أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - امير الجنابي - سلام عادل في ارتقائه الأخير














المزيد.....

سلام عادل في ارتقائه الأخير


امير الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 21:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



في دمشق ، منتصف الثمانينات ، وفي مكتب مجلة ( دنيا العرب ) جمعتني جلسة مع الكاتب و الروائي الفلسطيني ( محمد ابو عزة ) سكرتير تحرير المجلة . وفي خضم الكلام اكتست ملامحه مظهر التأمل والشرود ، ثم قال فجاة ؛ في ضميري ( مشهد ) مشهد لم يغب عنه ، و لابد ان ارويه ، ولكن ليس في سورية ، لأن الأمر يتعلق بحقبة من تاريخ البعث ، وان كان الأمر يتعلق بالبعث العراقي ، ولكني سأرويه لك ، وعدني بأن ترويه انت حين تغادر سورية فيما بعد . المشهد يعود الى العام 1963 و تحديدا في الأيام الأولى بعد انقلاب 8 شباط ، كنت ضمن طاقم الحرس القومي في مديرية الأمن العامة ، ومن بيننا مجموعة من العرب و الفلسطينين تحديدا ، و لاسيما بعض ممن اصبح في الخط الأول من قيادات منظمة التحرير ضمن حركة القوميين العرب ، كأبي علي مصطفى الذي قال يوما ، بأنه يود لو يقطع يده التي ساهمت في تعذيب الشيوعيين و المناضلين العراقيين في تلك الفترة . وفي نهار يوم كان لدينا ضيف ( دسم ) اقمنا له وليمة دسمة هي الأخرى من صنوف التعذيب والهتك الجسدي والنفسي على مدى ساعات . ( الضيف ) كان سلام عادل السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي . كانت طاقتنا على الإبداع في التعذيب و القهر لا توصف ، وكانت طاقته هو على الصمود و التماسك لا توصف ايضا ، وحين بدا ان الرجل في طريقه الى النهاية الأكيدة ، جاءتنا اوامر بالإبقاء على الرجل ، لأن شخصية مهمة في الطريق الينا. ولم تكن تلك الشخصية سوى علي صالح السعدي وزير الداخلية و الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي . و في ( صالون ابداعنا ) بدا المشهد طويلا ، حين وقف السعدي يحدق في سلام عادل الذي لم يبد انه على وشك الإنطفاء بعد . ثم قال السعدي مقربا فمه من عادل ؛انت منته وليس عليك الا الإعتراف . ثم كرر طلبه غير مرة ، وفجأة رفع سلام رأسه وحدق في وجه السعدي طويلا ، ثم قال بكلمات متقطعة و لكن واضحة و مفهومة ؛ انت سكرتيرحزب يفترض انه من ضمن احزاب التحرر ، و تطلب مني انا سكرتير حزب شيوعي ان اعترف.. انت لست اكثر من شرطي من هؤلاء . ثم سكت سلام لحظات ، و بدا وكأنه يستجمع قواه مرة اخرى ، ثم فجأة بصق في وجه سعدي بصقة يخالطها الدم ، لم يبد من سعدي للحظات اي رد فعل سوى ان يمسح البصقة ، وبدت منه حركة واشارات عصبية فهمنا المقصود منها ؛ اجهزوا على الرجل. . لا اريد ان اسهب في كيفية اجهازنا عليه ، ولكن الأمر بدا و كأنه قريب من رواية الشيعة لطريقة الإجهاز على الحسين في لحظاته الأخيرة



#امير_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - امير الجنابي - سلام عادل في ارتقائه الأخير