أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - بيبي لا يحبّ اللون الرماديّ














المزيد.....

بيبي لا يحبّ اللون الرماديّ


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وافق زعماء الغرب، ما عدا بيبي، على تصريحات حسن روحاني، بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الإيرانيّة، أنّ انتصاره في انتخابات الرئاسة الإيرانيّة "هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدّم ...على التطرّف".
أمّا بيبي نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل، وجوقته، الشديدة التوتر، والدائمة الغضب، فلَم يرق لهم تعليق الكثير من الآمال على انتخاب الرئيس الإيرانيّ المعتدل، وَلم يبحّ صراخهم الهستيريّ بعد انتهاء ثماني سنوات على تسلّم المحافظ محمود أحمدي نجّاد الرئاسة الإيرانيّة!
بعد نجاح أحمدي نجّاد في انتخابات الرئاسة في 2009، استغلّت حكومة بيبي مظاهرات الإصلاحيّين الاحتجاجيّة في المدن الإيرانيّة، التي عبّرت عن اعتراضها على نتائج الانتخابات، مدّعية تزويرها؛ فعمل بيبي على إذكاء نار الصراع وتطويره إلى فوضى عارمة تنهي إيران كدولة مؤسّسات وقانون و...
ما الذي يزعج بيبي من ترحيب الغرب بانتخاب روحاني رئيسا سابعا لإيران؟!
هل هو يخاف من تخفيف الضغط على إيران في الملفّ النوويّ؟!
لم تخرج المظاهرات المندّدة بنتيجة الانتخابات، كما توقّع/رغب بيبي؛ بل خرج حكّام الغرب من دائرة توتّره، التي فرضها حصارا على نفسه وعليهم، رغم تقييده لهم بسلاسل "إسرائيل الضحيّة" و "ضحايا النازيّة"، ليبقوا مؤيّدين لتطلعاته الصداميّة المتطرّفة، ولاستعداداته الحربيّة؛ لكنّهم عبّروا عن نشوة التمنيّات التي انغمسوا فيها، كدلالة على رغبتهم في إنهاء/حلّ الملفّ النوويّ الإيرانيّ بالطرائق السلميّة، وفي تخلّصهم من إملاءات بيبي، الذي يرتعد من مطالبة روحاني المعتدل للولايات المتّحدة بالاعتراف بحقّ إيران في امتلاك برنامج نوويّ، وبالحوار في إطار المساواة والاحترام المتبادل، الذي يتّسق مع توجّهات ومرامي الاتّحاد الأوروبيّ السياسيّة.
يميل الحضاريّ إلى الاعتدال؛ كما قال شكسبير: "...لأنّ تسلّق الوعر من التلال يحتاج إلى إمهال الخطى"؛ فالعاقل يريد أن يتعايش مع الحداثة، ويعترف بالآخر المختلف، ويتواءم معه، ليكون وديعا ولطيفا وبالتالي رومانسيّا.
أمّا بيبي المتوتّر فلا يستطيع أن يتحرّر من حالة الاحتقان الأيديولوجيّ، ولا أن يتطهّر من وباء الكراهيّة، ومن رفض العربيّ الحرّ والأبيّ، فهو كأسياده لا يرى الفلسطينيّ إلاّ من منظار "العربيّ الجيّد" والعربيّ المطيع، الذي يقوم بالعمل الأسود، في البناء وجلي الصحون ومحطّات الوقود و... والذي لا يملك المعرفة والمعتقدات والحقّ في الحريّة وتقرير المصير.
أشكّ في توتّر بيبي؛ لأنّه لم يكن أصيلا في يوم من الأيّام!
إنّه يدخّن السيجار، ويشرب الأنخاب، وينام على السرير الطائر، ويبذّر بترف وبنزق و...، وفي الوقت ذاته، يدفع نفتالي بينت ليعلن: "إنّ الدولة الفلسطينيّة من وراء ظهرنا؛ فابنوا ثمّ ابنوا المستوطنات"!
مَن يراقب عصبيّة بيبي وتوتّره وحِدّة طبعه، يتساءل كيف لا تؤثّر البيئة المتوتّرة على صحّته النفسيّة والجسديّة؟!
يصاب الشخص الذي يعيش في بيئة على هذه الدرجة العالية من التوتّر الدائم بقرحة المعدة و/أو بالسكريّ و/أو بأمراض القلب و/أو بجلطة دماغيّة وبشلل نصفيّ و/أو بتلف الأعصاب و/أو ... لكنّنا نشهد بأنّ بيبي، ما شاء الله، "زي البم"!
نراه يعربد ويحذّر من استجابة أوباما لمنطق العصر، ويرغي ويزبّد، ويستدعي بِل كلينتون، الرئيس السابق، ليضغط على أوباما وليقنعه باستعمال النظام السوريّ للسلاح الكيماويّ، وبتجاوزه الخطوط الحمراء؛ وليعلن عن تسليح المعارضة في سوريا ... وعن إسكات المعارضة في تركيا وفي باقي بلاد العرب الموالية!
لا يحبّ بيبي اللون الرماديّ، كالقاضي في مسرحيّة "شاهد ما شفش حاجه" الذي لا يرى إلاّ أسود أو أبيض!
أمّا نحن، فنرى مصدر دخانه الأسود!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يكفي أن نعرف الهدف ونرغب به
- مسايرة المحتلّ تشجّعه على التمادي
- يمينيّ بالقول وبالفعل
- -القادير-
- بكاء الميزانيّة وتجاهل تكاليف الاحتلال
- كيف سنتذكّر العدوان؟!
- المصالحة والممالحة قبل الزيارة
- الصابرون على لسعات الضمير
- أحمد سعد فارس الشمس
- لن تنتهي الحرب إلاّ إذا انتصرنا للحقّ
- كيف نجعل المادة التعليميّة رافعة للنجاح؟
- لهم طبيعتهم، ولنا طبيعتنا
- لم يكن أساسها ديمقراطيّا ولن يدوم
- ماذا إذا بيبي لم يعد يصدّق أحدًا؟
- شيخ العشائر
- المطلوب الآن تحديث وتطوير القوى
- رسالة عاجلة إلى الرئيس عبّاس
- القيادة الفلسطينيّة تعرف الطريق
- دمشقغراد بلد المعجزات
- هو حذاء ضيّق


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - بيبي لا يحبّ اللون الرماديّ