العربية و اللون الازرق 2

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 21:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

العربية و اللون الازرق 2
رغم ان الازرق من الالوان الثلاثة الرئيسية لا يعني هذا ضرورة تواجد كلمة تشير اليه. بالحقيقة هناك ابحاث تشيرالى غياب لون الازرق في المناطق الريفية و الثقافات البدوية بصورة عامة اي ان الازرق كان لون المدن و احيانا لا نجد حدود واضحة تفصل الاخضر من الازرق قارن اللبنانية (زيتون ازرق) للاشارة الى الزيتون غير الناضج.

عند الكتابة عن خشمان بدو الصحراء الشرقية في مصر يجذبHobbs 1989 انتباهنا الى الطريقة التي تتطور بها قبائل البدو جذورها في محيطها الجغرافي بخلق مكان شخصي معروفplace من فضاء مجهول space لذا نجد اكثر اسماء الاماكن هي بالوان الابيض و الاسود و الاحمر - في الحقيقة نجد هذه الالوان في كل الثقافات: دار البيضاء- البحر الابيض المتوسط – البيت الابيض – البحر الاحمر و البحر الميت (الاسود) و الحمراء في اسبانيا كما نربط الالوان بالحالة النفسية (شلونك في العربية العراقية) سواد القلب للاشارة الى الحزن او صفة اخرى.

اكتشف Maclaury 1992 بان فكرة الالوان تطورت من الفرق بين البريق / السطوع / اللمعان من جهة و الدكنة / القتام من جهة اخرى و بين الاستاذ Wolf-Dietrich Fischer بان الازرق لم يشير الى اللون في العربية بل الى البريق و اللمعان اي الاحساس بسطوع مع حركة و هذا يعني ان الازرق لم يكن لون من الالوان فمثلا تشيرالعربية اليمنية الى شرارة (النار) بـ (الزارق) و (زريگه) و اللبنانية (زرقط) الى الملون.

بنفس الطريقة يتراوح المعنى بين رش السوائل و ضوء او بريق العين كما نجد في السريانية zaraaqu الرش و zuriqtu الري اي تطور المعنى من لمعان الضوء (مرزوق: اشعة الضوء) الى الري و الرش قارن ايضا العربية العراقية زرگ zirag اي استعجل او ذهب بسرعة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات