أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - سقوط حكم الاخوان وانتصار الارادة الشعبية ..!














المزيد.....

سقوط حكم الاخوان وانتصار الارادة الشعبية ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط حكم الاخوان وانتصار الارادة الشعبية ..!
شاكر فريد حسن
وأخيراً انتصر الشعب المصري ونجح في اسقاط حكم الاخوان بارادته الفولاذية الحرة، وبفضل الطوفان البشري والحشود المليونية الأوسع والأكبر والأكثر عدداً في تاريخ مصر وتاريخ الثورات العربية ،التي خرجت ونزلت الى الشوارع والميادين والساحات العامة ، وذلك بعد أعلن قائد القوات المسلحة المصرية الفريق الأول عبد الفتاح السيسي عن عزل محمد مرسي والاعلان عن انتخابات رئاسية جديدة وفق خارطة طريق متفق عليها يعمل الجيش المصري على تنفيذها، دون ان يقصي احد من أبناء المجتمع المصري ومكوناته وتياراته السياسية والفكرية، بهدف الخروج من المأزق السياسي الراهن .
والواقع ، ان ما جرى وحصل في مصر من عزل الرئيس مرسي بهذه السرعة فاق كل التوقعات والتصورات، وشكل صدمة قوية لجماعات الاسلام السياسي المتشدد والمتطرف ، التي تسعى للسيطرة على الشارع العربي وانشاء دولة الخلافة والإمارة الاسلامية ، التي تطمح وتصبو اليها منذ قرن من الزمان .
ما حدث في مصر ليس انقلاباً عسكرياً ، كما يحلو للبعض وصفه ، وانما ثورة شعبية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . فقد هب المارد المصري وانتفض وتحدى كل من حاول ويحاول نهب الثورة وسرقة حلم المصريين بحياة مدنية ديمقراطية وعصرية تسودها الحرية والديمقراطية والاخاء الانساني والرخاء الاقتصادي والسياسي ، معلناً رفضه للتطرف الديني والتأسلم السياسي والتكفير والتخوين، واصراره على التحرر من مختلف القيود والأغلال وكل الوان الطغيان والاستبداد والاقصاء والقمع والارهاب الفكري . وقد اثبت هذا المارد بشكل قاطع بأن الشعوب اذا هبت فإن النصر حليفها دائماً وابداً .
لقد اطاحت الثورة المصرية بالاسلام السياسي والسلفية الجهادية، وحررت الناس من قبضة المتأسلمين والتكفيريين ، وانهت حالة التمزق والانقسام والفرقة والاحتقان والشحن الطائفي في المجتمع المصري، وأكدت وجوب فصل الدين عن الدولة . ولاريب ان وقوف الحركات اليسارية والقوى المدنية والديمقراطية والليبرالية والتقدمية والعلمانية في صف الحراك الشعبي والاصطفاف الجماهيري الوحدوي شكل عاملاً مؤثراً وسنداً قوياً في اسقاط مرسي وانهاء حكم الاخوان والتخلص من التسلط والظلم والرغبة في العيش الكريم الحر .
ان سقوط نظام محمد مرسي الاخواني جاء نتيجة غبائه السياسي وقلة تجربته وخبرته السياسية والادارية ، وعدم تلبيته رغبات وطموحات الشعب الذي انتخبه، وتحقيق ارادته ومطالبه ،وانقاذه من مشاكله اليومية والحياتية التي يعاني منها ، واخفاقه في بناء ديمقراطية ما بعد الثورة ، وانتهاكه للحريات العامة والشخصية ، وعجزه عن طرح مبادرة لاخراج مصر من ازمتها الداخلية والخارجية وتقديم حلول لمشاكلها المستعصية ، ومعالجة الانقسام الحاد في المجتمع المصري . كذلك نتيجة سياسة الاستبداد والاستعلاء والاستفراد والتفرد والاقصاء والانغلاق واستعداء قوى المعارضة وبقية اطياف ومكونات الشعب المصري الاخرى ، وفشله في تشكيل الجمعية التأسيسية داخل البرلمان المصري واستيلائه على المناصب . علاوة على تحويل البلاد الى مجرد "مزرعة" للاخوان واستبعاد كل من هو ليس اخوانياً ، ووقوفه بوجه المشروع القومي العربي وعدائه الاعمى لسورية ، اضافة الى تحويل النظام الاخواني الى أداة لاثارة وتفجير النعرات الطائفية وتشجيع الفتن واعمال العنف والقتل والتطرف على اساس مذهبي وطائفي وعرقي.
ان ما حدث في مصر هو تصحيح لمسار الثورة ، وله تداعيات وانعكاسات وآثار كبيرة على دول المنطقة والقضية الفلسطينية والازمة السورية والامارة الحمساوية في غزة ، وهو مؤشر على تهاوي الانظمة الاخوانية الطالبانية واخفاق تجربة الاسلام السياسي ويثبت فشل شعار " الحل هو الاسلام " ، الذي تتبناه القوى السلفية الظلامية والجهادية . وبعد هذا السقوط المريع لحكم الاخوان سوف تتغير قواعد اللعبة في الشرق الاوسط .
لا شك ان الحدث المصري هو رسالة صريحة وواضحة لكل الشعوب العربية المظلومة المقهورة والمغلوب عليها، الطامحة بالتغيير والساعية للحرية والديمقراطية والعدالة ، لكي تنهض وتثور وتتمرد على انظمتها القمعية الاستبدادية ،ورفضاً للتطرف والتكفير والتخوين والتهميش، وضد الفساد والفقر والتخلف والأمية والتبعية السياسية، ودفاعاً عن قضايا الأمة العربية ومستقبلها المنظور والمأمول .
وبسقوط مرسي تنتهي حقبة فاشلة من حكم الاخوان المسلمين وتبدأ حقبة تاريخية جديدة ستبدو ملامحها ومعالمها وسماتها في المستقبل القريب القادم .
ان المطلوب الآن بعد انتصار ثورة الملايين المصرية هو استخلاص الدروس والعبر واستيعاب اخطاء الماضي والتعلم منها ، ووضع دستور يلبي طموح وحلم الشعب المصري بكل فئاته وشرائحه واطيافه ومكوناته ومركباته السياسية والاجتماعية وتياراته الفكرية والعقائدية، واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تضمن سلامة واستقرار الوطن المصري ، والعمل على انشاء دولة مدنية نموذجية على اساس الديمقراطية والتعددية واحترام الرأي الآخر ووفق دستور يمثل الارادة الشعبية المصرية . وما أحوج مصر في هذه المرحلة الصعبة الحرجة الى عبد الناصر جديد لينقذها من محنتها وازمتها .
عاشت الثورة المصرية ، وليهنأ شعب مصر بمستقبل أكثر نوراً وجمالاً واشراقاً .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية هل حققت اهدافها ..!
- مصر على أعتاب مرحلة جديدة..!
- مجتمعنا العربي وثقافة العولمة ..!
- الطوفان قادم يا مرسي ..!
- صدور كتاب -اعدام العدالة - لأحمد عبد الغني عقل
- الشاعر الراحل جمال قعوار بعيون فلسطينية
- مشروع التجزئة والفتنة الكبرى ..!
- مجلة -الإصلاح- الثقافية تحيي ذكرى المناضل والشاعر غازي شبيطه
- عندما التقى شقا السنديانة الثقافية الفلسطينية ..!
- بقعة ضور على الرقابة العسكرية في المناطق المحتلة ..!
- منح الكاتب شاكر فريد حسن درع -المثقف- للثقافة والادب والفن
- دور الادب في معركة بيروت ..!
- 31 عاماً على الحرب العدوانية ضد لبنان ..!
- 46 عاماً على النكسة والهزيمة العربية..!
- في التجربة الثقافية الفلسطينية تحت الاحتلال ..!
- حيفا عروس البحر ونبض فلسطين
- النكبة في شعر جمال قعوار
- طوبى ليارا عباس شهيدة المعركة ..!
- يافا عروس فلسطين..!
- صرخة سامية فارس ومأساة المبدع الفلسطيني ..!


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - سقوط حكم الاخوان وانتصار الارادة الشعبية ..!