كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 14:13
المحور:
الادب والفن
قلت متشوقة-: آه... لو أجلس عليه ذلك الكرسي!
قالت لي ممنية -: لا تفقدي الأمل فذلك أمر ممكن‼-;-
- ممكن!
- إذا ما صدّقنا صحة التسميات التاريخية التي ارتبطت بمدينتك العظيمة؟
- لم أفهم!
- ألستِ بنت الكاف؟ و هذه الكاف التي تعشقين كانت تسمى أيضا "بلاد الكرسي" أي البلاد التي تنجب للإيالة التونسية من سيجلس على عرش حكمها بعد أن أنجبت لها الحسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية. فكيف غاب عنك هذا يا ابنة شقبناريا ؟
- لا، هو لم يغب عني و لكن غاب عني تفاؤلي هذه المرة.
- إذن قد نراك يوما على ذلك الكرسي.
- لو قدر لي ذلك فسترين كيف يكون حكم النساء بحق.
- ألسنا الآن تحت حكم النساء؟ فماذا رأينا‼-;-
- أرجوك! إلا الحديث عن "المدام"( ليلى الطرابلسي زوجة بن علي) ، أما سمعت بالضجة التي رافقت صدور الكتاب الفرنسي الأخير عنها( كتاب حاكمة قرطاج).
- لا لم أسمع، و ماذا فيه ؟هل قرأتِه؟
- غَيّري الموضوع فقد يكون الهاتف مراقبا!
- يراقبوننا؟؟‼-;- و ماذا سيجني "بن علي" و استخباراته من مراقبة عاطلة مثلي أو كاتبة رومانسية مثلك؟
- لا يغُرنك حالنا البريء فتحت الرماد اللهيب!
- لا رماد و لا لهيب ! نحن هاويات الأدب، لا نتجرأ إلا بالحبر على الورق‼-;-
- "لا يا للا"،, نحن بنات الكاف العالية، حفيدات الكاهنة البربرية و ما أدراك!
- هنيئا لنا بالألقاب الأثرية!
- لا تستخفي بأصلنا و بالجينات الحارّة في طبعنا!
- معاذ الله! و كيف أستخف.
- هي طباعنا الصعبة و الحادة التي جعلت كل حُكّام تونس يخشوننا و يقرؤون لنا ألف حساب.
- بأمارة أنهم تركونا نحتل أعلى مرتبة في البطالة و الفقر و النزوح و أدنى مرتبة في التنمية و النمو الديمغرافي!
- ذلك إهمال مقصود منذ أول الاستقلال لأن "الكاف" هي بوابة للخطر الأعظم!
- أحقا؟‼-;-
- ألم يدخل الاستعمار الفرنسي إلى تونس من المكان الواقع في أعالي المدينة و الذي سمي من بعد " باب الغدر"؟
- و هل أنا و أنت من سنغدر اليوم بالنظام حتى يتجسس علينا؟؟؟
(يتبع)
تونس في سبتمبر2010
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟