أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طاهر مسلم البكاء - البطل من يربح السلام














المزيد.....

البطل من يربح السلام


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 01:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يصور التاريخ أبطالا ً قاتلوا خارج بلدانهم وحطموا القلاع الحصينة وخربوا وأسالوا دماء غزيرة ،ويبرزهم بمظهر الفاتحين المنتصرين ،كما أن من يقرأ التاريخ يريد ان يرى أبطالا ً يخوضون المنازلات الكبيرة ويخرجون منها مكللين بغار الأنتصار ويستمتع بمشاهتهم وهم يتخلصون من أعدائهم ،ولكن ما حال اولئك البشر الذين عايشوا أهوال الحروب وشاهدوا ويلاتها وأصطلوا بأتون نارها ،أنهم فقط من يحس بمقدار الأهوال والويلات التي يتعرض لها الآخرون في الحروب، وهي في حقيقتها تعرض الجانبين للخسائر ،صحيح ان المهزوم يتعرض الى أكبر قدر من الخسائر والتدميرولكن المنتصر أيضا ً يكون قد ناله ما ناله من الخسائر التي تغطى بأحتفالات النصر والتي تجري عادة على جثث القتلى .
ان هذا قد حصل على أمتداد صفحات التاريخ وحصل بالأمس واليوم وسيحصل غدا ً ، إذ يظهر أن الثقافة البشرية مبنية على العنف والقتل وأراقة الدماء ويقوم الأنسان بتخريب ما قام ببناءه لأجل الوصول الى أهدافه والتي هي عادة تحقيق مصالح دنيوية من زعامة ومغانم مادية وأحتلال اراضي الغير وبسط نفوذ وغيرها ، مما يقوده طمعه وجشعه الذي يظهر أنه مجبول عليه منذ ولادة الخليقة على هذه الأرض حيث يتحدث القصص الديني عن تقاتل الأخوة قابيل و هابيل وقتل أحدهما الآخر لأجل إمرأة ،وقد يكون هناك من سبقهم فيمن عاش على هذه الأرض في التقاتل ولكن الأهداف واحدة وهي أطماع الدنيا ومغانمها،وقد حرم الأسلام البغي والعدوان والظلم وحرم قتل النفس بغير نفس أو فساد في الأرض .
و يقول المهاتما غاندي :
( أن العالم يملك ما يكفي الجميع ولكن لا يملك ما يكفي طمع الجميع ) .
ولكن من هو البطل الحقيقي ؟
أنه البطل الذي لم تحتفي به كتب التاريخ ولم تبرزه الى جانب اولئك الذين اراقوا الدماء من اجل مصالح الدنيا ،أن البطل الذي يجب أن يحتفل به حقا ً هو من يربح السلام ويجنب شعبه ويلات الحروب ،أن الأرض تزهر وتعم البركة وبدلا ً من ان نرى الخراب والدمار نجد ان الأمان يعم ربوعها ويزداد الخير ويكثر النسل ويعلو البناء وتتهيأ الخدمة والراحة لبني البشر وينتشر الحب والوئام ويينع ريع الفكر وتتوفر سبل العمل والرزق .
أن في الحياة جوانب عديدة يعيش الأنسان من خلالها بسعادة وراحة بال ونعمة ،فلماذا يتجه الى القتل والحروب والدسائس ،والتي لاتخلف سوى الدم والخراب ،ولكن لايعني هذا ان السلام يأتي لوحده وبسهولة وأنما البطل الحقيقي هو الذي يكون قويا ً بما فيه الكفاية ليربح السلام حيث يهابه الآخرون فلا يجدون فيه مطمع سهل ، إذ أن مثل هذه المجتمعات التي نراها وقد سادت فيها شريعة الغاب حيث يأكل القوي الضعيف ، لا سلام فيها للضعفاء ولهذا فأن أعتماد القوة يكون لأجل حفظ الكرامة وصونها دون اللجوء الى الحروب ،وهذه هي الموازنة الصعبة .
وعلى مستوى الدول في عالمنا اليوم نجد أن هناك من ينظر للحرب والأحتلال وسفك الدماء بحثا ً عن المصالح وفي حقيقة الحال يمكن ان ينال مبتغاه من خلال صور عصرية للتعاون الأنساني فمثلا ً دولة عظمى يمكن ان تبادل خبراتها في التكنلوجيا الحديثة بما لدى الدول الأخرى من خامات ومعادن ومن فرص أستثمار وبالتالي لن يكون هناك سلاح وقتال ولكن ماذا نعمل مع شركات السلاح التي من مصلحتها أن تنشب الحروب لتبيع بضاعتها ؟أنها تغذي الدسائس والتصارع على الثروات فتكون هي الشرارة التي تسري في الهشيم ،ويستمر تقدم الأنسان بالتكنلوجيا والمخترعات ولكنه يظل محتفظا ً بافكار اسلافه معتنقي شريعة الغاب .
[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة والطوبة
- أزمة ثقة وليست سانت ليغو
- سوريا ..حرب كونية جديدة
- بين الجميلي وبرلمانيوا الناصرية
- مشكلة فلسطين .. الحل الوحيد
- هل اصبحت لدينا سياسة ؟
- الأحزاب في العراق بين المكابرة والتصحيح
- الأرهابيون والمسالمون
- حزيران ذكرى لأستعادة الأمة وعيها
- فلسطين ضحية للدجل و تحريف التاريخ
- ما ذا أستفادت الدول التي صالحة أسرائيل
- عرس دم تحت علم الأمم المتحدة
- ادارة الصراع الأيراني الغربي
- اردوغان ..من يزرع الريح يحصد العاصفة
- حان دور الربيع الأسلامي
- قتل الزوج وأغتصاب العروس
- وزارة العمل تسرح عمالها !
- الأسلام براء من افعالهم
- تشغيل العاطل بين العشوائية والأسلوب الحضاري
- التدريب المهني ومعالجة البطالة


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طاهر مسلم البكاء - البطل من يربح السلام