شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 21:51
المحور:
الادب والفن
السّيدة وصهيل الخيول
من البرد سيّدتي
أتوسّد شَعرَ الحرير
من البرد ملتحفاً نمت تحت الحرير
كريش النعام الحرير
وريش الطواويس سيّدتي
غير أنّ الزهور بألوانها انطبعت زاهية
لحظة الخدر المستمد من الكبوة الغافية
سقطت بيننا
يا حبيبة قلبي الحدود
حين غبنا
تخيّلت كلّ الوجود
ذاب كالملح في الماء
طيران نحو الخلود
حلّقا يطويان المسافات في غمرة الحلم
شَعركِ كالفحم أسود
اُلامسه كالحرير
فيصعد من عمق أبراج عينيكِ عطر البراعم
وفي حدقتيكِ تلوح النجوم بأعراسها
كلّ عين مجرّة
ومن كلّ عين تفيض المسرّة
تجلّت بها قدرة الله
في قاعها غابة للمحار
وفي قاعها سمك عابر للنهار
وفي قاعها ملكوت , مدار
طاف فيه الفؤاد المعذّب بالحلم , والانبهار
فيا لخيولكِ تصهل في رقعة المُلك واللّاعبين
وتنثر جمر الحنين
فوق ثلج الجبين
كطير يسابق قصف الرعود
تذكّرت
لامست شعرك يسدل كاللّيل
حيث يداعبه في الصباح النسيم
وعطركِ ينفح مخترقاً جسدي
صاعداً بالبراعم
لمملكة الروح حيث النعيم
وحيث الجحيم
عندما أستعيد الزمان الذي استهلكته الفصول
أخاف التذبذب , ثقل السنين
أخاف انكسار الهوى :
كالزجاج على زخرف العاشقين
وأخشاكِ في هاجس الغيب ,
في هفوة الشكّ ,
في صحوِصدق اليقين
كلّما تلمس الذكريات أصابعها بالحنين
أحسّ بثلج الجحيم
ونار النعيم
ونبض اليقين
كأنّي تمرّدت بين الصفوف من الساجدين
كذاكَ الرجيم الّلعين
فلا شمس أسقط للزمهرير
ولا نجم يرسم خارطة للأمان
بين شعر الحرير
وصبح الزمان
متاهة عمرىّ ما بين عينيكِ كالمشرقين
وكالمغربين
عدت سيّدتي
بين جمر النعيم
وثلج الجحيم
شعوب محمود على
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟