محمد نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 10:38
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
في جنازته المَهيبة تذكرت وذكرت أول لقاء لي معه، ومعهم، هو ورفاقه، كان ذلك في شتاء ومساء أوائل الستينيات من القرن الماضي، قبل خمسة عقود، كنا نعمل في قطف الحمضيات، في ربوع وادي الحوارث، كانت تصلنا جريدة "الاتحاد" بواسطة فتحي من الطيبة، والعبد من الطيرة. قرأنا عن اجتماع حزبي موسع في نادي الطيرة، فجئنا مشيًا على الأقدام من بيارة جان حاييم إلى الطيرة، لم نكن نعرف أحدًا هناك، ولا احد يعرفنا، كان الحكم العسكري في آخر أيامه، نظر إلينا البعض بتساؤل، عرّفناهم على أنفسنا، وأية كلمات ترحيب كانت لهؤلاء الخمسة الآتين من الجليل، من يومها لم تنقطع الصلة والتواصل.
لرفاق المثلث المنفيّين إلى الجليل في أواسط خمسينيات القرن الفائت فضل وأي فضل، من الطيبة والطيرة وأم الفحم، كانوا على علم ودراية ووعي، واستُقبلوا في قريتي كما يليق بالضيف الكريم. في الطيرة في ذلك المساء تعرفت على أسماء عثمان أبو رأس وعبد الحميد أبو عيطة وأبو أصبع، أما أبو العفو وأبو البديع فكنت قد رأيتهم واستمعت إليهم في بلدي قبل ذلك بسنوات.
كانت لغازي شبيطة مقدرة في الكلام والخطابة، وأظن انه كانت هنالك شراكة في هذا المجال مع حسن بشارة. كثيرة هي المواقف الأصيلة التي تميّز بها أبو وهيب ابن الشعب والحزب ومسكة والطيرة البار المعطاء، التقيت به في موسكو سنة 1971، كان على رأس فرقة من الرفاق الذين يدرسون في المعهد الحزبي هناك ومنهم الشاعر الراحل محمود درويش.
في جيل متأخر نسبيًا صرت اقرأ له من على صفحات "الاتحاد" شذرات من الشعر، فيه الكثير من الحنين والتحدي والمقاومة، وهي ميزات أدبنا بفضل حزبنا الشيوعي، ومنابره، وصحفه "الجديد" و"الغد" و"الاتحاد" و"الدّرب".
في جنازته المَهيبة، شارك جمهور غفير من مختلف المناطق الحزبية، وعُدّدت سطور ابية من صفحات سيرته ومسيرته الثورية الأممية، ولا ننسى موقف ووقفة وجرأة شريكة حياته أم وهيب وهي تودّع وتعد وهو يوارى ثرى هذا الوطن الغالي.
ستبقى ذكرى غازي شبيطة حية، وملهِمة لتصعيد النضال ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية مصدر النكبة والنكبات، ومن اجل السلام العادل والشامل والمساواة، والوحدة الكفاحية لهذه الأقلية.
#محمد_نفاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟