أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - - الإفلاس - هو الدافع لإعادة النظر بالماركسية















المزيد.....


- الإفلاس - هو الدافع لإعادة النظر بالماركسية


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 20:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ومازال المفلسون يكتبون حول إعادة النظر بالماركسية من دواخل المكاتب المبردة بهواء "السبالت" والتبريد المركزي مع وجبات شاي "اللبتون " أو الكوكا كولا المثلجة مع النظر إلى حسناوات المذيعات من شاشات القنوات الفضائية التي تبث صورتها بطريقة الأبعاد الثلاثية للصورة .
وراح هؤلاء يتفلسفون على هواهم بكلمات خواء تريدنا تصديق أن "لينين" كان كارثة على الماركسية لأنة شوه صورتها المجيدة وجعلها أقنوم مجرد وعقيدة دينية مجه .
ووصل الأمر بهولاء الخونة إلى محاكمة ماركس غيابيا لأنة أخطا بوصف جدله بالمادي والتاريخي .
وأصبح "انجلز " عند بعضهم أعجميا على لغته الألمانية الأم لأنة قدم ترجمة سيئة لهيجل متناسين أنة واحد من تنظيم الهيجليين الشباب " وومن عاصروا هيجل نفسه .
وطلبوا بترجمة جديدة وعناوين أخرى مثل " نظرة إلى التاريخ " و " طريقة جديدة في فهم نظرية المعرفة " .
حتى وصل الأمر في آخر الأمر بالأحزاب الشيوعية التي كان هؤلاء المرتشون أعمدتها الرئيسية ومنظريها إلى دخول الانتخابات بمسميات جديدة تحمل أسماء تيارات ديمقراطية بعدما أصبحت الشيوعية عارا عليهم .
وظهرت للعيان كتابات هؤلاء المنظرون الجدد بمطبوعات ملونة فخمة بعد أن نالوا الشهادات العليا ومسكوا المناصب الجديدة في أقسام الكليات .مديريات الوزارات إلى تقديم برامج الفضائيات بتقنية الديجتال وإدارات دور النشر الجديدة ونالوا أجورهم الهائلة بكاش الدولار وتناسوا سوابق أيامهم زمن الستينات والخمسينات بعدما ملئوا الأرض ضجيجا بعبارات مثل : -
"الثورية . التقدمية . أقامة الوطن الاشتراكي . الجدل المادي الثوري . الحتمية الثورية "
وطالبوا بنسخة ماركسية محدثة على طريقة تحديث البرامج العاطبة بطريقة الانترنت بعد الضغط على زر "UP DATE" ليكتمل نموذج جديد جاهز للعمل .
نموذج جديد يظهر فيه " لينين " محرفا للتاريخ والرأسمالي نبيلا شريفا بعدما أعلن أخوته مع الطبقة العاملة ودخل معها في حلف ليبرالي مقدس .
صورة جديدة تتبرأ من أكتوبر وتجرم رجالها وتصفها بأنها كارثة على التاريخ بعدما بدأت تلوح في أفق الفضائيات إعادة الاعتبار للقيصر وعائلته الكريمة المقدسة التي أبادها مجرموا أكتوبر .
وهكذا انتهى دور الماركسية الثوري في عالم الليبرالية الممزوج بعالم الستلايت والانترنت والمعلومة المنفلتة وظهر ماركس مجنونا عندما كان يكتب مقالاته التي يدعوا فيها بانتقاد لا هوادة فيه لكل ما هو كائن في مجتمع البرجوازية الليبرالية بما في ذلك "الانتقاد بالسلاح" وأنة توجه بندائه هذا إلى كل الجماهير و البروليتاريا .
وأنة كان يتسلى مع" انجلز" بتنظيم الجماعات الثورية من باريس التي طردته من أراضيها لخطرة الشديد على نظامها الليبرالي البرجوازي فشد الرحال نحو بروكسل لينشا الجمعيات السرية وعصبة الشيوعيين وينظم الاجتماعات الهائلة المنادية بتنظيم وحدة العمال من قلب عاصمة الضباب التي توجها بأشهر بيان في التاريخ مع رفيق عمرة انجلز الذي صاغ المترجمون آخر كلماته المنادية الملتهبة بالثورة بتلك العبارة الشهيرة :-
" يا عمال العالم اتحدوا "
"لأنكم باتحادكم لن تخسروا شيئا سوى الأغلال لتربحوا عالما بأسرة ."

وأنة في سبيل مبدئه العظيم عاش الفقر المدقع وهو الحامل لشهادة الدكتوراه منذ ال20 من العمر وكان باستطاعته أن يجلس على كرسي الأستاذية للفلسفة في أكثر المعاهد العلمية من برلين إلى لندن لو أراد لكنة فضل عيش الكفاف والعمل كمراسل بسيط لإحدى الصحف الأميركية وكان يقف مع أطفاله على قدميه فوق أرضية المسرح لأنة لا يمتلك النقد للجلوس على المقاعد الوفيرة الفارهه ليشاهد مع أطفاله مسرحيات شكسبير .
وفقد أطفاله واحدا تلوا الآخر "بالنيمونيا" لكنة بقي عنيدا متمسكا بكل ما قاله وامن بة بان هذا العالم السائر على رأسه مقلوبا لابد أن يعتدل في يوما ما .

وانتهى ماركس ولم يرى ثمار أشجاره حتى ظهر لينين على مسرح التاريخ وبدا بإعادة تنظيم نظرية ماركس لكشف وإيجاد وتقوية نقاط الضعف فيها واتجه لطريقة جديدة في التنظيم بعد ظهور البوليس السري والأحلاف الدولية الجديدة وتغيير طرق الإنتاج بظهور الدولة الحديثة بعد ظهور وسائل إنتاج جديدة وتغير الزمن من عهد ماركس .
لم يتفلسف لينين ويكتب مثل هؤلاء الأغبياء المرتشون من دواخل المكاتب بعدما أكلت المنافي والسجون نصف عمرة واكل نصف عمرة الآخر التخطيط لخلق عالم أفضل حتى حرمته الدنيا لطول المسيرة نعمة الأطفال مع كروبسكايا ولولا لينين وانتصاره العظيم لما عرف التاريخ الماركسية وماركس كما يعرفها الآن ولكانت نظرية بسيطة يمر عليها الهامش مرور الكرام .
يتناسى خونة ماركس ولينين أن دولة العمال أو النظام الاشتراكي ببساطته لا يمكن لها أن تقوم بالتنظير المجرد وكلمات جوفاء حتى ولو بدلنا كل المقولات واستبدلناها بأخرى .
لأنهم يصدقون بغباء أن الطبقات الأخرى العائشة على جهد العمال ودمهم سوف تستقبل طبقة العمال والكادحين بالورد لو أنها فازت بانتخابات الصندوق الليبرالي وورقة الاختيار ودخلت البرلمان البرجوازي بالظفر .
وان هذه الطبقة سوف تحقق آمال العمال وتجبر السلطات الماسكة لمقاليد الأمور على تخفيف ساعات العمل إلى نيل العمال حقوقهم المهضومة حتى إقامة الدولة الاشتراكية التي ستضرب بقوة مصالح البرجوازية الرثة وتلغي قوانين الخصخصة ونظام السرقات الممنهج لللوبيات ولصوص الشركات الاستثمارية بدون الصدام مع مليشيات الليبرالية وفرق الموت المنظمة التي ستظهر على الساحة معززة بقوات الجيش التي ستقصم ظهر العمال وكل المنادين بالإصلاحات بقوة السلاح .

ولو كان الأمر بهذه البساطة لما نزل ثوار أكتوبر إلى الشوارع ليواجهوا خصومهم بالسلاح الأبيض بقتال شوارع مميت بدئا من بتروغراد حتى موسكو يطهرونها شارعا فشارع بقتال دامي وانتزعوا المؤسسات الحيوية من عيون الخصوم بسرايا وفصائل فصائل الحرس الأحمر التي وصل تعدادها إلى ما يقارب ال500000 مسلح .
ويتناسى هؤلاء المرتشون اليوم دور قوى الرجعة من الليبرالية البرجوازية وكيف تتكون لمناوئة النظام الجديد الذي يسلبهم ما يملكون وكيف تشكلت قوى الثورة المضادة باتحاد اليونكر . القوازق مع قوات كيرنسكي والجنرالات الروس دينيكين . اورانجل . واتلكسييف الذين شكلوا الجيش الأبيض إضافة إلى قوى التدخل المدعوم من أميركا بريطانيا ألمانيا بولندا ايطاليا واليابان التي استولت على فلاديفوستك في الشرق .

لو أراد ماركس ولينين الدخول في برلمان البرجوازية الليبرالية لجلسوا ولما ظهر البيان الشيوعي ورأس المال وثورية لينين إلى عالم التاريخ ولانتهى أمر الماركسية منذ القرن الثامن التاسع عشر .
لكن ماركس ولينين يعرفون جيدا غش وكذب هذه الليبرالية الوقحة وكيف أبادت جيوشها المنادية بالديمقراطية ثوار الكومونة .
يقول التاريخ إن جيوش البرجوازيون الفرنسيون أصحاب الليبرالية ومهد الديمقراطية قتلوا أكثر من 170000من العمال واقتادوا الأطفال والشيوخ والنساء الحوامل وربطوهم وراء الخيول وبقيت لحوم الثوار ممزوجة بتراب الشوارع وسمر الرصاص الباقون على الجدران وبقيت جثثهم على المتاريس في شوارع باريس الليبرالية .
ربما يتعجب هؤلاء المرتشون تحت تأثير الدولار و مباهجه فاتفقوا أن التاريخ انتهى مع فوكوياما بانتصار الإنسان الأبيض وديمقراطيته المحمولة على حاملة الطائرات .
لكن التاريخ يصف هؤلاء بالوهم لو أن هذا الليبرالي الحقير استشعر الخطر المحدق الذي يهدد مصالحة فأنة سرعان ما ينقلب على كل مبادئه التي سنها بالوثائق من حقوق الإنسان وحريته ليعيد صراع الكاثوليك والبروتستانت في شوارع أوربا وأميركا لو اقتضى الأمر كما أعاد التاريخ إلى بدايته في قلب أسيا وإفريقيا بصراع السنة والشيعة والسلف والخلف .

يريد منا هؤلاء المرتشون أن نصدق مقولاتهم الرثة لنبدأ تاريخ جديد عمادة الكلمات متناسين بغباء بان كل المقولات التي تدخل أسماعنا والثقافات التي نحملها ما هي إلا مقولات أقرتها السلطة ورسخها سير الزمن فلا وجود لشي حقيقي في التاريخ وان كل المقولات بدئا من السلطة . الحقيقة . الله . الفرد . الحكومة .المقدس .المدنس مقولات نسبية لا تؤكد حقيقتها بذاتها بل إننا نستطيع صنع ما نريد لو أننا مسكنا مقود السلطة قبل أن نردد مقولات الليبرالية مثل الببغاوات
عالم ماركس ولينين لا يمكن أن يكون وصفة جاهزة تأخذ من أوراق خرقاء بتغيير الكلمات مثلما يريد أن يمليها علينا الخونة المرتشون بإعادة قراءات مزورة يسفهها التاريخ مثلما يقول المتنبي في بيته الرائع :-.
" تريدين إدراك المعالي رخيصة َ..... ولابد من دون الشهد من ابر النحلِِ"

بل هو العالم الذي لابد من قيامة أن تخوض الطبقات المسحوقة هول يوم قيامة مشهود أيسره أن تتساقط فيه الرؤوس وتتقطع فيه الأيدي .



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نبني جهاز مخابرات علمي ذكي ومتطور ؟
- تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها ...
- تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها ...
- يا حسافة - ضاع أبو جاسم هو ولواعيبه -
- هل تنهي الكارثة العراقية - ب- ملجة مومن - ؟ ...1
- يا مشايخ الدين . انتم آخر من عرف الله
- مقترح لحل المأساة العراقية
- في حقبة هزال التاريخ : -الحملدار- ينتقد ستالين
- أي أسلام هذا الذي وحد العالم يا عبد الحميد الصائح ؟
- هكذا قلنا سابقا -- ماذا لو كان الجيش العراقي في ميدان التحري ...
- ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -
- اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان
- بمناسبة ال9 من نيسان . كان الأفضل للعراق وأهلة أن يتحول إلى ...
- ماذا لو حكم الشيوعيون العراق ؟
- أبرامز : حررتنا من فكر العمامة قبل قيد البعث
- ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
- من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت ...
- غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص ...
- وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
- أكاذيب خروتشوف ج 2


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
- تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا ...
- برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
- إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات ...
- المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان ...
- استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س ...
- استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
- جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل ...
- إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
- إضراب عمال “النساجون الشرقيون”


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - - الإفلاس - هو الدافع لإعادة النظر بالماركسية