محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 02:11
المحور:
الادب والفن
راهِبُ النّار
إلى الشاعر
نزارقبّاني في
ذِكْراهُ الخالِدة
مَضى فـي
الْمَحْوِ هارِبا..
هُو طيورٌ تُحَلِّقُ.
هاجَر إلى أمْكِنَةٍ.
ولَّـى يُريدُ
شَواطِئَ الْمَجهولِ.
أغوَتْه عُيونُ الْمَهى..
أضَلّتْهُ الشّموسُ
وأعْياهُ غُنْجُ هِنْدٍ.
كُلّنا يعْلمُ ما
يُلاقي بِها مِن دَنَفٍ.
تاهَ أيها الشُّعراءُ
يوقِدُ فـي
البعيدِ نجمةَ الغدِ.
ركِبَ تمَرُّدَهُ العذْبَ
وغادرَ إلى مَداراتٍ
أُخْرى مِنْ
نافِذَةِ الْخَلاص.ِ
ذهَب في الاّزورْدِ
يتَفيّأُ القصيدةَ ويرْسمُ
أحْلامَنا الْغابوِيّةَ
والجِرارَبالكَلِماتِ
والقَواقعِ والأصْداف.
قدْ هرَب في
سُهوبِ العُرْيِ.
اِنْطلقَ رَحلَ
مُلوِّحاً يَمْتطي جُنونَ
الرّيحِ والعَناصِرِ ..
ترَك في عُروقي
غيْثاً شارداً لأِنْهُرٍ بيْضاءَ.
ما أعظمَ صَهيلَهُ
الْمُعتّقَ في الأبْعادِ.
مضى راهِبُ
النّارِ مُتَلفِّعاً
بِالعُشْبِ مِثل نَهْر.
رُبَّما انْكسَرَ أو
ْ توقّفَ يلْعَقُ جِراحَ
كبَواتِنا فوْق حَجرٍ
آخرَ في الكيْنونَةِ.
أو ضاقَ بِنا ذرْعاً في
ليْلٍ لا ينْجلي فهامَ
على وجْههِ يُشاكِسُ
الحورِياتِ
بِشباك القصيدة.
تعِبَ النّهرُ
شيّعَهُ السِّنْديانُ والسّرْوُ
إلى الأقاصي صوْبَ
جِهاتِه الغامِضَة.
الصّوامِعُ هلّلتْ
والنّواقيسُ أجْهَشتْ
تنْعَبُ افتِقارَ يدي إليه.
تَشَرّدَ الصّخَبُ بيْننا في
أشعارِهِ الزّرقاء.ِ
هو الذي اشْتكى مِن
ليْلنا المُرْعبِ.
خَذَلْناهُ في أوْطانِنا
فاسْترَدّتْهُ الصّباحاتُ
والشِّعْرُ إلى أنْدَلُسٍ
امْتطى بُراقَ الْحُبٍّ
إلى رَحِم الْمُنَى.
لهُ الْحَظُّ
في كلِّ موْقعٍ.
طوبـى لهُ معَ
الْمُخْتارين في
الوادي الْمُقَدّسِ.
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟