أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي














المزيد.....

عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون من قبيل الصدفة أن تتوالى بالأسابيع الماضية كلمتين هامتين لحسن نصر الله تركزان على الموضوع السوري، ثم يليهم لقاء سريع على فضائية حزب الله مع بشار الأسد. وقد تتكامل الصدفة أن يوسف القرضاوي يصدر واحدة من فتاويه النارية. وما يحيل هذه الصدف إلى عشوائيات أن يفشل ميشيل كيلو في اختراق الائتلاف ويتراجع التأثير السعودي أمام القطري. ويمكن أن نضيف لهذه الفوضى مظاهرات تركيا وتراجع نغمات "التفاؤل" الديبلوماسي الدولي الغربي والروسي قبيل جنيف2.
من الصعب طبعا أن نصدق أن كل هذه الأحداث هي محض صدف متتالية. بنفس الوقت الهروب للتفسير الساذج حول مؤامرات كونية أو عدائيات مطلقة هو أكثر تهافتا من قبول تفسير الصدفة. فسورية ومنذ سنتين تحتل مكانا أساسيا على استراتجيات أكبر امبراطوريات العالم: الولايات المتحدة بناتج إجمالي محلي يقارب 16 ألف بليون دولار، الإتحاد الأوروبي بناتج إجمالي محلي يقارب 16 ألف بليون دولار، الصين بناتج إجمالي محلي يقارب 8 آلاف بليون دولار، روسيا بناتج إجمالي محلي يقارب ألفي بليون دولار (للمقارنة ناتج سورية المحلي تقريبا 64 بليون دولار). هذه الأرقام وهذا الصراع تؤكد أن عامل الصدفة اقرب للصفر وأن توافق هذه البلايين من الدولارات على سورية ضمن مؤامرة أو كراهية أيضا مستحيل.
العلاقات الدولية تشبه لحد بعيد صندوقا مليئا بالكرات المرنة المتزاحمة على احتلال أكبر حجم فيه وأي تمدد أو ارتجاج في أحدها يستدعي ارتجاج كل الكرات الأخرى. الصراع على سورية يزداد تأزما ووحشية بين معسكري الصين وروسيا وإيران وحليفهما النظام السوري الحاكم وبين معسكر الغرب والسعودية وقطر وتركيا. لنحاول ربط ما جرى خلال الشهرين الماضيين مع بعضه البعض.
ظهور نصر الله والأسد خلال الشهر الماضي وعبر فضائية المنار وكلامهما الواضح حول الاستمرار بما سميّاه الحرب ضد أعداء الممانعة، وما حمله خطاب نصر الله من إيحاءات طائفية بسبب عمامته السوداء، وكلنا يعلم أن كلا الشخصين مستمرين بالحياة بسبب دعم النظام الإيراني. ثم فتوى القرضاوي أو ما يسمونها دعوة القرضاوي لكل المسلمين السّنة للجهاد في سورية وكلنا يعلم أن القرضاوي لا يعيش بسويسرا لكي يصدر هذا الكلام الخطير دون بركة حاكم قطر.
كذلك شاهد وسمع غالبية السوريين المسرحية الكوميدية السوداء في اسطنبول بين جماعة ميشيل كيلو الواثقة من قدرتها على الاختراق وبين بنية الائتلاف المؤسسة قطريا. هذه المسرحية الهزلية انتهت ببقاء الائتلاف والمجلس على حالهما من حيث توزع القوى ولم تؤد بالواقع سوى لزيادة سمعتهما الشعبية سوءا في الشارع السوري وفقدهما للمصداقية السياسية دوليا. ورسخت أن ما سميّ "نزع حق الحضانة" من قطر للسعودية كان مجرد تجارب اختبارية غير جدية وما زالت حكومة قطر هي موقع ثقة الولايات المتحدة الأمريكية.
لو أضفنا لكل هذه الأحداث، تراجع حماسيات الولايات المتحدة وروسيا حول جنيف2 وخطورة انفراط العقد في استقرار الحكومة التركية بعد أحداث الأسبوع الماضي مع تراجع ناريات تصريحات أردوغان المعتادة، ولا حل أمام أردوغان سوى "تهدئة اللعب". نصل لنتيجة منطقية واحدة هي: إن أصحاب القرار الروسي والأمريكي المسيطرين على موازين الصراع حول وفوق سورية من خلال المال والإعلام والسلاح لم يصلوا لاتفاق أو بالأصح مقايضة ترضيهما وترضي حلفائهما في المنطقة. فأن يحيلوا كل المسائل الإشكالية الأساسية لما سمّوه القرار السوري مع المعارضة السورية الحالية التي بالكاد تمثل نفسها أو أشخاصها هو بالواقع إدخال للموضوع السوري في نفق طويل طويل.
منذ سنتين ونصف تزداد حقيقة أن سبيل النجاة لسورية كوطن ودولة هو فقط بالثورة التي تعني القفز ضمن المثالي والمستحيل. والتي تستدعي المدّ الشعبي الوطني الواعي المتسامح. لأن موازين القوى العالمية مالا وسلاحا وإعلاما ليست بيد السوريين واستمرار الدفع باتجاه التواكل أكثر وأكثر على السلاح والمال والإعلام هو تسليم سورية بشكل كامل لقرارات آلاف البلايين من الدولارات مهما حاول ملوك السوق العالمي تغطيتها بعباءات الدين والممانعة والوطنية.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العلوية المزعومة، حقيقة أم خيال؟
- الثورة السورية والمصالح الدولية -4- الموقف العربي
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- إيران
- الثورة السورية والمصالح الدولية -2- تركيا، روسيا والصين
- الثورة السورية والمصالح الدولية -1- الغرب وإسرائيل


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي