أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - أردوغان علامة شاذة في الموسيقى السياسية














المزيد.....

أردوغان علامة شاذة في الموسيقى السياسية


صالح برو

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 06:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




بدا واضحاً في الفترة الأخيرة أنه عندما يضيق الخناق على أي حاكم سياسي يلجأ إلى سياسة المديح،والإشادة بالفنانين،والأدباء لإستجرار جماهيرهم وكسبهم إلى جانبه كورقة رابحة بكل الأحوال.لكن الغريب،والذي يفوق كل توقع أنه ما من أحد لجأ حتى الآن للإشادة بشاعر رحل عن هذا العالم منذ سنوات عديدة، لكسب جماهيره تجاه حكومته،علماً أن زمن القراء قد انحل في ظل النظام الرأسمالي.
في زحمة هذا الإنحدار ،والضياع، وفي زمن السقوط هذا الذي يستمر سنتحدث عن أغرب طرفة..لا هي سياسية صافية،ولا هي أدبية بحتة،بحيث لا يمكن معرفة الذيل من الرأس لشدة السخرية في المشهد السياسي الذي يؤديه أردوغان على الدوام عبر تكوينه العقلي المكشوف،خصوصاً قبل فترة عندما تناول شخصية إنسانية، أدبية فذة، لها حضور في الأدب العالمي..ألا وهو ناظم حكمت،هذا الشاعر الذي قال ذات يوم
" لنقاوم الألم"
" أنا مفعم وأصمد جيداً " وضرب لنا موعداً
" لنرقد الآن ونستيقظ بعد مائة عام "
لا بمعنى الخمول بل بمعنى أن العالم الجميل الذي نكافح من أجله لن يزف موعده الغد القريب،بالدليل أنه قال :
"أجمل البحار هي التي لم نبحرها بعد
وأجمل الأطفال لم يترعرع بعد
وأجمل أيامنا لم نعشها بعد
وأجمل ما يمكن قوله ما لم أقله لك بعد "
تكمن المصيبة الجلل،عندما يقدم المرء المغفل على تصديق حيلة الشياطين،و الأغرب من ذلك هو أن يصل الشيطان إلى حالة يعتبر نفسه فيها محقاً وصادقاً من خلال الأكذوبة التي تفاعل معها الغير- المرء المغفل-وهذا ما حصل لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، عندما تطرق في حديثه عن أهمية ناظم حكمت،وتأثيره في الأدب التركي،والعالمي،علماً أن هذا الشاعر قد ثار على أجداد هذا النظام الفاشي آنذاك، وقضى أثر تلك الصرخة سبعة عشرة عامًا في السجون التركية،ولاقى الويلات منها،حيث الشقاء،والبؤس،والحرمان،والتعب،واللهاث وراء دروب الحياة، دون أن يرفع راية الاستسلا،بل واظب على الكتابة خلال فترة الاعتقال الطويلة،إذ كتب حينها مئات القصائد،والرسائل،والعديد من المسرحيات التي لا تنتسى عن ذاكرة الأدب العالمي " الجمجمة" و"الرجل المنسي " والبقرة" ، وبعد خروجه من السجن تم تجريده من جنسيته بحجة الخيانة، والتشهير بالنظام الحاكم آنذاك، إضافة إلى التهديد بالاغتيال الموجه إليه سراً، إلى أن اضطر شاعرنا حينها إلى الفرار منفياً خارج البلاد متخذاً الاتحاد السوفيتي وجهته،حتى توفي هناك،هكذا كانت نهاية شاعر الإنسانية ناظم حكمت،وهكذا كانت المفاجأة الدرامية في المشهد الأردوغاني الذي اعتاد أن يظهر بطلته السمجة في العلن، حيث طالب السلطات الروسية، وبكل بساطة بنقل ضريح الشاعر الراحل إلى تركيا، وإعادة الجنسية إليه.
رجب طيب أردوغان الذي حاول كسب وتوظيف ناظم حكمت في أجندته السياسية، هو نفسه اليوم ينتقل كالزعران من مدينة إلى أخرى بين أنصاره في محاولة لإعادة الألوان في لوحة حكمه المليئة بالاستبداد السياسي من خلال الضحك على شرائح كبيرة ومغلوبة على أمرها بالإغراء المالي والدعاية الدينية في المجتمع التركي لكتم أنفاس شرائح أخرى كالكرد والعلويين وغيرهم، أردوغان يتجول اليوم بروح الزعران بين المدن التي استطاع توظيف مريدين له فيها مقتنعاً بأن تصفيق الآلاف له يمحي مقت الملايين له ،ومستمراً في محاولة إقناع نفسه قبل العالم بأن صوت آلته السياسية الشاذة من الممكن أن تضيع بين صوت موسيقا الدول المتحضرة ومتناسياً أنه لم يتبق لديه أية أوراق أخرى من الممكن أن يستمر بها في حكمه في بلد يريده هو لنفسه موظفاً فيه كل مالديه من أتباع ومريدين وإغراء وتوظيف للدين.



#صالح_برو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوليود والدراما التركية
- نكران الذات
- محاولة الفئران
- العودة إلى الحياة
- ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي
- سماسرة الإعلام
- العودة إلى الذات
- عدسة الكاميرا التركية
- استراحة قارئ


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - أردوغان علامة شاذة في الموسيقى السياسية