|
بقعة ضور على الرقابة العسكرية في المناطق المحتلة ..!
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 17:28
المحور:
الادب والفن
بعد نكسة العام 1967 واحتلال الضفة والقطاع ولدت ونبتت من رحم المعاناة والألم حركة أدبية وثقافية فلسطينية وطنية جديدة ملتزمة بالهم الفسطيني . وقد اختمرت ونضجت واكتملت عبر فكر نضالي تقدمي واعٍ ، استطاع الصمود والمقاومة من خلال ظاهرة ادبية أبرزها الشعر. ولمواجهة التلاقح والتلاحم والتكامل والتواصل بين اجزاء البرتقالة والثقافة الفلسطينية الواحدة داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وقطاع غزة ، منعت سلطات الاحتلال العسكرية الصحافة الشيوعية الثورية التقدمية (الاتحاد ، الجديد، الغد) من الدخول الى المناطق المحتلة ، وفرضت الاقامات الجبرية على الشخصيات الثقافية والفكرية والادبية في الجليل والمثلث ، بهدف القضاء على حركة الوعي الثقافي الجديد وهي في بدايات تشكلها وتبلورها . لكن رغم ذلك، فقد تسربت هذه الصحف والمجلات مثل المناشير الثورية السرية للمناطق المحتلة ، وراحت الجماهير الفلسطينية تتناقل قصائد شعراء المقاومة الفلسطينية المنشورة في هذه الصحف والمجلات ، وحفظتها عن ظهر قلب . ولا نزال نذكر قصيدة شاعرالشعب والوطن الراحل توفيق زياد "كاننا عشرون مستحيل" التي وزعت كالمنشور السياسي بخط اليد في الأيام الأولى من الاحتلال البغيض . وفي منتصف السبعينات بدأت بالصدور الصحف والمجلات الادبية والثقافية والفكرية الفلسطينية (البيادر، الفجر ، الشعب ، الطليعة، الشراع، الكاتب، الفجر الادبي، الشروق ) ، التي احتضنت حركة النشر الادبي وساهمت في تنشيط الحركة الادبية الفلسطينية ورصد الفعاليات الثقافية ، والدفع بالناشئة الى مستويات الابداع الحقيقي الملتزم والملتحم بحركة الجماهير وصيرورتها . وفي المقابل بدات تلوح في الأفق مؤثرات الرقابة العسكرية الاحتلالية على هذه الحركة ، مما دفع بالبعض من الكتاب اللجوء للصمت ، وفي فلبهم حزن وغصة ومرارة جرّاء عمليات الخنق والتضييق والبطش والارهاب الاحتلالي. وهناك العديد من المبدعين رفضوا الصمت مهما كانت أسبابه ومسبباته ، وتعمقت لديهم القناعة بضرورة اختراق حاجز الرقابة بخلق وتأسيس الكتابة الجدية ، والاصرار على الابداع والنشر رغم مقص الرقيب . واستطاعت الكلمة الوطنية الثورية الواعية ان تشق دربها بين صفوف الجماهير ، مستلهمة مضمونها التقدمي وانحيازها الطبقي، في النضال ضد الاحتلال وممارساته التنكيلية التعسفية . ونتيجة للدور الهام الذي اضطلعت وتضطلع به الحركة الثقافية الفلسطينية في الوطن المحتل ، قامت سلطات الاحتلال واجهزتها بفرض حصار فعلي حول الحركة الأدبية وصحافتها واعلامها ، وذلك بتوجيه سهامها نحو نشيطيها من الكتاب والادباء والمثقفين والفنانين والصحفيين الفلسطينيين واحتجازهم لساعات طويلة واعتقالهم والزج بهم خلف قضبان الزنزانة ، وكذلك احتجاز بطاقاتهم الشخصية ، ومداهمة المكتبات ومصادرة الكتب الوطنية والسياسية والفكرية ومنع الكتب الصادرة من الانتشار خارج المنطقة عبر الجسور ، ومنع المحاضرات والندوات والمهرجانات الادبية ومعارض الكتب والفن التشكيلي . وكل ذلك بهدف ضرب الحركة الثقافية الجديدة الناهضة الصاعدة ، التي تزايد دورها النضالي وشكلت ركيزة أساسية من ركائز النضال الفلسطيني التحرري . وقد دفعت هذه الاجراءات الرقابية والممارسات الاحتلالية القمعية الى مزيد من المواجهة والتحدي وفرض الذات الادبية الواعية ، وتنامي حركة ثقافية تعزز الهوية والانتماء والارتباط بالأرض والوطن والانسان ، رغم سياسة القهر والبطش وغياب الحرية .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منح الكاتب شاكر فريد حسن درع -المثقف- للثقافة والادب والفن
-
دور الادب في معركة بيروت ..!
-
31 عاماً على الحرب العدوانية ضد لبنان ..!
-
46 عاماً على النكسة والهزيمة العربية..!
-
في التجربة الثقافية الفلسطينية تحت الاحتلال ..!
-
حيفا عروس البحر ونبض فلسطين
-
النكبة في شعر جمال قعوار
-
طوبى ليارا عباس شهيدة المعركة ..!
-
يافا عروس فلسطين..!
-
صرخة سامية فارس ومأساة المبدع الفلسطيني ..!
-
أبو علي شاهين يموت واقفاً كالأشجار ..!
-
ورحل فارس الصحافة وعاشق القدس ناصر الدين النشاشيبي ..!
-
65 عاماً على النكبة ، والتغريبة الفلسطينية متواصلة ..!
-
المطلوب لجم عناصر -حماس- وممارساتها القمعية ..!
-
صفد عروس الجليل .. حاضرة في الغياب !
-
كي نتذكر ولا ننسى ... اللد مدينة التاريخ والعراقة!
-
كي نتذكر ولا ننسى / مدينة الرملة في القلب ..!
-
من أطلق النار على سيارة النائب في التشريعي ماجد أبو شمالة ..
...
-
لماذا منعت اجهزة -حماس- آمال حمد من السفر الى رام الله ..؟!
-
مظاهرة حيفا/ صرخة غضب ضد العنف المجتمعي !
المزيد.....
-
RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو
...
-
عاجل | معاريف عن وزير الثقافة الإسرائيلي: نأمل التوصل إلى صف
...
-
نزلها سريعًا!!.. واتساب يُطلق ميزة الترجمة الحية في الدردشة
...
-
أعلان الموسم 2… موعد عرض مسلسل المتوحش الموسم 2 الحلقة 37 عل
...
-
من كام السنادي؟؟ توقعات تنسيق الدبلومات الفنية 2025 للالتحاق
...
-
الغاوون:قصيدة (نصف آخر) الشاعر عادل التوني.مصر.
-
واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا
...
-
الغاوون:قصيدة (جحود ) الشاعرمدحت سبيع.مصر.
-
الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح
...
-
مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع
...
المزيد.....
-
الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة
/ محمد الهلالي
-
أسواق الحقيقة
/ محمد الهلالي
-
نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح
...
/ روباش عليمة
-
خواطر الشيطان
/ عدنان رضوان
-
إتقان الذات
/ عدنان رضوان
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
المزيد.....
|