أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - وتعطلت لغة الكلام














المزيد.....

وتعطلت لغة الكلام


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 19:12
المحور: الادب والفن
    


وتعطلت لغة الكلام
" وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عينيَّ في لغة الهوى عيناك "
تعطلت لغة الكلام بيننا .. تعطلت لغة الكلام فينا وحولنا وحوالينا .. تعطلت لغة الكلام وأصبحت الأبجدية صماء .. بكماء .. مشلولة الحركة .. لا تقوى على قلب الصفحة .. ولا تكوير النقطة في آخر السطر الهزيل من رواية الملل ..
كيف تحجرت أبجديتنا الثرثارة .. كيف تجمدت كلماتنا .. وكيف شُيدت كل تلك الأسوار في وجه حروفنا .. وبين طيات قلبينا .. وأمام ناظرينا ؟
أشتاق لغة الكلام التي كانت تشبهنا وتشبعنا ..
أشتاق لغة الصباح حين كنت ترسلها إليَّ مع عصافير الصباح فتوشوشني في أذنيِّ وفي صمامات قلبي كل كلمات الاشتياق .. وتشي بانتظارك صبح الصباح بفارغ اللهفة والشوق حتى لا تطير عصافيرك الموشاة بألوان العشق المخملية الرضاب إليَّ دون أن تحمل منك كلمات الصباح .. وكل الصباح ..
اشتقت إلى لغة الظهيرة .. هذا الوقت الذي قدَّ من ذهب .. فالظهيرة في لغة البشر منتصف الوقت بين الصبح والعصر .. هذا الوقت وقت بنو البشر .. يحبونه جداً .. يميلون فيه إلى النعاس وإلى الكسل .. إلا أنا .. فأنا كنت عصفورة من الشجن .. لا تعرف أبجديتها طقوس الكسل .. أنا كنت عصفورة الانتظار .. أنا دائمة الانتظار على تلك الشرفة .. أستقبل عصافيرك الموشاة بالحب وكلماتك المغلفة بحبات الندى .. أستقبلها بقلبي وعيوني كما كانت وصيتك الدائمة لي .. ثم أضم أجنحتها الرقيقة إليَّ .. وأكتب عليها بمداد المحبين كل كلماتي ..
لم أكن أعرف إلا الانتظار حتى أنه أصبح متعتي الوحيدة بعد متعة الاستماع إليك .. والاستمتاع بسيمفونية كلماتك ..
اليوم عصافيرك تأتيني فارغة .. لا تحمل إليَّ كلماتك الناعمة .. الناعسة .. الدافئة .. العذبة .. المبتسمة كل الوقت .. المنشرحة الصدر عند كل الأعتاب ..
اليوم عصافيرك لم تعد تحمل إليَّ وشوشات الصباح ووصاياك العشر .. وتعليمات الحضور والغياب لنهار يبدأ عندك وينتهي بين يدي في ساعات المساء ..
عصافيرك اليوم تراوح مكانها .. تحدث نفسها .. ولا تحمل بين أجنحتها سلامات النسيم وقبلاته للورد .. أوراق الورد تشكو الغياب .. وتبكي الأنامل التي كانت تدغدغ أوراقها عند كل صباح حتى تسقط أوراقها وردة وردة فألملمها في حضني .. وأجمعها من جديد إليك ..
عصافيرك اليوم تأتيني خرساء إلا من تغريد باهت وهبته الطبيعة إياها .. تغريد لا لون له ولا صوت .. تدور عصافيرك من حولي .. نظراتها صامتة .. أجنحتها فارغة .. لم تُكتب عليها كلماتك .. ولم أكتب عليها كلماتي .. تنظر إليَّ العصافير بحزن ثم تذهب وتغيب .. وتغيب معها أوقات الصباح والظهيرة والعصر والغروب ومنتصف الليل وأذان الفجر ويأتيني الضحى يتمطى كسلاً ويتثاءب مللاً .. والعصافير كما هي تدور في فلك الفراغ واليتم والملل .
بالأمس انتابتني نوبة من الضحك .. ضحكة هستيرية أطلقتها في سماء الفراغ .. كسرت بها حاجب الصمت .. أنا كسرت طوق الفراغ من حولي وضحكت .. ضحكت من كل قلبي .. أو من غلَّ قلبي .. لم أعد أدري .. كل ما أدري به أننا كم أضعنا من الوقت في تفاصيل لا معنى لها .. كم أضعنا من الوقت تقول لي وأقول لك .. كم أضعنا من الوقت تختفي مني وأختفي منك .. ولم نحسب يومها أننا قد تتعطل بنا لغة الكلام وتلقي بنا إلى أرصفة الصمت ..
ومع ذلك ضحكت لأنني تذكرت نلك الكلمات قبل أن تتعطل بيننا لغة الكلام وأصبح أنا وأنت مشرد ومشردة على أرصفة الصمت .. نجول بفكرنا فقط شوارع الذكريات .. قد تضحك مثلي حين تصلك ضحكاتي مع هذا الصباح فلقد نسيت أن تقول لي وصاياك لهذا اليوم .. قبل أن تتعطل بيننا لغة الكلام .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية
- الصامت إلى حين !
- سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 9
- أوراق تنعي أصحابها .
- مطري أنت
- مطرٌّ أسود
- مجهول .. في عالم مجنون !
- صفحات غير مشوشة
- هنا القدس
- نيسان .. ارحل .
- إلى نيسان
- محطات
- همسات نورانية جزء 11
- كنتَ حلماً
- الحقيبة الحمراء
- سلسلة جاهلية جزء1
- -لما عالباب منتودع -
- أيام عَ البال
- رسالة لم تكتمل
- الأماكن


المزيد.....




- وفاة الممثل الأمريكي فال كيلمر عن عمر يناهز 65 عاماً
- فيلم -نجوم الساحل-.. محاولة ضعيفة لاستنساخ -الحريفة-
- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - وتعطلت لغة الكلام