جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 15:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
العربية و اللون الازرق
لا يمكن بيان الاحساس بالالوان من جوانبها الفيزياوية فقط لان هناك تاريخ انساني للحس. هذا ما قاله Ignaz Meyerson عام 1957. توسعت خريطة الالوان العربية Colour Chart من نظام الخمسة من زوايا متعددة بحكم العولمة التدريجية السابقة و الاحتكاكات الى عدة الوان كان الوحيد منها اللون الازرق على وزن افعل و اكثرها هي استعارات من الفارسية.
كما ذكرت سابقا فان المعلومات المتوفرة عن لوحة الالوان بخصوص مصير لون الازرق blue في اللغات اللاتينية تشهد على ضياعه و بروز كلمة اخرى azure بسبب الاحتكاكات ساعدت على تطورها في اللغات السامية بصورة عامة و العربية بصورة خاصة. توسع لون الازرق الحالي في الحقيقة في فترة حديثة نسبيا بتمديد المعنى من العربية القديمة (اشهب: لون رمادي / رصاصي) الى الازرق خاصة عند قبائل نجد الهامشية و الساكنة في الخيم و هذا هو سبب صياغته على وزن الافعل الذي عادة لا يظهر عند الدخيل.
كانت قبائل النجد لديها عدد من اطياف الالوان التي تشير الى محيطها الطبيعي مثل لون الارض و فرو / جلد الحيوانات خاصة الجمل و بذلك تم اضافة لون واحد فقط الى خارطتها الى ان وقعت العربية تحت تاثير العالم اليوناني الرومي و يعتقد بان اللون الازرق كان ايضا اضافة في اليونانية.
تطورت كلمة azure في العربية الى الازرق و يشير لون azure الى لون السماء او لون نوع من الاحجار الكريمة تسمى azurite و يعتقد بانها ترجع الى الفارسية (لازورد) اسم منطقة في شمال شرق افغانستان كانت سابقا مصدر حجر كريم بلون ازرق يسمى lapis lazuli. و الجدير بالذكر بان كلمة مشابه للازرق في اللفظ في العربية و هي الرزق (يا فتاح يا رزاق) ايضا من الفارسية (روزيك) من (روز) اي (يوم) او (الرزق اليومي) قارن الانجليزية risk.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟