كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 11:20
المحور:
الادب والفن
قالتها بتأفف المكتئبين و كما لتجبرني على إنهاء المكالمة درءا لثرثرة جوفاء لا تراعي نفاذ مخزون المحزون من كل أمل في الحياة.
واصلتُ متحدية تعبها." حسنا، مادمت تريدين تدريس الأدب العربي، فلماذا لا تعودين للتدريس بالمعاهد الحرة؟ لقد أعلمتني" الزُّهرة" أنهم أنشئوا معهدا جديدا قرب بيتنا".
- "وينها خالتي "الزهرة" ؟ و الله استاحشتها برشة، بربي اشنيه أحوالها؟"
- "هكاكة! شوية أمراض و برشة تخرنين!"
- "ردوا بالكم عليها، راهي هي الخير و البركة". آه... لو كان الواحد منا يدري أن أمه ستفارقه إلى الأبد!( تنهدت اليتيمة).
- و الله هي التي ترهق نفسها بالتذمر و الشكوى!ما تزال في شكواها المعتادة لكل من يراها: " بناتي في الغربة "!
- "يعطيها كيّة الغربة"! اسأليني أنا عنها، أخذت مني أحب من عندي: خالتي و أختي.
- لكن "الزهرة" تعتبرني و أنا في العاصمة، في الغربة، كما "درّة" في الكندا!
- عندها حق، مادمت تغيبين عنها لأشهر لتزوريها ليوم أو يومين.
- ولكني على اتصال يومي معها بالهاتف، حتى أن ميزانية المكالمات معها تكاد تضاهي ميزانية الأكل، و يا ليتها فقط ترضى !
- الهاتف! إنه مجرد مُسكّن لوجع البُعد لكنه لا يلبث إلا أن يهيّج فينا أشواقنا!
- و هذا ما تقوله الزهرة دائما.
- تأكدي أنه لا شيء يعوض قرب الأحبة ونعومة اليد الحانية و دفء القبلة الصادقة.
(يتبع)
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟