رسميه محمد
الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 04:55
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
( قد يستطيع من يعمل لنفسه وحدها أن يصبح عالما شهيرا , أو رجلا حكيما كبيرا, أو شاعرا متميزا لكنه لن يصبح شخصا كاملا وعظيما بحق , أن التاريخ يطلق صفة العظمة على أولئك الذين يسمون بأنفسهم بالعمل من أجل العالم, والتجارب تؤكد أن الاكثر سعادة هو ذلك الذي يضحي من أجل البشر, ومن تراه يجرؤ على تفنيد قول كهذا... اننا حينما نكون قد اخترنا المهمة التي نستطيع من خلالها أن نخدم أغلب البشر, فأن الاعباء لاتستطيع أن تحنينا, لانها ليست سوى تضحيات لخير الجميع, واذ ذاك لن نكون قد أصبنا متعة بائسة ,محدودة وانانية وانما ستكون سعادتنا ملكا للملايين, وستظل منجزاتنا تحيا من دموع الناس الشرفاء التي تتساقط بهدوء ولكن بروعة وتوهج على رفاتنا)* بهذه الروحية الرومانسية الثورية عاش وناضل واستشهد مؤسس حزبنا الشيوعي وباني كيانه الرفيق الخالد فهد. انطلاقا من ايمانه بأن الحزب الشيوعي هو الزعيم السياسي , والمنظم الجماعي, للطبقة العاملة وجميع الشغيلة, وهو يساعدها على ادراك دورها التاريخي وينظنها ويرص ضفوفها, ويسلحها ببرنامج علمي للعمل. وبذلك يؤمن الحزب الجمع بين الحركة العمالية وبين الاشتراكية العلمية, لان الحركة الثورية لايمكن أن تقوم بصورة عفوية, وانما واعية, وعلى أساس القوانين الموضوعية للتطور التاريخي للمجتمع البشري. وهذه الحركة لانظير لها من حيث الابعاد ومن حيث شمولها للملايين والملايين من الناس. وبقدر مايزداد اشتراك الجماهير اتساعا ونشاطا وفعالية في تحقيق النحولات الاجتماعية, وبقدر مايرتفع دور النشاط القيادي, وتشتد حاجة المجتمع الى الزعماء السياسيين, والى منظمين ومربين للجماهير.
لقد اضطلع الرفيق الخالد فهد بدور بارز في تكوين وتربية الملاكات الثورية للطبقة العاملة في عهد احتدمت فيه النضالات الوطنية من أجل التحرر والاستقلال الوطني والديمقراطية, ففي جميع مؤلفات فهد يتبدى بشكل بارز حرضه على تربية الملاكات تاحزبية على تحسين قوامها, ورفع دورها, وتأثيرها بين الجماهير, على نحو يمكن من ضم المواطنين الواعين, وتوجيههم, بشكل يمكن من جذب الاكثرية الساحقة من الشعب وزجها في المعركة وفي النضال , والاعتماد على الاساليب الجماهيرية الفعالة, مستفيدة من جميع الامكانيات والقابليات الشعبية. واكد أن النضال ضد عدو جبار عنيد منظم ومسلح يتطلب قيادة حكيمة وجريئة لاتتردد ولا تضيع الفرص بأنتظار الفرص, قيادة لاتؤثر فيها المصالح الشخصية, قيادة لاتسير خلف الحركة ولا في وسطها, بل تأخذ مكانها في الطليعة, قيادة تتصف بالحكمة, والصلابة, والاقدام, لكي تستطيع أن تكتسب ثقة جماهير الشعب, فتقوده للنضال. ومنذ مراحل النضال الاولى علم فهد أنه يتعين على الحزب أن يربي في الشيوعيين, قبل كل شيئ, الصفات الشخصية الرفيعة , والضرورية للثوري المحترف المناضل من أجل قضية الشعب- فقد كان الرفيق الخالد فهد يقيم في الشيوعي قدرته على وضع مصالح الطبقة العاملة , فوق المصالح الحرفية والفئوية والشخصية- ولابد من الاشارة الى أهم الصفات الاخلاقية الثورية التي أكد عليها والتي وردت في كتاباته المختلفة وهي – حب الوطن والدفاع عن مصالحه –ثبات الموقف الفكري من الماركسية- العمل بتفاني في سبيل قضايا الشعب والحزب – الدفاع عن مبدا التأخي بين الشعوب- الشرف والنزاهة الاخلاقية – التواضع في الحياة الاجتماعية والشخصية-وفي الوقت نفسه نبه الرفيق الخالد الى ضرورة تربية الشيوعي بروح التشدد حيال حب السلطة ,والتزعم ,وحب الظهور, ذات الجذور البرجوازية الصغيرة. واكد أن أهم شرط لصحة اختيار الملاكات الحزبية وتربيتها هو التقيد الدقيق بالمبادئ اللينينية للمركزية الديمقراطية, التي تدعو الى وضع واتخاذ القرارات , في ظل الحرية , لمناقشة وانتقاد التدابير التي يرسمها الحزب, وأن تحل جميع قضايا القيادة الحزبية بأغلبية الاصوات, وتنفيذ القرارات , التي تصادق عليها مؤتمرات الحزب وتصبح الزامية لجميع الشيوعيين. بهذا وحده تؤمن وحدة العمل , ووحدة الارادة وتربية- وجوهر الديمقراطية يقوم في توفيرها لكل أعضاء الحزب امكانية الاشتراك النشيط في جميع شوؤن الحزب , وتتيح له نربية نفسه, بحيث يغدو قائدا حقيقيا للجماهير, وأن الجمع العضوي بين الديمقراطية الواسعة والتنظيم الدقيق والانضباط الحزبي وحرية البحث والنقاش وتطور النقد والنقد الذاني على نطاق واسع في ظل وحدة العمل هي شروط نكوين ملاكات القادة الحزبيين ونجاح نشاطهم. وفضلا عن ذلك علم الرفيق الخالد فهد أن ماينبغي التوصل اليه ليس الخضوع الشكلي الاعمى و بدون روية وتفكير , بل النشاط الواعي الذي يمليه اقتناع كل من أعضاء الحزب في صحة وضرورة الاعمال الني يجب القيام بها. وهذا الاقتناع لايمكن بلوغه الا على أساس تمرس الملاكات الحزبية تمرسا فكريا راسخا- لذلك أكد على ضرورة دراسة النظرية الثورية الماركسية-اللينينية دراسة خلاقة وتفهمها واستيعابها ونطبيقها بشكل مبدع. فقد كتب يقول ( على كادرنا أن يتعلم كيف يقرن النظرية بالعمل الثوري, وان يتذكر دائما أن الماركسية اللينينية ليست الياذة تغنى على الرباب , انها نظرية الثورة البروليتارية, وضعت كدليل للعمل أي أنها وضعت للحياة, وأن النظرية الثورية , التي تقود الحركة الثورية, لاتصبح حية مالم يبرهن التطبيق العملي على صحتها. وأن الماركسية ليست وصفة جاهزة تعطى لكل الحالات, وأني أطلب اليهم (يقصد رفاق الحزب) أن لايكون مثلهم كمثل الماركسيين من أبناء الذوات والافندية , أولئك الذين لاينفكون ليل نهار من نقل عبارات ماركس وانجلس ولينين ويضعونها في غير محلها , أما لغباوتهم , أو لانفصالهم عن حياة الجماهير, أو لغرض في نفوسهم.**لقد اقترن نضال فهد الفكري بنشاطه السياسي والحزبي ,ورغم تقادم الزمن على مؤلفاته لكنها تظل تحتفظ بحيويتها,ففي مقالة (الجبهة الوطنية سلاح النصر), أوضح فهد أن النضال من أجل الديمقراطية السياسية ووحدة القوى الوطنية نقطة الانطلاق في نضالنا النحرري . كما أن الشروط المبدئية التي صاغها لتكوين الجبهة الوطنية الموحدة. لاتزال الاساس الصحيح لاي جبهة موحدة راسخة تستطيع الاضطلاع بمهامها التاريخية في استكمال التحرر الوطني , وانطلاقا من وعيه الماركسي صاغ موقفه من القضية القومية الكردية وربطها بالنضال الوطني الديمقراطي وقد عبر عنه في صياغته لشعار حق الشعب الكردي في تقرير مصيرهبما فيه حق الانفصال اذا كان يريده الشعب الكردي, ولم يكن فهد أقل اهتماما بالقضية العربية ,حيث تميزا معالجاته لهذه القضية بالطابع الطبقي الاصيل, القائم على وحدة مصالح الكادحين بعيدا عن الشوفينية أو التعصب القومي . وبالطابع التحرري المعادي للاستعمار والذي يجمع بين حركة التحرر العربية وحركات النحرر في العالم أجمع.
وقد درس فهد بعمق قضية الوحدة العربية وشخص الوحدة على أنها وحدة الشعوب العربية وليس وحدة الحكومات التي لاتمثل مصالح شعوبها. وعلى نفس الاسس حلل قضية فلسطين وجعل تحرير فلسطين هدفا أساسيا من أهداف حركة التحرر العربي.واعتبر الصهيونية التعبير الصادق للرغبات والمصالح الطبقية للرأسمال اليهودي في انكلترا وامريكا , وأن تسترها وراء القومية اليهودية والدين اليهودي والاشتراكية الانسانية فأمر مفضوح الغرض منه خداع الجماهير اليهودية والعالمية وتضليل الرأي العام العالمي. وعلق الرفيق فهد أهمية من الدرجة الاولى على النضال ضد الانتهازية, بجميع صورها واشكالها وضد التحريفية, وربى في نفس الوقت نفسه, الملاكات الحزبية بروح التشدد حيال التوافق مع المرتدين عن الماركسية الثورية وافكارها العظيمة , وأكد على أهمية الوحدة لكنه دعا الى وحدة ماركسيين , وليس وحدة ماركسيين مع أعداء الماركسيةومشوهيها ***. أخيرا أود التنويه الى أن الرفيق فهد انطلاقا من موقفه الشيوعي من قضية المرأة, لم يكن هاجسه اعداد الملاكات الحزبية الرجالية فقط لذلك عمل بنفسه على تنظيم أول خلية نسوية, واضعا الاساس للتنظيم السياسي للمرأة . وشجع النسوة الواعيات على تكوين أول تنظيم نسوي ديمقراطي بأسم الحمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية في مطلع الاربعينات وبعد النصر تحول اسمها الى رابطة النساء العراقيات. واذ نحتفي اليوم بالذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد الرفيق الخالد فرج الله الحلو الذي طالما تغنينا بصموده وبسالته في أهازيجنا الثورية العراقيه نجدد العهد في المضي على نفس الطريق الذي سلكوه رفاقنا الاماجد في مواصلة النضال من أجل عالم سعيد خال من العتف والحروب ومن استغلال الانسان لاخيه الانسان ولسان حالنا يردد
نهتف بأسم يوسف فهد وبأسم كل ثائر صمد
مامات فرج الله الحلو ماماتت الابطال
ماماتت الايطال
كارل ماركس,مادة قدمها قبل تخرجه من الثانوية *
** مؤلفات الرفيق الخالدفهد
*** سعاد خيري حيوية وافكارفهد
#رسميه_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
