أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حجاج - سعد الله ونوس يرصد العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى الفيل يا ملك الزمان














المزيد.....

سعد الله ونوس يرصد العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى الفيل يا ملك الزمان


إبراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 06:56
المحور: الادب والفن
    


شغلت قضية العلاقة بين الحاكم والمحكوم أذهان الكثيرين من الكتاب العرب فتناولتها أقلامهم بالتصريح تارة وبالتلميح تارة أخرى ويبرز اسم سعد الله ونوس كواحد من أهم الكتاب الذين كرسوا انتاجهم الأدبى لمناقشة هذه القضية التى بلورها بحرفية فنية عالية من خلال نصه "الفيل يا ملك الزمان" الذى يتناول تلك العلاقة من خلال ثنائية متناقضة (القهر من قبل الحاكم فى مقابل الخوف من قبل المحكوم) ومن هنا يصنع الشعب الخانع حاكما طاغية .
المسرحية تحكي قصة ملك ظالم له فيل عاث فسادا وألحق الأضرار الجسيمة بالرعية يشكو منه الناس ويولولون ولا يجرؤ أحد منهم على الشكوى وكانت الطامة الكبرى عند
قيام هذا الفيل بهرس طفل تحت قدميه في أحد الأزقة هنا ضاقت الجماعة ذرعاً به ويظهر (زكريا) يحرضهم على الثورة ويشجعهم على الشكوى فيتحفزون ويتدربون على ما سيقومون به حيث اتفقوا على أن يتقاسم الجميع عبء هذه الشكوى ، فيبدأ زكريا صائحاً: الفيل يا ملك الزمان، وترد الرعية لا نريده وتبدأ فى سرد مظالمه . وعندما حانت ساعة الحسم لحظة وقوفهم أمام الملك يتغير موقفهم وتعقد ألسنتهم ويسيطر الخوف عليهم من جديد ويظل زكريا يردد : الفيل يا ملك الزمان، والملك يتساءل : ما له ؟ ولا مجيب وأمام تساؤل الملك، ومع تصاعد حدة نبرة صوته المهددة بالويل وعواقب الأمور لم يجد زكريا بدا من الإجابة عن تساؤل الملك بقوله : نطالب بتزويج الفيل كى تخف وحدته وينجب لنا عشرات الأفيال...مئات الأفيال...آلاف الأفيال.

قد اختار الكاتب عنوان ( الفيل يا ملك الزمان ) كجملة غير تامة تنتظر إكمالها بما يوضح مقصودها فمن الممكن أن يأتى بعدها سرد لمظالم الفيل بقوة وجرأة ومن الممكن أن يكمم الخوف الأفواه فتتحول الشكوى لطلب بتزويج الفيل لتتكاثر ويزداد القهر الذى تستحقه شعوب بنت بداخلها جدارا من الخوف وهو ما نهى به الكاتب نصه بالفعل وكأنه يريد أن يقول لا مكان للثورة فى نفوس كسرها الخوف.
وقد اتضحت هذه الفكرة من خلال الفيل (أداة القهر فى يد كل حاكم) أما الخوف الذى يكمم ألأفواه، ويجمد العقول، ويشل التفكير فقد عدد الكاتب مظاهره ما بين خوف مادى رصده من خلال حراس الملك الغلاظ وسيوفهم اللامعة ومظاهر العظمة والأبهة فى قصر الملك التى أرجفت القلوب وأخرصت الألسن وخوف معنوى نسج خيوطه أوهام الشعب حول جبروت الملك الذى لم يروه إلا فى مراسم تتويجه فالملك في برجه العاجي وقصره الماسى، والرعية في بؤسها وفقرها وقد انعكست هذه الفكرة من خلال ثنائية المكان زقاق تحصره فى الخلف بيوت بائسة يتراكم عليها القدم والأوساخ فى مقابل مظاهر الفخامة والعز في قصر الملك
كما انتصر الكاتب فى نصه لفكرة التثوير الجمعي فى مقابل البطولة أو المواجهة الفردية وذلك من خلال "زكريا" البطل الشعبى الذى آمن بضرورة لم الشمل وتوحيد الصف لمواجهة الظلم وقد تجلى هذا المعنى بوضوح فى اللوحة الثانية التى بدأت بالتدريبات على كيفية مواجهة الملك بمظالم فيله وفساده ، والتدريب لتوحيد الأصوات المفككة المتضاربة واتساقها فى صوت واحد بعيدا عن أى نشاز
زكريا:إذا لم تصبح كلمة واحدة وصوتا واحد تضيع قيمة شكوانا.
: المهم اتحاد الكلمة.
: هذه ليست شكوى رجل واحد بل شكوى الجميع ينبغى أن نقولها بلسان واحد وصوت واحد.

فزكريا هو الشخصية المحورية فى المسرحية فهو الذى ألقى بالحجر فى مياه الأحداث الراكدة فهو الصوت الساخط المصمم على المواجهة وقد أعطى الكاتب له اسماً ، بينما تعامل مع باقي الشخصيات بالأرقام فى دلالة على عدم فعاليتهم وسلبيتهم في مواجهة الحدث .
وليبقيهم الكاتب نكرات في حياتهم بمناداتهم بالأرقام والرموز بدلاً من الأسماء الصريحة وهذه نقطة إبداع تحسب للكاتب .
وبعد اتفاق الرجال مع زكريا على المواجهة أصبح ينعتهم ( بالجماعة ) بعد أن تعامل معهم بالأرقام لما تحمله كلمة ( الجماعة ) من دلالة على وحدة الكلمة ولم الشمل .
أما الطفلة وهى الوحيدة التى صرخت أمام الملك وامتلكت الجرأة وشجاعة المواجهة رغم تكميم فاهها فهى الأمل فى الثورة.... هى رمز النقاء.... الشىء الذى لم يطله عفن الخوف بعد.
.وينتهى النص بكشف اللعبة المسرحية فى نهاية النص
فالممثلون يتحركون نحو الجمهور وقد نفضوا عن هيئاتهم مظاهر التمثيل
الجميع: هذه حكاية
ممثل5: ونحن ممثلون
ممثل3: مثلناها لكم لكى نتعلم معكم عبرتها
ممثل7: هل عرفتم الآن لماذا توجد الفيلة؟
ممثل3: هل عرفتم الآن لماذا تتكاثر الفيلة؟

زمن المسرحية ممتداً إلى جميع الأزمنة التي عانى فيها الرعية بطش الحاكم وقهره،
زمن سحيق ، فيه الفيلة التي يقتنيها الملك والسؤال الذى يطرح نفسه هل نجحت الشعوب العربية فى عصرنا هذا وبعد موجة الربيع العربى فى كسر حاجز الخوف هل سنستطيع قتل الفيلة أم ستتجمد الملامح ويتحول الخوف صمتاً بارداً ، ويتقهقر الجميع خافضو الرؤوس ...كما فعل أبطال نص سعد الله ونوس فى النهاية؟؟؟؟



#إبراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتيالات السياسية فى المسرح المصرى
- الجريمة ودلالتها الرمزية فى المسرح المصرى
- المسرح المصرى وظاهرة التطرف الدينى دراسة نقدية لمسرحية - الج ...
- مسرح العبث المصرى بين البيروقراطية والديمقراطية.. دراسة نقدي ...
- جرائم أباطرة الانفتاح فى المسرح المصرى دراسة نقدية لمسرحية-ع ...
- الدراما المسرحية وجرائم شركات توظيف الأموال دراسة نقدية لمسر ...
- -عفوا أيها الأجداد...علينا السلام- فانتازيا المسرح المصرى بي ...
- الدراما المسرحية وجرائم الاعتداء على السلطة
- القرد كثيف الشعر بين حيوانية البدائية وفجاجة الحضارة الحديثة ...
- نظرية الانعكاس ....ما لها وما عليها.
- المسرح والمجتمع
- ملخص رسالة ماجستير ظاهرة الجريمة فى المسرح المصرى
- ظاهرة التمرد فى المسرح
- الأدب ونظرية الضبط الاجتماعى
- تأثير الثورة على كتاب المسرح المصرى فى الستينيات
- نظرية الفن للفن
- أسطورة نفى أفلاطون للشعراء عن مدينته الفاضلة
- قضايا المجتمع بين المسرح الأمريكى والأوروبى الحديث
- المسرح وقضايا المجتمع من العصر اليونانى عصر النهضة
- قراءة جديدة لمسرح توفيق الحكيم رؤية نقدية لنص-ياطالع الشجرة ...


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حجاج - سعد الله ونوس يرصد العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى الفيل يا ملك الزمان