أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى الجهوري - : معصوبة العينين إلى البحر















المزيد.....

: معصوبة العينين إلى البحر


هدى الجهوري

الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


أنا أنحني كسماء على بطني المنفوخ الذي أخشى من تكوره الغريب ، ولا أقوى على امتطاء هذا الحزن الأسود الذي بدأ يشربني منذ أربعة أشهر ، وتسعة أيام .غدا سأذهب إلى البحر معصوبة العينين لأغسل جسدي من بقاياك عليه ، ولأمتطي صهوة النسيان .سأعود عروسا بثوب أبيض ، وسأستبدل طرحتي بتلك العصابة التي ستحكم قبضتها على عيني . ستقودني النسوة عروسا للبحر الذي سيغتالني بملوحته حين يدغدغ أصابع قدمي لأضحك ، ورغوته ستمسد شعري المكشوف للشمس ، سأنام على عري موجة وحيدة مثلي ، وسألقي ثيابك ، وعدة حلاقتك، وإزارك الذي أودعته تحت رأسي برفقة الملح و(المجز) الحاد الذي يبعد عني الأرواح الشريرة ، كما سأتخلص من فراشنا المشترك ، وسألقي بك في عين البحر لترمد .هكذا قالت لي العجوز العمياء التي تحفظ القرآن عن ظهر قلب حين فرغت من صلاة المغرب ، وهي تناولني ثوبا أبيض. قلت لها قبل أن تخرج وأنا أقلبه بين يدي :
- هذا يشبه الكفن أكثر مما يشبه فستان الفرح ...
شحب وجهها ومدت يدها التي أخطأت لمسي حتى خطر بذهني أن هذه العمياء لا تملك أعضاء مبصرة ، لذا لم تكن قبضة يدها تمسك سوى الهواء صاحت بغضب :
- وهل أنت عروس ......أنت امرأة ستخرج غدا من العدة .....هل نسيت .....!!!
لم أنسى أن زوجي مات منذ أربعة اشهر وتسعة أيام ، ولم يترك لي من الإرث سوى هذه الجدران الموحشة ، والثياب السوداء ، والأبواب الموصدة ، والنساء الباكيات عليه ....
هاااه ...هل يجب أن أبكي عليك يا زوجي الغائب ،وأنت يحضنك التراب ، ويشاطرك الدود الحكايات ، وأنا هنا تضيق بي الجدران . هكذا ذهبت دون مقدمات ، ودون تبرير كاف لكل هذا العبث المجاني ، هكذا اقترفت الغياب ، وعصرت عمري البكر في إناء الترك .فاسد غيابك ، ويطبع بصمته على قمصاني الملونة التي لم أعد ارتديها منذ أن ذهبت ، هكذا غادرت لتحلق بعيدا ولأسكن أنا حكاياتي الناقصة كنت مسكونا بالخوف ، والبكاء وأنت تقول لي أن روحك سيحملها غراب في منقاره ،وكنت أنا أضحك عليك .هذه هواجسك أنت ابن( المنطقة الداخلية) تلك الأماكن التي لا تصلها سوى الغربان الضالة ، وعندما تشاهدونها تعتقدون أنها نذير شؤوم ،وتلبسكم عباءة الحزن . حين تزوجتني أخبرتك أمي أن البحر يسكنني منذ زمن بعيد ،لذا اضطررت لأن تشتري لي بيتا في منطقتي (الباطنة) نزولا عند رغبة أمي التي لم تحبذ ذهابي بعيدا عنها ، هكذا أجدت تدليلي سابقا أنا ابنة الثامنة عشره ، وأنت الأربعيني الذي كنت تريد أن تحصل على موافقة والدي للنزول على( ضرة ) تلك التي لم يتسنى لي بعد التعرف عليها، وعلى أبنائها الذين ربما هم في مثل عمري .اعتقد أيضا أنه من الجائر أن أنعتها ب(ضرة ) وأنا بعد لم أتعرف على طباعها تلك التي ربما لا تحيلها لهذه المسميات الخبيثة .كنت أسأل زوجي دائما :
- لماذا مذ جئت إلى منطقتي ، وأنت خائف من الغربان ، تتوجس منها حين تملأ حوش منزلنا ، وأنا أمسك نفسي حتى لا أقع على رأسي من الضحك .أركض خلف الغربان لأطيرها ،لكن مزاجك دوما متعكر فيما يتعلق بالغربان .وكنت تعاود الصراخ بوجهي:
- أنا لا احب الغربان سيأخذ غرابا ما روحي في منقاره ذات يوم ....
تلك الليلة التي سبقت وفاته تقلب طويلا في الفراش ثم اندس في صدري كالملدوغ ، مر زمن طويل على أن يحتمي بجسدي ، مسحت على رأسه وشرع يصيح بخوف :
- غراب ...غراب ...غراب ....
ظل يغرس خوفه كخنجر في صدري ، وأنا مندهشة من فزعه المبالغ .
لزمن طويل لم أكن أعرف إلا صوته المرتفع ، والنصائح الجاهزة وتقديم الطاعة والاحترام ، فوالدي حين اكتشف جنوني المبكر قرر أن يزوجني برجل كبير وعاقل ، ليخفت نزقي وجنوني ، دون أن يدري أنه كان يطفئني باكرا في سرير بارد ، ويدفنني في مقبرة رجل ينام باكرا ويصحو باكرا ليغادر إلى عمله قبل أن تستيقظ الغربان، وتثير ضجتها التي تؤذي شحمة أذنه ، بينما أنا أفتح ستائري على نعيقها ، وأترك لساقي الركض لمداعبتها
لم أكن أصدقك يازوجي ......
لكنك كنت محقا أخذ غراب روحك بمنقاره ، وطار ......
كان ذلك حين تأخرت عن موعد عودتك المعتاد من العمل ، وبقيت انتظرك بالقرب من الغداء البارد والصحون النظيفة انتزعني رنين الهاتف .....
- نعم زوجته .....ماذا .....لكن كيف .....؟
لم أكن أصدق أن الكائنات تسلم روحها بيسر ...لكن هذا ما حدث ، دخل غراب من نافذة السيارة المفتوحة فشهق خوفه ، واصطدم بشاحنة كانت تسير أمامه ، في الوقت الذي خرج الغراب من نفس النافذة المفتوحة وحلق وهو يحمل شيئا ما في منقاره ........
هكذا إذا كنت نبيا وكنت تعرف أن روحك منذورة لغراب ....
ربما تأخرت لكني الآن أصدقك .......
أنا الآن موثقة بهذا السواد ، وأنت بعيد . لم تكن في حياتك قريبا مني والآن أنا مضطرة لأن ألتصق بذكراك ، ومضطرة لاحتمال هذه الزائرات البغيضات اللواتي لا أدري من أين يستعرن الدموع ، وما إن يتوارين حتى يأكلن التمر، ويشربن القهوة ، ويفتحن شبابيك النميمة على اتساعها .أصبحت حديث الحارة . هنالك امرأة قالت لي أنك لم تمت وأن زوجها شاهدك الليلة الماضية تمشي عند الشارع العام ، وقبل أن افتح فمي كانت امرأة عجوز بالقرب مني ،وعمياء تقرأ القرآن غيبا تقحم نفسها في حديثنا قائلة : هذا الكلام لا يجوز الأرواح تزور الأماكن التي تعرفها في الأربعين يوما الأولى للوفاة .....
مطت المرأة الأخرى شفتيها وهي تردف : وما أدراك أنت ، وهل صدقت أنه مات بسبب غراب .....!!! إنه مسحور ، الغراب لم يكن سوى ساحر ماكر ، زوجي قال أنه سمع السحرة تشاورا فيما بينهم ليأكلوه .......
امرأة أخرى لا أعرفها تتدخل :
- اصمتا ...دعوها يكفيها الحزن .....
الحزن ...!!!! يا إلهي أنا لا أشعر بالحزن أبدا ، ولا رغبة لي في تقاسم البكاء مع هذه النسوة الغريبات الأطوار ...كم أنا صغيرة .......
اعتقدت أني صغيرة على الفرح والفستان الأبيض حين قرر والدي دون أن يستشيرني أن يلقي بي في حضن هذا الرجل الذي يكبر طفولتي بعكاز ، لأن الفتاة التي لا تتزوج باكرا سترتكب فضيحه ، والآن اكتشف أني صغيرة أيضا على هذا الحزن ، وهذه الملابس ، والجدران .امرأة أخرى تقترب مني تمسك برأسي تقربه من رأسها ، وتندفع بالبكاء ، وأنا صامته ، لا أشعر برغبة في شئ ، رفعت رأسها وبدأت تعدد أفضال زوجي علي وعليها دون أن تنسى تذكيري كم هو مخيف هذا الفقد .ليتها تعلم كم أنا فرحة باستعادتي نفسي ، و كل ما انتهكه زوجي من مسرات ، وعنب .تركتني حين لم أجد التفاعل معها والبكاء ، وتركت عيني مفتوحة باتساع دهشة .انسحبت نحو مجموعة من النساء اللواتي شكلن حلقة حول علب التمر ، والقهوة ، استردت قوتها ، وانخرطت بسرعة فائقة بالتحدث إليهن .لا أفهم .هل أنا صغيرة لأن لا استوعب هذا الحزن السريع ،وهذا الفرح المباغت .يا إلهي كم يجدن تبديل وجوههن !!!مازلن يتحدثن عن الغراب كلما أتت امرأة يحكى لها عن الغراب .ياااااه أيها الغراب فقط لو تأتي .احتاج إليك أن تزف روحي بعيدا من هنا ،و أود لو أحلق معك ..تعال .
المرأة العجوز والتي لا تكف عن قراءة القرآن ، طلبت مني أن ألبس شالا طويلا ، وأن أتركه يتدلى على الأرض ليسحب ، وأسير به في الغرفة والليوان والحوش لأخفي بقاياك ، وآثارك .....أليس مضحكا أن أفعل ذلك . ظننتها تمزح لكنها صرخت بوجهي وهي تشد الشال على رأسي قائلة :
- هيا ...يا ابنتي ..لا تبقي شيئا من آثاره هنا ،لا تتركي روحه تعلق بالأماكن .
أخبرتها :- وثقوب الذاكرة كيف سأنظفها ....؟
امتصصت صوتي ، وهي تسحبني من يدي بغضب و(الشيلة) تسحب خلفي صائحة :
- تلك الذاكرة سينظفها رجل آخر سيدخل حياتك يوما ما ...أو ربما سينظفها البحر حين نغسلك غدا .
أشك أن رجلا آخر ستمطر مواسمه فوق حريقي ، لكن ربما هو البحر سيفتح شاطئه الطويل امتداد خطوتي ، وسيلم اتساع جرحي ، وسيزبد حين أهم بالبكاء ، وأترك رأسي برأس موجة لنغني بصوت عال كل الأغاني التي نسيتها منذ أن دحرجني والدي في اتجاه معاكس للفضيحة .
اليوم أنا بيضاء وألبس ثوب طويل وأبيض خاطته جارتي ليلة البارحة لألبسه ليوم واحد هذا اليوم الذي سأرى فيه الشمس ، وسأغادر الجدران
التي اتسخت من كثرة ما حككت بها ظهري الحزين .الفرح يزغرد في روحي تمنيت أيضا لو كان باستطاعتي أن أحمل باقة ورد أحمر لأزرعه في البحر لكن العجوز العمياء كانت تزم شفتها بغضب كلما اقترحت شيئا جديدا .لم أكن أعي بعد أنه لا يجوز مخالفة العادات ،
لأن العواقب وخيمة ،ولأن أرواح الأموات مؤذيه إن لم أتقن أداء العدة .هكذا نبهتني العجوز .أردت أن أضيف بخوف : يبدو أن ( العدة ) تشبه الفيزياء والكيمياء والرياضيات المواد التي جعلتني أنفر من المدرسة إلى براثن زوجي رحمة الله عليه .ولكني لم أضف شيئا لأن العجوز ونساء أخريات كانت من بينهن أمي بدأن بربط العصابة على عيني ، ثم سمعت صرير الباب وهو يفتح ، فكان أن عانقني هواء ساخن بدأ يتحسس جسدي للتو .خرجت، والنسوة يسقنني من أطرافي ، وقدماي الحافيتان تنو سان على التراب الذي افتقدته .أخيرا بدأت أطرافي تطقطق ،وظهري يشهق عاليا ليقبل السماء ، والنسوة يبللن ريقهن بالعويل والبكاء . حملن في أيديهن كل الأشياء المشتركة التي تتعلق بنا يا زوجي وألقين بها في البحر .فجأة شعرت بالموج يقبل أقدامي. أنا الآن أتزوج البحر ،وهو يحاول استلطافي. أشعر به ينحسر ثم يندفع بولع إضافي صوبي ، يتسلق أقدامي ، وأنا اتجه صوبه بخطوات خائفة ، أتعرى من ثوبي الأبيض .أرخي نفسي على صدره لأسمع صوت أنفاسه المتعاليه ،تركت شعري ينبت على زبده ،ورغوته تخضب يدي بالحناء .اقترب مني ، وأنا بعد معصوبة العينين أستعين بأذني وجسدي لأشعر به .كانت القبله الأولى التي تركها في فمي مالحة ، ولذيذة أغوت صدري المكشوف على الإنغراس أكثر فيه . أنا أنتشي ، وجسدي يغريه هذا التدافع لدرجة أن العصابة بدأت ترتخي على عيني هكذا يفعل الأزواج عادة وهم يرفعون الطرحة من على وجه العروس. العصابة تسقط وعيناي ما تزلان مطبقتان بالحلم .النسوة يرفعن صوتهن ليخرمن سقف السماء ولكي يستمر الحلم بكل خفته على أعصابي خمنت أنها الزغاريد .لكن العجوز العمياء والتي تحفظ القرآن عن ظهر قلب تركتي فجأة ، وهرولت راكضة مع أصوات النسوة اللواتي قفلن عائدات من خلفي كوجع . كان الصمت الذي غلف المكان دبوسا في روح الحلم ، ورغم أن البحر لم يفقد شهيته بجذبي في اتجاهه إلا أن رؤوس الأسئلة تدافعت كالأفاعي في خوفي .. يا إلهي ما الذي حدث ..؟
فتحت عيني بخوف..شهقت في اللحظة التي سقط غراب في البحر كتفاحة ناضجة ... (تمت )



#هدى_الجهوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكايه الشحيحة .....هل تكفي اثنين
- (1)صوت


المزيد.....




- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى الجهوري - : معصوبة العينين إلى البحر