حبيب هنا
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 01:46
المحور:
الادب والفن
- 4 -
استيقظت تالا من النوم مفزوعة بعد أن وجدت نفسها في حضن أمها ، ولم تكن تعرف معنى الهلع قبلئذ، سألت بملامح مرتاعة توارت سريعاً في ذاكرة بعيدة :
- ما الذي جاء بي إلى أحضانك ؟
- لا عليك يا بنيتي ،فأنت ما زلت صغيرة في نظري مهما كبرت ..
- ولكني كبرت قليلاً حتى بت قريبة من موعد الزواج .
- نعم يا بنيتي كبرت ولكنك مازلت صغيرتي . دعينا من هذا الآن وحدثينا عن سبب الهلع والارتياع اللذين جعلا من ذاكرتك تتوارى في البعيد ..
- آه .. يا أماه.. في ذاكرتي وجهان أحدهما يحمل القذيفة والآخر يستقبلها بصدره وهو يبتسم .
وفجأة ، الانفجارات تسرق النبض من القلب ويتهالك الجسد .. عيون تحلق في وجوه غيرَّ ملامحها غبار القصف .. تسأل تالا أمها على حين غرة :
- هل هو منهم يا أماه ؟
- مَنْ هو ؟
- خليل !
- ما به ؟
- ألا تسمعين تسرب الموسيقى الجنائزية إلى عشرات البيوت ..
- بلى أسمع يا بنيتي .
- من سيعوضهم عن طبول الفرح !!
- عليك أن تستريحي يا بنيتي فأنت ترتعشين وحرارتك مرتفعة ..
- لا عليك يا أماه ، فأنا بخير .
تغمض عينيها وتذهب بعيداً .. تصرخ الآم بالأخت الصغرى : أطلبي الإسعاف نحن بحاجة إلى نقل تالا إلى المستشفى قبل أن تذهب بين أيدينا !
#حبيب_هنا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟