أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف حتاتة - عن حال العرب في ظل «الفوضى الخلاقة»














المزيد.....

عن حال العرب في ظل «الفوضى الخلاقة»


شريف حتاتة

الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء اليوم الذي أطلقت فيه كونداليزا رايس، ربيبة شركات البترول العملاقة، ومستشارة الأمن القومي في عهد الرئيس بوش الابن وصف «الفوضى الخلاقة» على الحال التي نشأت في البلاد العربية، ربما لأنها رأت فيها المرحلة التمهيدية لولادة مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي تبلورت خطوطه العامة في وثيقة وضعتها مجموعة من المحافظين الجدد، لكنها لم تلق الاهتمام، إلى أن وصلت العناصر الرئيسة فيها إلى الحكم تحت إدارة بوش الابن. ففي 20 آذار (مارس) 2003 شنت أميركا حربها على العراق فقضت على نظام صدام حسين، وعليه هو شخصياً. اليوم كيان العراق كدولة صار مهدداً، ومع ذلك تُمارس شركات البترول استغلالها لآبار النفط الغنية، وكأنه لا يحدث شيء. ينطبق هذا، في حدود، على التطورات التي حدثت في ليبيا منذ اندلاع الثورة على القذافي، ونظامه يوم 17 شباط (فبراير) 2011. في ليبيا اليوم، استشرت الانقسامات والمنازعات، وتدهورت الحال الأمنية، ومع ذلك تستمر الشركات العملاقة في ضخ، وفي تجارة، البترول من دون أن يعوقها عائق. وفي ما يتعلق بسورية يمكن أن يكون الوضع مختلفاً. مع ذلك هناك أوجه للشبه كبيرة. الولايات المتحدة الأميركية، ومعها بلاد الاتحاد الأوروبي كانت تسعى منذ زمن إلى التخلص من بشار الأسد، ونظامه البعثي، ليس لأنه يقهر الشعب السوري، ويُخضعه لقهر لا يراعي فيه أبسط الحريات، والمبادئ الإنسانية، لكن لأنه كان يقف عقبة في طريق تنفيذ مشروع الـشـرق الأوسـط الجديد، ويتخذ بعض المواقف ضد سياسة إسـرائيـل، وضـدـ الصلح معها، حتى وإن اتـسمت بالتردد، وبـمقدار كبـير من الانتـهازية.

لكن بلاد الغرب وحلفاءها لم يتمكنوا حتى الآن من القضاء عليه، من طريق التدخل العسكري المباشر بسبب معارضة روسيا والصين، ولأسباب أخرى مثل المنازعات القائمة في التحالف الوطني المعارض لبشار، وتغلغل التيارات الإرهابية في صفوف ما يُسمى بالجيش الحر بمساعدة بعض الدول العربية.

في مصر أيضاً حدث انقسام واستقطاب حاد هذه المرة بين نظام الحكم «الإخواني»، وبين المعارضة المنظمة وغير المنظمة، وهي معارضة يتشكل قلبها من الطبقة الوسطى، وأساساً من الشباب الذين نالوا قسطاً من التعليم. إنها معارضة تتسع باستمرار لتشمل الكثيرين ممن كانوا من المؤيدين أو المتعاطفين مع «الإخوان المسلمين». كما تشهد البلاد أزمة اقتصادية خطيرة، وتدهوراً في الأمن يتسع يوماً بعد يوم، ومعارك عنيفة سقط فيها مئات من القتلى والجرحى، ومنازعات طائفية شديدة بين المسلمين والأقباط تُنذر بأوخم العواقب، وتيارات انقسامية تنمو في سيناء والنوبة، حتى أصبحت الدولة مهددة بالتفكك. مع ذلك لا يُلقي «الإخوان المسلمون» بالاً لما يحدث، ولا لتفاقم سوء الظروف المعيشية التي يُعانيها الناس، فهم مشغولون بتدعيم قبضتهم على السلطة، ويلقون مساندة أميركا التي تتقبل إصرارهم على الانفراد بالحكم، ورفض أي شكل من أشكال التوافق الوطني الذي يُمكن أن يخرج البلاد من الأزمة الاجتماعية التي أصبحت تُقوض أركان الدولة بعد أن قررت أن تتحالف مع ما سماه أوباما في بداية عهده «الإسلام المعتدل».

هكذا، نُدرك أن غرض «الفوضى الخلاقة» هو تفكيك الدول العربية التي يُمكن أن تعرقل إقامة شرق أوسط جديد قلبُه إسرائيل، ودويلات تقوم حول آبار البترول، هذا التفكيك الذي يُمكن أن يشمل دولاً أخرى لا يزال لها كيان يُعرقل الخطط التي تُدبرها الرأسمالية النيوليبرالية في عهدها ما بعد الحديث، بعد أن أصبح عندها اليقين بعدما حكمت على الملايين من البشر بالبطالة والجوع، بأنها تستطيع أن تستمر في هذا الطريق، وأن تستغني عن قطاعات واسعة من البشر، أن تهمشها، أن تنفيها خارج نطاق الحياة، لأنها، بعد أن تطورت وسائل الاتصال الحديثة وعلوم كيمياء الحياة ترى أنها لم تعد في حاجة إليهم.

لذلك استطاعت كوندوليزا رايس، مـستشارة الأمن القـومي في عهد بوش، أن تـتـحدث مـعه في يـوم من الأيـام عن الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط قبل أن تجلس على البـيــانو لتـشنف أذنـيه بمقـطوعة من موسيقى موتسارت.



#شريف_حتاتة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمرد الطبقة الوسطى لا يصنع ثورة
- اليسار وإنقاذ الرأسمالية
- العولمة والعولمة البديلة
- شقة إلي جوار الكنيسة
- العولمة والأصولية يُدعمان الأسرة الأبوية
- هذا الكلام الجميل عن الديمقراطية
- افساح الطريق امام السيطرة الامريكية الاسرائيلية الامبريالية ...
- الخطاب الاصولي والمرأة وفكر ما بعد الحداثة


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف حتاتة - عن حال العرب في ظل «الفوضى الخلاقة»