أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.














المزيد.....

المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة خطأ كبير إرتكبه بعض المراقبين والسياسيين الغربيين حينما أسقطوا على الحدث المصري معاييرهم السياسية النصية, ثم وزنوا ثقله بميزان تجربتهم الخاصة, غير ميالين إلى الإعتراف بأن هناك ثمة فوارق أساسية بين التجارب الديمقراطية في الغرب وبين تجارب عربية تتقدمها التجربتان المصرية والعراقية كإنموذجين واضحين.
ولسنا هنا بصدد البحث عن سر التعاطف الذي يبديه الغرب مع الإسلام السياسي في الدول العربية, وسنفترض أن قلقه إزاء الحدث المصري وعلى شرعية صندوق الإنتخابات ينطلق من نوايا حسنة وخوف حقيقي على الديمقراطية ولا علاقة له بأهداف أخرى.
وإفتراضنا حسن النوايا في الجانب الغربي, مع وجود هذا التفارق الكبير في طريقة الإقتراب من المشهد المصري: بيننا.. نحن الذين نراه حدثا رائعا أفرزته قدرة الجماهير وإصرارها على التعبير عن إرادتها, وبينهم.. وهم الذين لا يروه في النهاية سوى إنقلابا على صندوق الإنتخابات الذي يشكل إحدى أهم آليات الديمقراطية نفسها, إفتراضنا هذا لم نَمِل إليه إلا لغرض مناقشة الأمر بالهدوء الذي يحقق لنا رؤية أفضل للحقيقة.
وسيضعنا ذلك أمام الحاجة الشديدة إلى تفسير مقنع بإمكانه أن يوضح لنا ما الذي جعل الشعب المصري الثائر عاجزا عن إدراك خطأته في هذه اللحظة التاريخية المفصلية مقررا الخروج في عملية رفض لا بد وأن يكون توقع لها أن تتحول إلى مواجهة خطيرة مفتوحة مع خصوم أشداء .
مع الحالة العراقية, وعلى إفتراض وجود حسن النوايا هنا أيضا, فقد جاء الأمريكيون بالديمقراطية بطريقة إسقاطية بحتة, وأنزلوها بالمظلة, متصورين أن بالإمكان تعليب الديمقراطية وإلقائها من الجو على الشعوب في أوقات أزماتها السياسية وبالطريقة التي تلقى فيه علب الطعام على جوعى الكوارث. ولأنهم ضخموا الدور الرسالي والأخلاقي للعملية الديمقراطية من أجل تبرير الإحتلال وتفسيره بشكل يتناغم مع ثقافة الخطاب السياسي الأمريكي الداخلي, فإن الديمقراطية لم تتأخر أبدا في تحقيق أهداف مشوهة كان في مقدمتها تكريس الطائفية وما رافقها من ظواهر مرضية أهمها التخلف والتمزق والتناحر الإجتماعي والفساد السياسي والمالي.
أما في حالة مصر فيجب أن ننتبه إلى حقيقة أن الصراع الديمقراطي قد خرج بعيدا عن ساحة لعبته وصار يلعب تماما في ساحة أخرى ليس من حقه اللعب فيها أبدا, فالديمقراطية في الغرب أو في غيره ليس من حقها أن تؤسس لهوية سياسية وثقافية جديدة للمجتمع, بل أن دورها يتلخص في كونها أداة لتطوير النظام السياسي والثقافي من داخله, وليس لإنتاج نظام جديد يختلف عن سابقه.
وسوف تصير اللعبة بطريقة كهذه, لو أنها حدثت في الغرب, وكأنها تفويضا إنتخابيا لتغيير النظام الرأسمالي إلى نظام شيوعي وليس كونها تفويضا لخدمة النظام الرأسمالي في ساحته ومن داخله.
إن هذا هو الخطأ الكبير الذي إرتكبه الأخوان المسلمون.. سحب الديمقراطية إلى اللعب في ساحة هي غير ساحتها وتحويل صندوق الإنتخابات من وسيلة لخدمة وتعديل وتطوير النظام السياسي والإقتصادي إلى وسيلة للإنقلاب عليه وإستبداله بنظام آخر لا علاقة له مع النظام الأول. أما الثورة المصرية الثلاثينية فإنها لم تأتي لإسقاط شرعية صندوق الإنتخابات وإنما أتت لإعادته إلى المكان المخصص له, كونه طريقة تصويت على برامج إقتصادية وسياسية لا على هوية وثقافات وإنتماءات, فهي بالتالي جاءت لمنع مرسي ومجموعته من إستخدام الديمقراطية لفرض عقيدتهم اللاديمقراطية.
ولغرض ان يتحقق ذلك صارالمصريون أمام خيارين, أما أن يذهبوا مع مرسي والصندوق إلى ساحة جديدة لم يتفقوا على ان يذهبوا إليها, أو أن يعودوا بالصندوق إلى ساحته ويتركوا مرسي في الساحة التي خرج إليها مع أخوته.
إن الذي خرج على صندوق الإنتخابات هو مرسي وأخوانه, أما المصريون فقد خرجوا لإعادة ذلك الصندوق إلى مكانه الحقيقي..
.


ا



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.