أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي محروس عبدالله - هل يحكم الشيطان مصر؟















المزيد.....

هل يحكم الشيطان مصر؟


مجدي محروس عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بدايات عام 2011 وبعد ترهل واضح للنظام المصري سقط نظام مبارك القمعي المتجمد وظهرت احلام الشباب المصري وصعدنا الى اعالي السماوات والان بعد مرور اكثر من عامين نجد انفسنا على حافة الهاوية واصبحت كلمة "الحرب الاهلية" من الكلمات او العبارات المعتادة والتي اصبحنا نسمعها من محلليين واذاعيين بل ونراها بأعينا متمثلة في حروب شوارع صغيرة
ماذا حدث وماذا يحدث؟ وكيف وصلنا الى هذا الطريق المسدود؟
في الحقيقة لا نستطيع ان نعفي دور نظام مبارك في الحادث الان , لكنه ليس خطأ مبارك فقط ,انها متسلسلة
من الاخطاء منذ انقلاب العسكر في عام 52
دعونا نحاول ان نفهم القصة من الاول ونرجع بالذاكراة الى الخلف , عندما انقلب الجيش على حكم الملك
ظهر التخبط والارتجال في المشهد السياسي المصرى فحتى ما يسموه الان بثورة 23 يوليو –كان يطلق عليها في البدايات "الحركة المباركة" بل وصل التخبط بسبب عدم وضوح الرؤية فالاطاحة بالملك وتولية
ابنه العرش ثم الاطاحة بالابن واعلان الجمهورية واعلان محمد نجيب رئيسا لمصر ثم الاطاحة بمحمد نجيب نفسه ,تلك المشاهد وما تم من بين السطور مثل الغاء المحاكم الشرعية والمختلطة والكثير...
كل ذلك كان يعبر عن انتصار للقوى الرجعية في المجتمع وصعود "القومية العربية" لدرجة الغاء اسم مصر في الاتحاد الفاشل بين مصر وسوريا وهكذا اسلخت مصر عن هويتها ولبست العقال والدشداشة بدل الجلابية والطاقية وتغربت مصر عن نفسها بل وظهرت بدايات التيار الاسلامي من خلال قوانين اسلامية فلا عجب "ففكر" الاخوان المسلمين كان هو المهيمن في نفوس اكابر انقلاب يوليو متمثلا في جمال عبدالناصر فانقلاب 52 لم يكن الا ثورة اسلامية لكن بشكل مستتر.
فكانت القومية العربية والاسلامية من خواص تلك الفترة فالازهر امتد من العلوم الدينية الى الهندسة والطب ...الخ وتم انشاء اذاعة القران الكريم(1) واقرار الشريعة الاسلامية الخ......
وكان ذلك بدايات هيمنة الرجعية التي كانت تنازع الحداثة المحتضرة وهكذا مع بدايات المد الديني وصلنا الى ذروة هيمنة الرجعية واندثار التيار الحداثي وظهر ذلك واضحا في قيم المصريين واخلاقهم المتدنية المتدينة(2) التي اضحت السمة الغالبة الان واصبح "الحجاب" كمثل واضح منتشرا حتى في وسط الطبقات الراقية الغنية المصرية فالحجاب الذي اراد فرضه مرشد الاخوان المسلمين على الشعب المصري اصبح يلبسه الشعب المصري الان بأرادته الحرة!!!
لكن دعونا من التاريخ البعيد لننظر ذلك التاريخ القريب او ما يسمى في الكثير من اللغات الماضي الناقص
وهي الفترة من قبيل سقوط نظام مبارك وحتى الان-فقبيل سقوط مبارك وقد انتهت تماما بقايا افكار الحداثة والتمدن الغربية بل واصبحت غريبة عن الشعب المصري وانتشرت القيم الاسلامية والفكر الاسلامية متخذا
تحالف السلطة(سلطة مبارك) قاعدة للأنتشار فمثلا كسبت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة حوالي 50 مقعدا في انتخابات 2005 –ولا يستطيع أي عاقل ان يفسر كيف تأخذ جماعة "محظورة" هذا العدد من المقاعد ,بل وكيف تدخل الانتخابات من اساسه!
لكن كل ذلك بسبب التوازنات التي مارسها النظام الغبي بقيادة مبارك مدمرا مصر ومعرضا اياها لخطر جسيم مقبل –فظن مبارك انه يستخدمهم كفزاعة للغرب لكن الغرب وبخاصة الولايات المتحدة من خلال سياستها الجديدة في المنطقة لم يستسلم للأفكار القديمة وقرر مواجهة الارهاب في شكل مواجهة دولا بدلا من جماعات منفردة .
جاء الشباب وبشكل لم يكن يريد إسقاط النظام مستلهما التجربة التونسية ولكن بسبب ترهل هذا النظام وعدم قدرته على مسايرة الاوضاع المتغيرة تم عمل انقلاب ناعم للجيش وتخلى مبارك عن السلطة وسقط كبار النظام القديم لكن ظل هذا النظام متخفيا في افكار القيادات الصغيرة والكثيرين من الاعلاميين(3) من خلال افكار قديمة وتوجهات انانية بعيدا عن مصلحة الشعب فالمشكلة ليست رئيس فاسد انما هي فكر فاسد رجعي
ولعل ما حدث من اختيار لجنة اعداد الدستور 2 منهم تابعيين للتيار الديني هو من الاشياء الغريبة فالتركيبة
للنظام القديم كانت مهيمنة في فكر طنطاوي قائد المجلس العسكري انذاك فدائما لابد من "تيار ديني" لتحقيق التوزان(4)وتلى ذلك ما احب ان اسميه العك السياسي تم الاستفتاء على الاعلان الدستوري ثم انتخاب مجلس الشعب(والدستور لم يتم انشاءه) بل ومجلس الشورى(5) الذي نادى الكثيرون لألغائه لعدم اقتناع الشعب المصري به حتى انهم-المرشحين-يلفون على القهاوي ليحثوا الناس على التصويت
واستكمالا لهذا العك السياسي انتخاب الرئيس قبل الدستور الذي يحدد صلاحياته-انتخاب مجلس الشعب والشورى –عدم عزل النائب العام القديم(ايضا نحتاج الدستور الذي يحدد صلاحياته وطريقة تعينه)
وتم ما تم استكمالا لمسيرة التخبط والعك ولم نجد مليونيات لتصحيح المسار , لكننا كنا نجد المظاهرات الميلونية لأسباب اخرى بفضل ثوار بلهاء لا يعرفون ان يديرو المعركة
حتى عندما حان وقت الانتخابات الرئاسية مرحلة الاعادة بين الفريق احمد شفيق ودكتور محمد مرسي
وجدنا الحمقى من امثال 6 ابريل وهم يدعمون التيار الديني كراهية في "الفلول" والاكثر عجبا هم اليساريون وكيف انهم لم يتعلموا من تجربة الثورة الاسلامية في ايران وانحازوا لتيار الاسلام السياسي!!!!
انتصرت القوى الظلامية واخذت تلابيب الحكم في مصر وانتظر الجميع اداءا معقولا وعقلانيا للنظام الاسلامي لكننا وجدنا انفسنا امام "مجموعة حمقى"
في الحقيقة اعترف انا شخصيا انني صدمت امام اداء جماعة الاخوان المسلمين الضعيف والفاشل جدا
المتناقض تماما مع قدرتهم على الحشد واستغلال الظروف بافضل شكل ممكن
تلى ذلك ظهور وتنامي مضطرد في استقطاب الشارع المصري بين علماني(اسم الدلع مدني) وما بين اسلامي وهنا نجيئ لنقطة الاعلان الدستوري الذي اطلقه محمد مرسي وحصول اول مواجهة بين التيار العلماني والاسلامي امام قصر الاتحادية
كان من الواجب وقتها ان يبطل النائب العام قرار الاعلان الدستوري فهو اعتداء على عمل لجنة صياغة الدستور بالاضافة الى ان الرئيس ليس من حقه اعلان دستورى , هنا سقطت شرعية محمد مرسي الرئيس المخلوع وكان الواجب القبض عليه من قبل الجهازيين التنفيذيين (الشرطة والجيش) تمهيدا للتحقيق معه من قبل النائب العام....لكن شيئا من هذا لم يحدث
وتفسير ذلك بسيطا جدا-فالنائب العام هو امتداد نظام سابق غارق في الفساد ومهتم بمصلحته الشخصية
اما الجيش والشرطة لا يمتلك من امره شيئا دون الرجوع للأمريكان اخذ الاعلان الدستوري الاخواني شرعيته بسبب ضعف وتواطئ مؤسسات الدولة المفترض بها حماية القانون والدستور!!
تلى ذلك اتجاه كبير جدا وقوي نحو السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة المصرية فيما يعرف "الاخونة"
وبالرغم من الاخطاء القاتلة المتكررة لنظام الاخوان الا انه اصر على مواصلة مسيرة تخريب مصر
واستعداء كل مصر
في تلك الظروف السيئة وبالاخص الانهيار الاقتصادي و انعدام الامن ظهرت حركة تمرد ومرة اخرى
ينطلق الشباب برومانسيتهم المعتادة وكأنهم لم يتعلموا شيئا من اخطائهم السابقة متناسين ان اسقاط الانظمة لا يتحقق بالمظاهرات والتي حتما سوف تتخلها اعمال عنف طالما وجدت اليات الديموقراطية
كان بالامكان اجتياز مجلس الشعب ومن ثم فنواب المعرضة بأمكانهم سحب الثقة من الرئيس وهكذا وبشكل
قانوني وانساني وبدون قطرة دماء واحدة نستطيع ان نحقق ما نريد.
لكن الان ماذا حدث وقد قاد السيسي انقلابا ناعما وبرغم كلام الانشاء وتاتعبير الا انه بالفعل انقلابا على الشرعية-والان ماذا لدينا هل نجح الانقلاب الناعم الى اعادة الامور الى مجراها الطبيعي
ابالطبع لا –فالان هناك ازمة بين معسكرين قويين قد يأتي بصراع دموي رهيب(6)
هل يوجد عاقل يدرك هذا ام انه استمرار لمسلسل غياب الوعي والفكر والاخلاقيات والضمير في مصر
وقد يكون هذا سبب كوارث لا تنتهي في مصر-فهل يحكم مصر الشيطان؟؟؟
-------------------------------------------------
هوامش
(1) المثير للأندهاش انه في تلك الفترة تقدم مجموعة من المسلمين المتنورين طالبة اذاعة قداس الاقباط –فرفضت الاذاعة بحجة احتواء القداس على صلوات باللغة القبطية والقوانين ترفض بث مواد بلغات اجنبية....!!!!
(2) يمكن لأي فرد عايش في مصر تتبع حالة تدني الاخلاق السريع فالمصريين اخلاقهم لم تكن بهذا السوء منذ 20 عاما
(3) تحول الكثير من انصار مبارك الى انصار النظام الحالي فالولاء للحاكم وليس للفكر او حتى الاخلاقيات المهنية
(4) كان هناك تشجيع امريكي للأخوان كلاعب رئيسي في مجال السياسية المصرية لقيادة حلف سني
مواجه لحلف شيعي في منطقة الشرق الاوسط
(5) وجود مجلس استشاري عديم القيمة تقريبا هو احد مظاهر الفكر الاسلامي السياسي "وامرهم شورى بينهم" ومن هنا جاء التسمية والنشأة
(6) افردت مقالة عن "بعض" تداعيات الحروب الاهلية في مصر
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=366434



#مجدي_محروس_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الثوار المصريون...لا تسرفوا في التفاؤل
- تداعيات نشوب حروب اهلية في مصر
- مظاهرات مصر30 يونيو و موقف الاقباط
- إثيوبيا .....هل لازال لدي الأقباط حلفاء؟
- حكومة الاقباط و رؤية ثاقبة خلال ثلاثة عقود
- في مصر:معجزة ايقونة العذراء تنزل سمن بدلا من الزيت المقدس لأ ...
- لماذا لا يعترف الاقباط (المسيحيون)بالاسلام ويريحوا دماغهم:قص ...
- شرف القلم القبطي
- إخواني القبط :عفوا .... الإسلام ليس مشكلتكم
- الامبريالية العربية ....هل سمعتم بها؟(1)
- الأنبا بيشوي والميراث الثقيل
- انتخابات الرئاسة المصرية وساعة الصفر
- كيف تقمع الاجهزة الامنية المعارضة في مصر؟
- التيار الاسلامي والسياحة والغردقة-نظرة اقتصادية
- قلب وضمير للبيع
- جوال اسود
- الاساطير المؤسسة للفكر الديني الغيبي داخل المجتمع القبطي
- سحقا..........للرأسمالي القبطي


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي محروس عبدالله - هل يحكم الشيطان مصر؟