ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 1186 - 2005 / 5 / 3 - 14:08
المحور:
الادب والفن
كالرعد دونما سابق إنذار, صعقَ سؤالي الصغيرة:
- ما رأيك باليهود ..؟!
* في منهم ناس مناح وفي منهم لأ ..
- كيف ..؟!
* أصحاب بابا مناح ..
- ومين اللي مش مناح ..؟!
انطلقتْ خيولُ الغضبِ في براري الحسرة:
* الجيش .
حدقتُ في زرقة عينيها. ثمة موجة عالية تقترب , تقترب ..
أكادُ أغرق , أصابُ بالبلل ..
حشرج صوتي بسؤال:
- ليش ..؟!
انطلقت مُهرة ً في براري البراءة:
*لأنهم يقتلون. مثلا , الجيش أخذ بيت عمتي(أمل) لمّا كانت ساكنة في هاي
,, شو اسمها ..قرط ..؟!
- اقرط وبرعم .
* أيوة ..
- من أخبرك ؟؟
انهمرتْ بغضب:
* ماما قالت انه مرّة كانت عمتي (أمل) ساكنة هناك , والجيش قالوا لها اطلعي من بيتك ومنعطيكِ اياه بعدين وما أعطوها .
- ليه ..؟!
* شو بيعرفني ..!! إنتِ بتعرفي ..
تعلقتْ نظراتها ببراءة الثمانية سنوات , كالدلو بحبل في عينيّ.
تحركت الرواسب في بئر الذاكرة . ارتفعت ..فاضت .. تمخضتْ عن ألم ..
هربتُ من حصار عينيها ..
هربتُ من ثقتها بي كصديقة لوالدتها , أتتها لتطرح عليها بعض الأسئلة بخصوص استفتاء عن النظرة المسبقة للطفل الفلسطيني لليهودي.
.الى الأفق هربتُ من دمعة فرّت حارقة كالسوط لاسعة , عمرها بعمر النكبة: خمسون عاما ...
ولم يعلم أحد ..ولم يسمع أحد .. ولم يرَ أحد , هل رأى أحد ..؟!
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟