يوسف غنيم
(Abo Ghneim)
الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 11:20
المحور:
الادب والفن
الصمت ماذا بعد...................
وقف صامتا يلعن الدنيا ، لا يقوى حتى على السباب العلني ، تقاسيم الوجه العينان الشريدتان ، حالة اللاوعي التي ترافق تصرفاته ، كل ذلك جعلني أقف أمام ما يمر علينا .
لا أذكر أبدا أنني قلت كلمة جارحة جعلته يكره الدنيا ويعتزل البوح بما يمر عليه ، يتبنى الصمت ليكون التعبير الأشد على خصام لم يقرر بوعيه بدأه , بدء عفويا ونمى في سياق حالة التراجع التي تشهدها حالة الحضور التي نعيشها حتى بات التراجع عنه صعبا .
تحول الزمن إلى عامل هدم لما شيدناه خلال الأيام السنين الأعوام الماضية ،هي ما أذكر من حياة عشت لها عمري كله ، أصبحت كل دقيقة تمر علينا بما تحمله من تعقيدات عقبة تزيد الوضع تأزما وتعقيدا ، تحجب كلماته التي تراجعت إلى النصف بعد أن أصبحت ربع ما يحدثني به خلال إجتماعنا سويا على إرصفت الأيام .
للأيام طرق وعرة نعبرها إختياريا للوصول إلى الغد الذي نحلم به ، عندما تغلق المسارب إلى الطرق الأكثر وعورة نلتقي على رصيف المكان الذي يفصلنا عن سياق الزمن لنسرق لحظة أمل تدفعنا إلى الولوج إلى دهاليز السراب في متاهاته التي لا توصلنا إلا إلى نقطة الإنطلاق .
حاولت تجاوز اللحظة وإستبدالها بلحيظة تخفف ثقل الحالة التي تلقي بكل ظلالها علي ، لم أستطع فإلتزمت الصمت .
هل كنت أنا أم تحولت في ثنايا روحي لما يشبهه ، فضلت الصمت خوفا من تحويل كلماتي التي جمعتها من بواقي الصور الجميلة التي رسمناها سويا الى صنم أبكي تحت قدميه دون أن يفقه عمق ما أحمل من حنين الى لحظات الوجد التي ما زالت تعتريني رغم حالة الصمت التي تسود بيننا .
أكره الصمت رغم عمق دلالاته وأتجنب البوح بما في داخلي خوفا من عجزي من أستنطاق اللغة التي لا أعرف أبجدياتها بعد .
أظل أعانق طيف الكلمات عبر ورقة هي التي تحمل ما لا أستطيع حمله في لحظات هروبي من الصمت الى الصمت .
#يوسف_غنيم (هاشتاغ)
Abo_Ghneim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟