أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - شك العاقل ويقين الجاهل .














المزيد.....

شك العاقل ويقين الجاهل .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 14:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شك العاقل ويقين الجاهل !!
لطالما سخرنا من ديكارت الذي قرر "أنا اشك اذن انا افكر ، بما انني افكر اذن فأنا موجود " ،ويعود سبب سخريتنا وتنكيتنا على ديكارت ، الذي يبرهن على الوجود من خلال الشك !! فكان يكفيه ، ان يطلب من أحدهم ان يقرصه من أذنه ليشعر بالألم الدال على الحياة والوجود !!
وللحقيقة ، ففي مرحلة الشباب المبكر والتي ترافقت مع الانتصارات الكبيرة في جنوب شرق اسيا ، (انتصار فيتنام الاسطوري ) ، وحرب اكتوبر التي عززت الشعور القومي في نفوسنا ، وبمساندة قوى التحرر والاشتراكية التي طرحت نفسها كبديل للاستعمار وأحرزت نجاحات كبيرة ، مما بث في النفوس الامل بتحولات هائلة ، نحو مجتمع تسوده قيم العدل والمساواة . وتبلورت افكارنا حول حتمية يقينية سرعان ما تهشمت على صخرة الواقع ، لاسباب كثيرة لا أود الخوض فيها في هذه العجالة !!
ولا يمكننا التغاضي عن تأثير عامل السن والتجربة الحياتية ، اضافة الى "انهزام " ممثلي الفكر الانساني امام قوى الاستغلال ، القمع ورأس المال العابر للقارات .كل هذه العوامل ساهمت بشكل لا يساوره " شك" بتغيير قناعاتنا المطلقة ، بمصداقية ما حملنا من افكار وما رددنا من نصوص .وأدخل "مهارة " الشك المؤدي الى البحث والتمحيص في نفوسنا التي كانت منتشية " بخمر اليقين " .
وقد التفت القدماء الى أهمية الشك في المسلمات للوصول الى الحقيقة والتي اُطلق عليها أنا (وأعوذ بالله من قول أنا )، الحقيقة النسبية ، اذ قالوا ، ولا ادري من القائل " شك العاقل خير من يقين الجاهل " ، ولا أرغب الان في البحث عن القائل لدى غوغل !!
والشك بطبيعة الحال يدفع بالانسان الى اشغال عقله في دراسة الظواهر الاجتماعية وحتى الفيزيائية . ومن مركبات الشك في رأيي المتواضع ، الرغبة في الاستطلاع واستكشاف البيئة المحيطة بمعناها المجازي الشمولي .
والشك في حالته السوية هو الية للبقاء وتفادي الاخطار والكمائن والافخاخ التي ينصبها المحتالون للسذج من الناس !! ولكن وعلى الطرف الاخر ،الا يبحث الانسان عن يقين يُنزل الهدوء والسكينة على روحه القلقة المتعبة ؟؟ فالانسان بحاجة الى "وسادة اليقين " ليلقي عليها رأسه المتعب من هموم الحياة والمعيشة ، بل وبحاجة الى الاعتقاد بأن العدل سيتحقق عاجلا أم اجلا ، لكي لا يشعر بأن عذاباته تذهب هدرا !!
فالباحث عن الحقيقة النسبية يستعمل الشك كوسيلة بحثية ، متسلحا بالثقة بنفسه وقدرته ، بينما من يعاني من الشك العصابي فأن حياته تتحول الى جحيم ، لأن شكه يتمحور وينبع في الاساس من فقدانه لثقته بنفسه !!
اذن فاصحاب اليقين المطلق هم اولئك الذين لا يُعملون عقلهم ولا يستغلون المادة الرمادية في ادمغتهم ، ويعتمدون في معرفة الحقيقة على النقل !! وكما اوصى "اللامفكر " محمد حسان انصاره ، ب" وضع عقولهم تحت الجزمة "!!
وأنا لا اعتب ولا الوم غالبية "المتزاحمين " على اعتاب "اللامفكرين " ، لتلقي "اللاعلم " من افواههم ، بل ألوم "الاكاديميين " الذين يجلسون كتلاميذ الكتابيب بين يدي "اللامفكرين "!!
ويعلم "اللامفكرون "علم اليقين بأنهم يمارسون تجارة لا تسمن ولا تغني من جوع !! لكنها تدر عليهم المداخيل الطائلة ، ليبعثوا اولادهم وبناتهم للدراسة في دول الغرب الفاجر الكافر ، أو ليتعالجوا من امراضهم في اعظم العيادات واغلاها ثمنا ، بعد أن حشوا رؤوس الباحثين عن "اليقين " بفوائد العلاج ببول البعير !!
وعدا عن هذا وذاك ، ف"اللامفكرون " يغيبون عمدا وعن سابق اصرار ، يغيبون كل النصوص التي تحث على التفكر !! لأن من يفكر سيشكك بكل ما يقولونه ! وسيخرج عن طوعهم اجلا أم عاجلا !! وفي العادة القطعان لا تفكر !! وعلوم الاجتماع اشبعت موضوع "سلوك القطيع " بحثا وتمحيصا .
وكل شك وانتم بخير !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلية الاقصاء (المنتاليتي )...
- قطتنا وشرف العائلة !!!
- الاقتصاد السلوكي
- الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا
- لماذا ؟؟!!
- ابو غوش تدفع الثمن ..!!! أو بالعبرية بدلا من الالمانية
- صناعة الفتن ...
- بسهولة ويسر !!! أو ظاهرة العنف الدموي في الوسط العربي
- الاقنعة المتكسرة
- ساعات معدودات -تحت نير الاحتلال -...
- القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي
- ورددت الجبال الصدى ....خالد حسيني وروايته الجديدة
- هل يمكن تعديل قانون الاحوال الشخصية ؟؟
- تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر
- عرب اسرائيل وطاقية الاخفاء
- جدلية اللغة واهلها
- التسعيرة ..
- خط احمر
- الحوار ، متمدن أم متدين ؟!
- ضحايا الجشع أو عولمة الرأسمالية


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - شك العاقل ويقين الجاهل .