أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لّطيف - الثورة الثورة , الوطن الوطن , إنتحار مواطن ليبي .















المزيد.....

الثورة الثورة , الوطن الوطن , إنتحار مواطن ليبي .


علي لّطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 07:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة الثورة , الوطن الوطن , إنتحار مواطن ليبي . *
يمكن لي ان ابدأ هذا المقال بتعريفات ركيكة و معروفة عن المواطن الليبي , لكني سأبدأ هذا المقال بسطرين او أكثر يمكن لكم ان تضعوها تحت فئة اقصر الملاحم الحديثة في تاريخ حضارات شمال إفريقيا .

" كان يوجد شابٌ صغير ذو ثمانية عشر ربيعأ , عندما إستقلت هذه الارض في 1951 هتف مراراً تكراراً للملك عظم الله شأنه كما كانوا يقولون , علق هذا الشاب صورة الملك علي " حانوته " لمدة 15 عاماً , إلي ان جاء حاكمٌ جديد فهتف له هذا الشاب الذي اصبح رجلاً آكثر مما هتف للملك , مزق صورة الملك و شبهه بإبليس , و في حانوته علق صورة المنقذ الكريم عظم الله قوميته و عمامته كما كانوا يقولون , بعد ما يقارب من 40 سنة جاء حكام جدد , فهتف الرجل الذي اصبح شائباً و متقوس الظهر و المنكب لهؤلاء من جديد " قدس الله وطنيتهم كما كانوا و مازالوا يقولون " , و مزق صورة الحاكم القومي القديم و علق شعارات الحكام الجدد كما فعل من قبل . "

لم يولد المواطن الليبي مثل الامريكي او الكندي في بلد يحده دستور غني بالحقوق و يضع الديمقراطية كأول هدف يصبو له أي سياسي شريف و لا تعددية شاملة تُضفي عدة ثقافات تثقل المجتمع إيجابياً بالنشاطات و المعارف و الفنون , ولد هذا المواطن في ظل ثقافة قروية بدوية "و مازال يولد " , لم تكن ثقافة مدنية , و لو تواجد المعمار المدني و مظاهر المدنية , فهذا لم يصنعه الليبي , بل صنعه المستعمر الاول اول مرة , و الثاني مرة آخري و الثالث مرة آخري , و العامل الاجنبي الافريقي و العربي مرة آخري و ربما اخيرة , إلي ان تبني الليبي ثقافة ان هذا الوطن ليس وطني , فهم سوف يبنون و هم سوف يعملون و ما علي إلا ان اكون موجوداً , فانا فقط ابني بيتي و أنظفه , فهذا هو وطني , و لكن علي ان أتظاهر انني وطني من امساعد لنالوت و انه اغلي ما املك و أطعن في اي احد يشكك في وطنيتي , و ابسط و افقر مثال أن اغلب معمار ليبيا الذي بُني بعد الفترة الإستعمارية هي مجموعة طرق وبعض المباني و بعض الاماكن الأثرية المرممة ترميماً رخيصاً لا يصلح لبيت كلب في أحد المزارع , و لا ننسي بالطبع المنازل العشوائية التي تُبني الي حد اليوم .

هل نضج المواطن الليبي بعد فترتين من الإستبداد ؟ ما تعريف الليبي لكلمة إستبداد ؟ في المفهوم العام لهذه الكلمة لم تكن الملكية إلا نوعاً من انواعه و لم يكن حكم الحزب الواحد إلا نوع من أنواعه ايضاً , فتخوين الكلمة كأول و تجريم حرية الفكر و التعبير و منع اعطاء المواطن حقه الطبيعي في المشاركة في الحياة السياسية يعتبر من اسس الاستبدادية , و لكن للاسف علي الرغم من وضوح و قوة الإعلام و وسائل الاتصالات في العالم و سهولة الحصول علي المعلومة العامة , مازال المواطن الليبي لا يفقه معني ان يكون مواطناً اسوة بغيره من المواطنين من وراء البحار , فلازال كما كان اجداده القرويون " الذين لا نطعن في شرفهم و كرامة اصلهم بالطبع " يسعي وراء الأكل و الشرب و الملبس و المركوب و البيت او بكلمة واحدة المال , يري هذا المواطن ان الاستبداد هو ان يكون فقيراً معدماً , لا ان يكون محروماً من التفكير و التعلم و العيش إنساناً لا كائناً غريبا عن عالم هذا اليوم .

مما يتركب المواطن الليبي سيكولوجيا ؟ اله سيكولوجية معينة يتبعها ؟ , يمكن ان نضع اجابة بسيطة لهذا السؤال المحير , و تكون هذه الاجابة مبتدئة ب "الشيزوفرينيا – Schizophrenia ", هذا المرض النفسي الذي يوصف صاحبه بإنفصام الشخصية أحد اسبابه هو زيادة هرمون " السيرتونين – serotonin " الذي يفرزه الجسم طبيعياً , يمكن ان تكون هذه الزيادة بسبب زيادة معدلات إستهلاك اللحم اي البروتين , زيادة التوتر و الإرهاق و الضغط و كذلك الاورام , لو رفضنا هذه النظرية "البعيدة الصواب و السوية " ان سبب الشيزوفرينيا المنتشرة سبب علمي , فلن يتبقى لنا إلا سبب آخر اي السبب النفسي , ما الذي يدعو الشخص الي مناقضة نفسه ؟ ما الذي يجعل الليبرالي الليبي الذي يسعي لتحرير المرآة من " انقبت " اختيه ؟ , ما الذي يدعو الإسلامي الليبي الذي يسعي لتطبيق الشريعة من ان يستخدم " الكذب و القتل و المناكحة " في سبيل تطبيق هذه الشريعة ؟ ما الذي يجعل اصحاب السلطة من الملك الي العقيد إلي السلطويين الجدد من مناقضة انفسهم ؟ ما الذي يجعل المواطن الليبي ان يقول كلاما و يفعل نقيضه ؟ , الاسباب صعبت علي من كثرتها , فيمكن مثلاً تضمين القيود كسبب رئيسي , من الدين و المجتمع و الحاكم و حكمه و الشعور بالفشل , فلا يمكن مثلاً لخطيب جامع ان يجاهر بحبه للشرب , عندها سيتم تصليبه من قبل المصلين الذين كانوا امساً سكاري , و مثلاً آخري لا يمكن لشخصية إجتماعية ما ان تجاهر بانها لا مشكلة لديها مع المثليين مثلاً , عندها سيتم تصليبها من قبل المواطنات الذين كانوا أمس في حفلة "اورجي - Orgy " في احد فنادق العاصمة, و لا يمكن مثلاً آخيرة ان يجاهر الحاكم و السياسي بانه مخطئ في آمر ما , عندها سيتم تصليبه من قبل السياسيين الذين كانوا أمساً مخطئين أكثر منه . لربما يكون " الخوف " هو ما يجعلنا وراءاً , خوفنا من ان يكون لدينا راي ما , خوف علي تلاث محاور و من عدة قيود و من جلادين هم نحن لا غيرنا , خوفٌ يجعلنا نتحول تدريجياً الي مرضي بجنون العظمة و الصواب الاعمي .

قد اعلن المواطن إنتحاره منذ عدة سنوات , منذ ان سُرق منه صوته , و منذ ان تركهم يسرقون صوته ,و لربما لا يمتلك الليبي صوتاً لكي يُسرق , احياناً لا اري إلا بشراً هائمين لا يتكلمون و لا يسمعون , في وطن و بثورة لا يمتلكهما مواطن ليس له صوت و لا حرية عقل , كأننا في فيلمٍ لهيتشكوك او اضغاط آحلامٍ لوودي ألان او حيوانات في احد روايات اورويل . متي سيستقيظ الليبي , هذا ليس السؤال , هذا طلب إجابة , نحن مازلنا نطلب و هذا لن يقودنا إلي اي شي سوي الي إنحطاطٍ اكثر مما نحن فيه , بالاحري يجب ان نسال انفسنا و بعضنا و نسأل كل ما يقابلنا من جمادٍ و حيوان , كيف يمكن ان يتغير الليبي ؟

تساؤل :- *
اتسائل , ربما يبدوا تساؤلي غريباً بعض الشي , لو عاد الملك الي الحياة و كذلك العقيد الي الحياة و دخل الاثنين و معهما أحد من الحكام الجدد و اضفنا بعض الملح علي هذه الخلطة "الصامتة " و أضفنا مواطن مثل باقي المواطنين , من سيفوز بالانتخابات ؟ أظن ان رواد حقبة الملك سيصوتون للملك و رواد حقبة العقيد سيصوتون للعقيد و رواد الحكام الجدد سيصوتون للحكام الجدد , و المواطن المرشح لن يتحصل علي أي صوت حتي صوته هو , فقد قرر في حجرة الاقتراع أنه لن يصوت لنفسه و انه لن يصوت لأي أحد , قائلاً في قرارة نفسه " أصلاً الإنتخابات مزورة . "



#علي_لّطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزء من النص مفقود , كلمة من حرفين. ما يسمي فناً .
- مجرد ارقام إنسانية ليبية ( وطن محترق ) .
- طابور - الخلاص - في نهاية شهر خدمات تطوعية . ( سرد ليبي عامي ...
- الطلاب مازالوا نائمين .
- ليبيا , إلي أين ؟
- المدينة الفاضلة .


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لّطيف - الثورة الثورة , الوطن الوطن , إنتحار مواطن ليبي .