أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - يوميات مدينة (4)














المزيد.....

يوميات مدينة (4)


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


يوميات مدينة/الجزء الرابع
عبد الستار نورعلي

* الثلاثاء 12 أبريل 2011
الساعة 12.00/ المكتبة العامة

أغبرتِ السماءُ هذا اليومَ دفئاً
وهواءاً ساخناً مثلَ رياح البيدِ
عند حافةِ المدينةِ الغارقةِ الوجوهِ
في الطوفانِ
كيفَ نمسحُ الغبارَ عن عيوننا ؟

في المكتبةِ،
في معرض اللوحاتِ،
البولنديُّ الفنانُ والمعلّمُ والتلميذَ ينحتانِ،
منْ طينِ هذي الأرضِ سلحفاةً وبيضَها،
صغيرُها يبتسمُ، الخطوطُ فوق الظهرِ
تقصرُ أنْ تبلغَ في النهايةِ الحدودَ
حيث النبعُ.*

السرابُ في النهايةِ،
والرملُ ظلٌّ تحت ظلّ البيضةِ،
والوجهُ ظلالٌ في الظلالْ.

أأنا أمشي ببطء،
أقفُ اليومَ على الصورةِ
منْ غير ظلالْ ؟

أنزعُ عنْ عينيْ غشاءً
من سنين القحطِ
فوق المسرحِ الجوّالِ،
والجمهورُ منْ قمةِ رأس القصةِ
حتى أخمصِ النهايةِ المحبوكةِ الفصولْ.

في الشارع الواصلِ بين سريريَ المهتزّ
والمكتبةِ العامرةِ الهازّةِ للرأس
سُلَحْفاةٌ منَ النومِ بظلٍّ زاحفٍ
نحوَ شروقِ النفَسِ الأخير.

أُشغِلُ كرسيّاً... وهزاتٌ ...
وأقدامي جذورٌ طالها الإسفلتُ،
فاشتدّ سعالي
منْ هواءِ الغابةِ العمياءِ
عند الخطّ في نهاية الرحلةِ
تلكَ الغائبهْ.

أوصلَني الدربُ الى الحافّةِ
حيث العالمُ المرئيُّ منْ ثقبٍ
وفي العينينِ أضيقُ
من نقاطِ أواخرِ الأسطرِ
في خاتمةِ الفصولْ.

* اشارة الى معرض لفنان بولندي وتلميذه، ولمنحوتات من الطين لسلحفاة وبيوضها في المكتبةِ.


* الخميس 21 نيسان 2011
الساعة 12.30 /المكتبة العامة

الصمتُ هنا عزفٌ منفردٌ .

هل تنهي سيناريو الأوتار؟

السيناريو بانوراما
لكواليس مناخ اللوحةِ.

الأوتارُ تُغني:
ارجعْ خلفكَ.
قلِّبْ ما اسطعْتَ فصولَ الصيفِ
وحرارتَهُ.

كانتْ تلكَ الشمسُ
مثلَ عمودِ المعبدِ راسخةً
في قلبِ الصورةِ.

أرغبُ أنْ أنهي مراجعتي.
فالعَودُ على البدءِ ثباتٌ.
والمتحرِّكُ
أنْ تسمعَ موسيقى الصخبِ.

الموسيقيُّ الصاخبُ مشروعُ الحزنِ.
هل تبحثُ عنْ أوتارِ الليلِ ترافقها
حتى أرجوحةِ آخر هذا الصمتْ؟

البنتُ التجلسُ قُدّامي
تقرأ... تكتبُ... وتفكّرُ...

البنتُ هناكَ تنامُ على
أوتارِ الصمتِ وتشتعلُ.

فكّوا قيدَ الصوتِ الساكنِ
في الأوتار.

حرُّ الأيامِ الماضيةِ يمرُّ
عبرَ الأسطرِ وأصابعِـهِ.

ثقبُ الأوزون يذيبُ الباقي
مِـنْ توق الرغبةِ
لحرارة تلك الأيامْ.

الأيامُ تداولُـنا.
والدولة مركبُها صعبٌ.

الشاربُ كأسَ نمير النبعِ
يترنّحُ منْ صخبِ السُكْرِ
للدولةِ أيامَ القيضْ.

الفرحُ يودّعُ كأسَ الجالسِ.
لم يرمِ شِباكَ الضحكِ
على الشفتينْ.

جفّتْ عيناهُ من التحديقِ فينتظرُ...
لحظةَ فرحٍ تسكبُ ظلَّ الفرحِ.

يشربُ فنجانَ القهوةِ،
يمتزجُ بدخانِ سجارتِهِ،
يتأوّهُ مصبوبَ القلقِ.

يقفُ ببابِ المندبِ.
يندبُ صخبَ البحرِ.
اليمنُ الكانَ سعيداً
أمسى في غايةِ فقدانِ الوزنِ،
يقفُ...
يبكي حظّ الفرحِ العاثر.

ليس الفرحُ الغافي مَيْتاً.
لا تنعَ نضارةَ أيامِـهْ.
ليس الفرحُ الغافي مَيْتاً.

يتخفّى في وترِ الموسيقيِّ العارفِ
فنَّ الشدِّ والاسترخاءْ.
يتزيّا كلماتِ العشاقْ،
ورهافةَ شاعرنا الغافي.

عبد الستار نورعلي
اسكلستونا/السويد



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونولوج
- Windows 2000
- مقاطع شعرية مختارة
- قصيدة للشاعرة بوديل مالمستن
- الشاعر ماي تشنغ
- قصائد لتوماس تيدهولم
- الشاعر الغجري لايوس رافي
- يوهانس آنيورو
- رفقاً بالعظام !
- من سيرة رفيق الدرب
- يوميات مدينة/الجزء الثالث
- سقوط الكلمات المسروقة
- قرأتُ كثيراً
- الميناء
- الزحف
- آني أمك يا شاكر
- سيدتي بغداد
- الساحات ملأى بالخيل وأزهار الشوق
- وصايا داخلية
- من سيرةِ داوود سلمان


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - يوميات مدينة (4)