ميدان التحرير والثورة

جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كل من عاش الثورة فى ميدان التحريرمن يوم 28 يناير حتى 11 فبراير عاش تجربة كاشفة للمجتمع والحياة التى نريدها مع انتصار الثورة , والتى تحلم بها , وتناضل من اجلها البشرية على مر التاريخ . تجربة المشترك الانسانى لعشرات الالاف من البشر, واحيانا مئات الالاف يجمعهم الميدان فى حياة واحدة تقوم على العمل الطوعى ,وتلبية الاحتياجات الانسانية للجميع فى المعيشة والمسكن والعلاج والحماية فى حدود الموارد المتاحة, بل والاغلبية يقدمون الاخرين على انفسهم فى كل امور الحياة بما فيها مواجهة الموت دفاعا عن الميدان والثورة . والمساواة الحقيقية بين الجميع دون تمييز على اساس الوضع الاجتماعى او اللون او الدين او الجنس .
وللجميع الحق فى حرية الراى والتفكير والاعتقاد والابداع والتعبير والتنظيم دون قيد او شرط . فتفجرت طاقة الجميع بالابداع فى الرسم والتصوير والشعر والغناء والكتابة ..الخ ,وفى العمل اليومى لادارة الميدان وحمايتة .
وهذا لاينفى وجود مشاكل واخطاء لهذا المشترك الانسانى المعرض يوميا لمخاطر الهجمات الاجرامية من قبل اعدائة , ولوجود عناصرمندسة من رجال اجهزة الدولة القمعية والبلطجية , والمجموعات المنظمة كالاخوان التى تعمل لمصالحها الخاصة فى الوصول الى السلطة , دون ايمان حقيقى بالثورة وبمبادئ وسلوك الميدان ولكن خضوع لارادة المجموع ـ تقية ـ للوصول الى هدفهم .
ان حياة الميدان هذة المفعمة بقيم العدالة الاجتماعية والحرة والكرامة الانسانية . لا مجال فيها لتحكم الثروة والسلطة سبب الاستغلال والقهر والحروب فى كل المجتمعات البشرية عبر التاريخ .
هذة صورة مصغرة للمجتمع الانسانى الذى تهدف الية الثورة . مجتمع متحرر انسانيا من استغلال الانسان لاخية الانسان , ومتحرر من الفقر والجهل والمرض والبطالة , والاستبداد والقهر , متحرر من التبعية للاستعمار الامريكى و"اسرائيل" . مجتمع يديرة الكادحون من العمال وفقراء الفلاحين وصغار الموظفين والحرفيين والعاطلين عن العمل , والشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى .
ان هذا النموذج الحى فينا تجسيد مصغر لجمهورية ديموقراطية شعبية , وهو اخشى ما يخشاة اعداء الثورة من جماعة الاخوان وحلفائها المتاْسلمين , والعسكر, ورجال اعمال ودولة مبارك ـ الذين يتصارعون الان على السلطة ـ والانتهازيون خدم النظام فى "جبهة الانقاذ" .
ولنناضل فى معارك 30/6 وما بعدها تحت راية الكادحين والفقراء , ومن اجل سلطة ثورية شعبية من الميادين تقوم على احتلال الشعب للوزارات ومقرات المحافظات والاحياء والمرافق العامة كالكهرباء والمياة والرى والمواصلات والاتصالات ..الخ , وادارتها لصالح عموم السكان دون تمييز عن طريق اللجان الثورية فى الاحياء والمدن والقرى . وفى المصانع والشركات والجامعات .
المجد للكادحين الفقراء . . . المجد للشهداء . . . والنصر لسلطة ثورية شعبية من الميادين

#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات