب عن ذلك الكثير. بل أبتغي أن أقارن بين هذا الموقف الوطني للجيش المصري المنحاز للشعب، وبين جيش اشبه بمليشيا في سوريا يقتل ويدمر في سبيل استمرار شخص أو أسرة .
الناظر إلى تاريخ الجيش المصري والجيش السوري يستغرب منذ البدايات، فقد قام الضباط الأحرار بانقلاب على حكم الملك معبرين على تطلع الشعب المصري، وقد أمموا القناة ووزعوا الأراضي على الفلاحين وأسسوا للتعلم المجاني، وكانت لهم شعبية حقيقية من شرائح كثيرة من الشعب المصري. بينما كان الجيش السوري أداة منذ البداية للتقلبات السياسية الخارجية ومنسجماً معها وليس مع الشعب السوري، فقد قام حسني الزعيم بانقلابه على الشرعية وعلى نظام ديمقراطي في سوريا. ثم تبعته انقلابات اخرى عبرت عن مغامرات شخصية لتسلق السلطة أكثر منها حاجة للوطن. ثم أتى انقلاب اديب الشيشكلي الذي كان أول من شرعن للسلطة من خلال الجيش وهذا كان درس للبعثيين كي يفهموا مفاتيح السلطة ويتبعوا نفس النهج في انقلابهم سيء الذكر عام 1963. واستمرت الانقلابات حتى وصلت إلى انقلاب الجنرال حافظ الاسد. لكن بنظرة سريعة إلى كل الانقلابات السورية، نرى أن جميعها كانت ضد تطلعات الشعب السوري وضد الشرعية من انتخابات ومؤسسات. وجميعها كانت توصم الشعب السوري بالعدو مرة وبالرجعية أخرى والتخلف مراراً. ومن ثم كانت مؤسسة الجيش السوري تعمل لصالحها في الغالب وتطلعاتها للسلطة تاركة وظيفتها الاساسية في حماية الوطن والمواطن. عندما انخرطت في السياسة وسيًست المؤسسة العسكرية كان لصالحها أو لصاح شخص بعينه. هذا من ناحية الانقلابات، أما من ناحية الوطن وحمايته، فهذه المؤسسة حمت العدو وأمنت حدوده. وعندما تعرضت للامتحان كما تعرض العسكر في مصر اصطفت لصالح شخص واسرة تقتل وتدمر من اجله وتقطع كل خيط يربطها بالشعب أو الوطن.
نهاية، فإن ماقام به السيسي في الثالث من هذا الشهر هو انقلاب لاشك، لكنه رأى فيه خلاص للشعب من الانقسام والمواجهه. بغض النظر عن الاتفاق أو الرفض لما حدث، لكنه بالتأكيد ليس ضد الشعب المصري، بل حسب رؤيته يخدم الوطن. فإذ اعلن اعجابي الشديد حول مافعله الجيش من عزل مبارك واصطفافه مع الشعب، فإني اتحفظ على اعجابي بما جرى ضد مرسي بسبب أن هذا الفعل قد يجر وراءه مواجهة مسلحة اشبه ما تكون بما جرى في الجزائر في التسعينيات. لأن العنف يجر العنف.



#سميح_قرواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنيف 2 .. ام سايكوسبيكو 2
- الغارات الاسرائيلية على سوريا
- خطوط اوباما الحمراء
- حزب الله وخدعة الشعارات
- الرفيق ابو صخر
- الأسباب غير المباشرة للانتفاضة في حمص
- قناصة شارع الستين
- مجزرة الساعة في حمص
- نظام الاشد والكاسورة


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - انقلابات العسكر بين مصر وسوريا