محمد الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 02:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(من طقوس الطفولة في جنوب العراق , لعبة طرق الأبواب .. تتلخص تلك اللعبة الموسمية (في رمضان) بأن يقدم مجموعة من الأطفال على أختيار أحد البيوت ليكون مرمى لعبثهم , بالطرقة الأولى يكون الهروب تكتيكي ومسلي , لكن بعدها تتطور الأحداث , فمن يطرق أحيانا يتعثّر ويصاب بجروح قد تحرمه اللعب أيام طوال ) .
(هم ) ضمير للغائب الجمع .. وبابهم , ليس باب أحد ما , إنما تمرّس بطل حكايتنا على طرق الأبواب جميعها دون أستثناء .. أينما حلت (خبزته ) تبعها دون مراعاة عهداً أو ميثاق أو مبدأ , وحسب المثل العراقي (الياخذ أمك صيحله عمي ) .. تحوّل صاحبنا إلى (نكتة ) مخيفة , فالرجال أما بالكلمة أو (بالشارب ) ونوري هذا أسلامي قديم لا يقيم وزناً ل(الشارب) عملاً بالحديث المروي (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ) وتيمناً بملهميه (الأخوان المسلمين ) , فصار التعويل على مواعيده ب (الكلمة ) .. لكنه أضاعها , فتحول إلى (حيّال شرعي) . تميّز بدهاء وذكاء جعله قادراً على أقناع الآخرين بأخذ ما يريد (يعني قفاص) وطبيعة (القفاصين ) لا يقيمون وزناً لأي علاقة أو صداقة أو صلة رحم , وحتى الأقربون لم يسلموا من (بواريهم ) .
بعد أنقشاع الغبرة عن الملحمة الأنتخابية في نيسان الماضي دون حصول أحد على سبق تشكيل أي حكومة محلية , ذهب صاحبنا (أبو إسراء) كعادته طارقاً باب الحكيم .. كان يعتقد أنه سيضحك , لكنه وقع .. هرب وتعثّر نتيجة لأفتضاح أمره ...برر موقفه بأنه زملائه ورّطوه بالهرب وأنه كان جاد عندما أتى . فضيّع المسكين الضحك والمصداقية معاً !!
يقول سعد المطلبي (أن مفاوضينا في دولة القانون هم من يتحملوا ضياع التحالف بيننا وبين المواطن ) , ويؤكد السيد رئيس الوزراء أنه لا يستطيع السيطرة على قرار أتباعه في المحافظات , فكلهم يرغبون بتولي المسؤولية وحدهم .... وهذه الحقيقة لا تتجاوز أحد أمرين , إما أن يكون (نوري) غير مطّلع على الدستور أو أن هناك نية مبيتة لشراء الأصوات (بمليون دولار كما حصل في أحدى المحافظات ) , فكيف يستطيع من لا يملك أغلبية تشكيل حكومة لوحده ! ثم أبلغوا الرئيس بأنهم جاهزون للأنقضاض على حليفهم الأصلي .. الرياح غير مسيطر عليها والربّان لا يمتلك مهارة أو حنكة , فلم يتحقق له ما أراد وجاءت العثرة موجعة .. بغداد ضاعت , البصرة قبلها , لحقتها واسط .. أين ميسان , ذي قار ذهبت .. السماوة أولاً ... ماذا بقي لك يا نوري ؟ سؤال قد يدخله الأنعاش , فحبل الكذب أقصر مما يتصور !!
#محمد_الحسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟