أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - العلاقات العربية-الصينية ..المعيقات وأسباب التباعد














المزيد.....

العلاقات العربية-الصينية ..المعيقات وأسباب التباعد


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصين والمنطقة العربية ،على وجه الخصوص،تربطهما أواصر قربى ترقى إلى الحكمة،وقد عمد طريق الحرير هذه العلاقة ،ودمغها بالختم الذي يتوجب أن تكون عليه العلاقات السليمة.
الحكمة والبحث عن المصالح ونسج علاقات سليمة وسلمية ،هو ديدن الصين والعرب معا ،كما أن الصين ولحكمتها الكونفوشيوسية ليست قوة إستعمارية كما هو الغرب ،وكذلك العرب والمسلمين ،بمعنى أن العرب والصين يلتقون في بداية الخط المستقيم بوجوب إقامة علاقات تقوم على مبدأ :لا ضرر ولا ضرار.
السؤال الذي يطرح نفسه :ما دام الأمر كذلك ،فلماذا لا نرى تحالفا عربيا صينيا ؟ولا أريد القول أن العرب عليهم إغلاق النوافذ والأبواب أمام الآخر وعدم الإقتراب منه أو السماح له بالإقتراب منهم.
ما أرغب برؤيته ،هو أن يضع العرب تصوراتهم المستنبطة من مبادئهم وتصوراتهم لمجتمع دولي قائم على العدل والمساواة ،ويعلنونها على الملأ ،وبدون خشية من أحد ،وعندها سيتبين لهم الخيط الأسود من الأبيض ،ويحدث إصطفاف ولا أروع ،وتكون الحالة أدعى للدرس والتمحيص.ويظهر العرب أنهم ليسوا حكرا على من يوجه لهم الطعنات تلو الطعنات كما هو حاصل حاليا.
بالنسبة للصين فمنذ إنطلاق الثورة الفلسطينية منتصف الستينيات من القرن الماضي،قدمت دعما مفتوحا للفلسطينيين تحت شرط واحد:أن واصلوا مقارعتكم للصهيونية والإمبريالية.
لكن واقع الحال العربي الذي يتسم بالتراجع المستمر وعدم الحفاظ على المصالح العربية ،أدى بالصين إلى التراجع عن مواقفها تجاه القضايا العربية وتحديدا القضية الفلسطينية ووصل الأمر بها إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد مشاورة " الفلسطينيين " طبعا ،خاصة بعد إنسلاخ مصر الساداتية وتوقيعها معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل يوم 17 أيلول 1978وتبعتها م.ت.ف في أيلول 1993 ثم الأردن في تشرين أول 1994،ناهيك عن حصيلة الصين الإستخبارية عن الإنفراط الحاصل في العقد العربي تجاه إسرائيل ونوع العلاقات المنسوجة بين الطرفين.
لاحظت الصين مؤخرا ،أن العرب قد تفرغوا لعدائهم مع إيران وأنهم باتوا يحجون إلى بكين حاملين حقائب الأموال والضغوط عليها ،كي تصطف معهم في الضغط على طهران ،وان تنضم للجوقة الدولية التي تقودها أمريكا ضد إيران التي دخلت النادي النووي وإن لم يتم تتويجها رسميا.
قبل نحو ثلاث سنوات عقد المنتدى العربي –الصيني دورته في شنغهاي وتسربت أنباء عن خلاف عربي- صيني تمثل برفض الوفد الصيني التوقيع على وثيقة تقول أن القدس عربية وهي عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
بعد أيام من إنتهاء المؤتمر إلتقيت دبلوماسيا صينيا خدم كثيرا في المنطقة العربية وسألته بإمتعاض عن سبب هذا الرفض ،لكنه وبكل الثقة المعهودة قال أن العرب ومنذ سنوات لم يتحدثوا معنا بشان القدس والقضية الفلسطينية ،وإنما كانوا يأتون إلى بكين حاملين حقائب الأموال للضغط علينا من أجل الإنحياز ضد طهران .
لو كان العرب جادين في التوازن الدولي وفي مجال العلاقات الدولية ،حفاظا على مصالحهم ،لتعاملوا ليس مع الصين فقط ،بل مع كافة القوى الدولية مثل أوروبا وأمريكا اللاتينية وافريقيا وغيرها من التجمعات الدولية ،بما يعود بالنفع على القضايا العربية بشكل عام ،ولأجبروا حتى أمريكا ومن لف لفيفها على إعادة التفكير بمواقفها وتعديلها ما أمكن حسب تضرر مصالحها وحفاظا عليها.
ذات زيارة لبكين كنت مدعوا على مائدة نائب وزير الخارجية لتناول طعام الغداء،وتحدثنا مطولا عن آفاق العلاقات العربية –الصينية ،وعاتبته على سماح بكين ليهود بإيجاد موطيء قدم في الصين.
أجابني مضيفي بالقول أن الصين أعلنت انها بحاجة للإستثمارات الأجنبية ،وأسمعت صوتها للعرب والمسلمين لكن أحدا لم يأت بصرته ويستثمر في الصين .
جواب منطقي بإمتياز ،فالعرب منهمكون بكل ما يمتلكون، في دعم الغرب التي تقوده أمريكا وإنعاش إقتصادهم على حساب قضايانا ومصالحنا، بدليل أنهم خسروا أربعة تريليونات دولار في الأزمة العالمية الأخيرة ،ولست بكاشف سرا إن قلت أن ما قتل القذافي بعد الإطاحة به هو مطالبته بالأموال الليبية المرهونة أو المسروقة في بنوك الغرب.
هناك قصة اخرى تشوب وضعنا دوليا وهي أننا 22 صوتا وتصورا ونمط حياة سياسية وسياسة خارجية، بينما العالم أمامنا كتل محددة المعالم ،وهذا دليل على ضعفنا وفشلنا في صياغة علاقات سليمة مع الاخر.
الصين لديها إهتمام متزايد في المنطقة ،والمطلوب وضع إستراتيجية عربية تتجاوز واقع التقسيم العربي ،خاصة وأن الصين عملاق مقبل ،وهي البديل لأمريكا في قيادة العالم.
المطلوب إقامة شراكات عربية –صينية ،والبدء بحوار حضارات بين العرب والصين ،يكون طريق الحرير هو أحد أبرز معالمها،وليس إبحارا ضد التيار أن ندعو إلى إعادة سلوك هذا الطريق وتدشينه رسميا من جديد.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون السوريون في الأردن ..كلام يجب أن يقال ويسمع!
- العلاقات العربية –التركية..الواقع ،وأساليب النقلة النوعية
- متنزه -تكسيم -هل يزهر ربيعا تركيا؟
- السيناريو الأسوأ..نهاية المطاف
- أزمة -تكسيم-..هل ستكون مقدمة لتقسيم تركيا؟
- السلام الإقتصادي ...القضية بحجم رغيف الخبز
- سيناريو ضرب ايران – كلاب مدربة تحمل متفجرات
- الأردن في عيد إستقلاله السابع والستين.زأزمات تتعمق ولا حلول
- الشعب الأردني ..عفارم
- الأردن وسوريا ..التورط غير المحسوب
- المواطن الأردني لا باكي له
- الأردن وإسرائيل ..ألا يكفي إمتحانات
- الأقصى ..ماذا بعد الإدانة؟
- الهروب الكبير
- الإعلام الأردني بين الخصخصة والأمننة ..يا قلبي لا تحزن
- أطلبوا السلام ولو في الصين
- مسيرة الخميس..الإبداع الأمني
- سوريا تشهد حربا كونية
- الموساد إذ يخترق الجسد العربي
- شيطنة إيران


المزيد.....




- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - العلاقات العربية-الصينية ..المعيقات وأسباب التباعد