عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 20:53
المحور:
الادب والفن
1/
حلم
كلما دخلت الصغيرة على رؤوس أصابعها غرفة الجدة لا تجد جدتها لكنها تجد على السرير حلما جميلا يقابلها بلهفة وابتسامة.اليوم حينما دخلت الغرفة وجدت جدتها متخشبة والاحلام تملأ الغرفة مودعة اياها.
2/
خاتم
في أصبع يد جدتي خاتم عتيق عمره من عمر يافا كما كانت تروي لأحفادها مقسمة أغلظ الايمان أنها لن تخلعه من يدها الا في الجامع الكبير في يافا أو حين وفاتها.منذ يومين صرخت جدتي:لقد ضاع الخاتم من يدي....في فجراليوم التالي دخلنا غرفتها لايقاظها للصلاة لكنها كانت قد فارقت الحياة.
3/
مقهى
في الزاوية القصية من المقهى جلس وحيدا يتأمل الجالسة على الطاولة المجاورة.كانت تتأمل وردة ذابلة بين أصابعها.خطر له أن يقترب منها ويقترح عليها أن تنظم اليه لعل وحدته تنتهي.لكنه لم يجرؤ على ذلك.تأملته لكنها خشيت أن تبدر منها أي اشارة قد يفهم منها رغبتها في محادثته وكسر وحدتها القاتلة.أحجم الطرفان عن المبادرة.مر الوقت سريعا .حينما نهضت للمغادرة انتبهت الى أن ظليهما يتعانقان بشدة.
4/
المغني
حين مر في الحارة المظلمة تعثر بجثة ملقاة على قارعة الطريق.تأملها جيدا فعرف صاحبها... انه المغني.كان العنق مجزوزا ولكن الحنجرة في مكانها...سحب الجثة الى مكان منزو و اقتلع الحنجرة من مكانها وفر سريعا.في الكوخ المتهالك تأمل الغنيمة جيدا...لقد حلم منذ الصغر أن يغني لكن بشاعة صوته منعته...الآن بوسعه استبدال حنجرته بما استولى عليه ..وأن يشدو ويغني....في الصباح التالي وقف في منتصف الطريق العام مزهوا ورفع عقيرته بالغناء...صوت رخيم انطلق من فمه...لكنه كان يصدح بأغان الحرية...أمسك به العسس سريعا وجزوا عنقه جزاء ما صدر عنه من أغان.
5/
عنوان
نزعت السواد و ارتدت أجمل ثيابها.وضعت المكياج لأول مرة منذ سنتين.خرجت مهرولة الى محل التصوير.احتضنت الصورة وقربتها من قلبها.تذكرت أنه كان يطالبها دوما بصورة جديدة لها.وضعت الصورة في المغلف الأبيض.رسمت عليه عصافير ملونة وقلوب حب...دونت الاسم بوضوح ثم توقفت ....لكن الى اين سترسل الرسالة....لقد مر على وفاته عامان كاملان.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟