أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - حقوق الانسان كل وليلاه














المزيد.....

حقوق الانسان كل وليلاه


محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجنين في بطن أمه يتحدث عن حقوق الإنسان ،والشيخ الطاعن في السن يدرك إنها متعة حقيقية لو عاشها وهو يردد" ليت الشباب يعود يوما "ليصفق بدوره للحقوق.والأحدث المتسكع في الشوارع الذي لايترك امرأة تمر دون رصدها ليرسل سهامه السامة إلى طولها وقدها وهى في نظره حق من حقوقه . واللص السارق من حقوقه العيش ولو على حساب الناس .والمعلم يحلب جيوب أولياء التلاميذ ويرى ذلك من حقوقه.وهكذا دواليك...كل من سلك طريقا أما صالحا أو طالحا يحسبه من الحقوق التي تفرض على الدولة احترامها.لا شك إنها وضعية شاذة إذا ما نظرنا إليها من زاوية فكرة الحقوق نعلم جيدا أن فكرة حقوق الإنسان فكرة نيرة نبيلة جامعة غير قابلة للتجزئة ،سواء كانت حقوقا سياسية أو مدنية ،مثل الحق في الحياة ،وفي المساواة أمام القانون وكذلك حرية التعبير وحرية المعتقد والتفكير ،أو اقتصادية وثقافية واجتماعية مثل الحق في الشغل والتعليم البناء والصحة الجيدة ،أو حقوقا جماعية مثل الحق في التطور التنموي وتقرير المصير،فهي حقوق غير قابلة للتجزئة ومترابطة ومتآزرة .ومن شأن تحسين أحد الحقوق أن ييسر الارتقاء بالحقوق الأخرى .وبالمثل ،فان الحرمان من ابسط هذه الحقوق يؤثر سلبا على باقي الحقوق.فالدولة إذن باعتبارها مؤسسة نظامية دستورية تعمل على المحافظة على حق الإنسان وحماية هذه الحقوق ،لكن على الإنسان أن يحتفظ بقدر من المرونة في التوجه نحو الحقوق عليه أن يدرك قيمتها العليا والسامية بعيدا عن المزايدة واستخدام خطاب الحقوق للحصول على مرابحات او تعطش للسلطة او الجاه .
وللأسف فان الحديث اليوم عن حقوق الإنسان يدخل في إطار الابتزاز والأدهى والآمر ان من يتصدرون للدفاع او المطالبة بإقرار حقوق الإنسان هم أول من يفسدون العملية الحقوقية ،ففهمهم القاصر يضعهم خارج دائرة استيعاب وفهم منطق الحقوق.
قلة قليلة من الحقوقيين يمارس عمله في ظل احترام للقانون وفي إطار سلوك أخلاقي واضح وسليم.أما البقية الكثيرة والمتكاثرة يوما عن يوم فهمها للحقوق يقتصر على خلق الارتباك داخل المجتمع وجلب مفسدة الفوضى، مع رفض تام لتأدية الواجبات المدنية.
نستطيع إذن من خلال هذه المقاربة السريعة ان نقدم ملاحظات حول سير المتصدرين للدفاع عن حقوق الإنسان .:
أولا فشل في التخطيط وارتباك في الأولويات ومرد ذلك إلى تسييس المطالب الإنسانية العاجلة كمطلب الرغيف أو العمل أو الكرامة .
ثانيا خضوع المتصدرين للحقوق لالتزامات تجعل الواحد منهم يقاد لأجل مصلحة مع منفعة خاصة به.
ثالثا ضعف التكوين الحقوقي ،فالناظر للخريطة الحقوقية يستغرب لتصدر كل من هب ودب للدعوة لإقرار الحقوق.
تصبح حقوق الإنسان سلعة رائجة لمن فشلت تجارته ،فاليساري العدمى اختارها طريقا سهلة .يتشدق بكلمات ويطنب بعبارات رنانة وفي لحظات نشوة وقوة وانفعال عاطفي مع دعوة الحقوق يسقط في مزايدات تضعه في خندق العدو الحقيقي للحقوق .
ولحقوق الإنسان جولات وصولات مع التيار الاصولى المسيس ،الذي وجد نفسه في مفترق الطرق بين تطلع للتماشي مع متطلبات حقوق الإنسان التى لا تراعى الخصوصيات المحلية التي تتذرع بها جل التيارات الأصولية وبين رفض قواعد حقوق الإنسان جملة وتفصيلا .وطبعا هذا لايمكن بل يستحيل لان التيار الاصولى المسيس لن يكلف نفسه عناء الخروج من اللعبة السياسية لأنه يدرك تماما أن وراء الحقوق مزايدات ومناورات ولذلك فليس غريبا ان يتصدر هذا التيار رئاسة جمعيات ومنتديات تدافع عن حقوق الإنسان.
وجد الاصولى المسيس في خطاب حقوق الإنسان منفذا لصناعة وجوده ولو على حساب مبادئه الرئيسة
وفي الصحراء أو في الجنوب ،كما في الشمال ،يشتغل الناس حماسة لحقوق الإنسان ،رغيف يومى تلوكه الألسنة لكن دون إدراك لقيمته الحقيقية فللمفهوم شروط وقواعد وأدبيات وممارسة معقلنة ومنطقية سليمة .
تفترض حقوق الإنسان، معرفة الإنسان بواجباته اتجاه مجتمعه .اتجاه نفسه وعائلته .وتتطلب ممارسة سليمة للحقوق التي يخولها طبعا القانون.قانون الدولة الذي هو اسمي من قانون وضع ليخرق من طرف من يدافعون عنه .لتصبح حقوق الإنسان من واجبات الناس اتجاه الدولة.وهذه الأخيرة تحمى خيار الناس او اختياراتهم طبقا للوضعية التي يختارونها. لكن طبعا في نطاق ما يسمح به القانون اى قانون الدولة .



#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل الامام البوطى ...قتل باسم الدين
- حزب العدالة والتنمية المغربي..الطريق المفقود
- المغرب من رياح التغيير الى ريح العدالة والتنمية
- الثورات العربية المسروقة
- قناة الجزيرة القطرية متاهات الى اين ....؟
- وزراء الشعب ووزراء انفسهم ....المشهد المغربي .
- المغرب :سبحة رئيس الحكومة..... الدلالات
- اضواء على جماعة العدل والاحسان المتطرفة بالمغرب


المزيد.....




- رئيس وزراء إسرائيل السابق: السبيل الوحيد لحماية إسرائيل هو ا ...
- قطر تستضيف مفاوضات جديدة حول غزة وألمانيا تدعو للتوصل لاتفاق ...
- البيت الأبيض: على مادورو الاعتراف بفوز منافسه زعيم المعارضة ...
- حميميم: طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن انتهك قواعد أمن ا ...
- رجل أعمال ألماني يؤكد أن روسيا ستستحوذ مستقبلا على جميع الأس ...
- منسق العمل السري: الضربات على ميناء أوديسا استهدفت ترسانة لل ...
- ليبيا تعلن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جدري القردة عقب تفشيه ...
- روسيا تهدد.. عمق أوكرانيا مقابل كورسك
- -القسام- تنشر مشاهد استهداف جنود إسرائيليين متحصنين داخل الم ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: جاهزون لقرار القيادة السياسية سواء ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - حقوق الانسان كل وليلاه