مجدي محروس عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 13:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتوقع المراقبون ان تزداد حدة التظاهرات في جميع ميادين مصر وامام مقر الرئيس المصري محمد مرسي
للمطالبة "برحيل النظام" ويتوقع البعض ان يستمر الصراع فترة طويلة خاصة اذا رفض الرئيس المصري مطالب الجماهير الذيتن احتشدوا باعداد كبيرة تزيد عن العشرة ملايين
وقد تسوء الأوضاع ويتم استخدام العنف وهذا امر غير مستبعد وتنزلق البلاد الى حروب أهلية (استخدام صيغة الجمع مقصود)
وما يهمنا هنا رصد النتائج والتداعيات اذا حدث هذا بالفعل
وبمطالعة سريعة لخريطة مصر نجد ان معظم السكان يتركزون في مدن وقرى حول نهر النيل في
شريط صغير وسط صحراء من الجانبين وهذا الوضع الديموجرافي "الصعب"
يعقد الوضع تماما فمثلا اقرب مدينة اجنبية بردية (ليبيا) تبعد عن القاهرة 704 كيلومتر
وتبعد القاهرة عن رفح بحوالي 350 كيلومتر
بينما تبعد حمص السورية عن اقرب مدينة لبنانية "بينو" حوالي 70 كيلو متر فقط
أي انه سوف يستحيل في حالة حدوث حرب اهلية لجوء المصريين الى اية مدن خارج مصر
مما يعقد الوضع ويزيد الامور صعوبة , ذلك بالاضافة الى تعداد السكان الهائل –عدد السكان في مصر
يبلغ حوالي 90 مليون نسمة-الذي يستحيل
على اية دول ان تتحمل عواقب استضافة ربع هذا العدد وعلى هذا سيكون خيار البقاء هو الخيار الوحيد
المتاح وتحمل العواقب وتشمل العواقب الامن و توفير متطلبات الحياة من ماء وطعام
بالرجوع الى التاريخ نجد ان اكبر المجاعات حدثت اثناء حكم المماليك
وكانت بالقسوة التي جعلت المصريين يأكلون القطط والكلاب!!
فاذا كان السابق هو نبذة عن التداعيات الانسانية للحروب الاهلية في مصر
فالنسبة للتداعيات السياسية فهي تشمل
انتهاء دور مصر الحضاري والسياسي في المنطقة لتهيمن عليه اسرائيل لمدة 50 عاما على الاقل
تدمير ونهاية القضية الفلسطينية الى الابد –حيث بضياع مصر ضاع
الحليف الكبير والظهير الكبير للفلسطنين –بالاضافة الى حالة العداء التي سوف(الان موجودة وتنمو باضطراد)
تنشب بين غالبية المصريين والشعب الفلسطيني بسبب اشتراك فصائل اسلامية فلسطينة
في النزاع القائم في مصر(بافتراض دخول الفصائل الفلسطينة الصراع وهذا هوالمحتمل )
احتمال نشوء دويلات صغيرة نتيجة الصراع مثل النوبيين في الجنوب حيث ستذكي دول هذا الانفصال والاقباط في الشرق
حيث لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع وحيث ان تحالفهم مع القوى المدنية سيجلب انتقام الاسلاميين(الذين يكرهون اساسا الاقباط بسبب عقيدتهم)
ان صراع سياسي عسكري في مصر لا تملك مصر القدرة على تحمله
سيكلف مصر كثيرا وبخاصة باقتصادها الحالي المتدهور ومشاكلها الداخلية
المتزايدة –لذلك يجب تضافر الجهود وتجنب الوقوع في حرب اهلية تأتي على الاخضر
واليابس , ولن تعبر مصر بسلام الا من خلال الحل السلمي الديموقراطي الذي يقبله الجميع
#مجدي_محروس_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟