إبراهيم حجاج
الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 10:55
المحور:
الادب والفن
اتعجب ممن يروجون لمقولة أن الإخوان لن يتركوا الحكم حتى لو سالت دماء الشعب كله واعتقد أن هذه الاشاعة لا أصل لها من الصحة والمستفيد الوحيد منها هم الاخوان انفسهم فجدار الخوف المعنوى يبنى من خلال نسج الاوهام ونشر الأكاذيب حول القوة المفرطة للجماعة والميلشيات المسلحة وعلاقاتها الدولية المتشعبة وخاصة بحماس ومساندة امريكا لها وكلها عبارات يتجنبها الكثير من الصواب ولا تؤدى إلا الى تثبيط الهمم والاستسلام للأمر الواقع مهما كانت مرارته ويحضرنى فى هذا الصدد مفهوم التأريخية عند الكاتب الألمانى برتولد بريخت الذى كرس مسرحه وابداعه الأدبى لمواجهة الرأسمالية وكشف القناع عن وجهها القبيح وكان هدف بريخت التعبير عن مصالح الطبقات المقهورة من العمال الكادحين-;---;-- ومقاومة قوي-;---;-- الاستغلال مهما كانت أشكالها وكانت حيتان الرأسمالية هى الأخرى تكرس جهودها لاستمرار الهيمنة والظلم والفساد بحيث لايمكن أن يتوقع أكثر المتفائلين بسقوط النظام الرأسمالى وانهياره أمام ثورة الاشتراكية والنضال الجماعى من أجل العدالة الاجتماعية وقد فطن بريخت لأمر هام وهو أن أول خطوة للثورة هى هدم هذا الوهم السائد عن الرأسمالية لذا لجأ لما أسماه بالتأريخية وهى ببساطة العودة إلى الماض والاستعانة بالقصص التاريخية والاساطير القديمة لنأخذ منها العبر والعظات فيكشف من خلالها قدرة القلة المؤمنة بمبادىء ثورية اشتراكية من الانتصار على العتاة الفاسدين مهما كانت قوتهم ليوجه رسالة هامة نحن أحوج اليها هذه الأيام وهى أن التاريخ يكرر نفسه وماحدث فى هذه القصة التاريخية القديمة من الممكن أن يتكرر فى زماننا لو كانت لدينا نفس الرغبة وذات الدوافع وأكبر دليل على ذلك ماحدث يوم 52 يناير وسقوط النظام السابق فمن كان يصدق أن الرئيس مبارك بهيلمانه ونجلييه ووزيره الحبيب بجبروته وأكبر رجال النظام سيقبعون خلف الجدران وهم من كانوا ينكلون بالاخوان ويذيقوهم مر الهوان فمن فعل ذلك بمبارك أمس يستطيع أن يفعل ذلك بالاخوان غدا. هذه هى التأريخية التى يجب أن يعيها الاخوان قبل فوات الآوان مع الاعتذار لبريخت لأنى استشهدت بماضى قريب عملا بالمثل القائل غدا لناظره قريب..
#إبراهيم_حجاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟