محمود عبدالبديع الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 19:48
المحور:
الادب والفن
لأن الرحيل لا يشبه أمنياتي ؛
أمنية
____
لا أريدكِ قصيدةً غزلية
تستبيحُ جسد النص ،
وتفتحُ أزرار قميصها للعابرين
ليَنْهَشوا لَحم حروفها الغضة
فوق أسرة ليل الرغباتِ .
أريدكِ قصيدة " درويشية "
تتماها مع أنغام ناي قديم،
وجدائل نهر منساب في أوردتي
أريدكِ قصيدة " درويشية "
تحملُ في كفيها قضية الأرض ،
وبعضٌ من أزهار القرنفل .
تصلي نحو الجياع في الخيام ،
وتهمسُ لي كل ليلة
( أيها المنفي ..
أنا رصيفٌ من دياركَ ، فنم عليه ) .
لن أختارك في الولادة القادمة
__________________
- أحبَبتُكِ .!
كانَ يَكفي أن أهشم وجه القسوة
وأغير ما أرشفه أزميل رحيلكِ ...
على جدار الذاكرة الصغيرة .
كان يَكفي أن أمنح ظهري لزهر الياسمين ؛
كي لا أراه يَبكي وحشته
ولا يَراني ..
وأنا أطفأ بياضه ؛ بالظلمة
- لأنكِ أنتِ ..
لم أعد أنا كما كنت .
لن أستبيح دهشَتُكِ بالبياض ،
ولن أعلق غيابكِ بالحضور .
لأن الياسمين يموت وحيداً – هكذا أفترض غيابكِ –
سأرتدي وجه النهار ..
وأطلقُ للريح تلك الظلمة
سأرتدي هذا البياض الوجودي ،
على باب الحلم البسيط .
- لأني لم أعد راغبا بالحضور
لن أتوه مجددا في نظرية الغياب
ولن أفترض أزمنة أكثر واقعية
تكونين بها مثلما أشتهي .
لأنكِ لا تشبهين أمنيتي
لن أختاركِ بالولادة القادمة . !
- محمود عبدالبديع الهيتي
#محمود_عبدالبديع_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟